إيران تنعى رسميا رئيسي ومرافقيه وتعلن الحداد

العديد من قادة الدول يقدمون تعازيهم لإيران في وفاة رئيسي بعد ساعات من البحث عن حطام المروحية.

طهران - نعت الحكومة الإيرانية الإثنين رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي بعيد العثور على المروحية التي كان فيها وتعرضت لحادث الأحد في منطقة جبلية في شمال غرب الجمهورية الإسلامية.
وقالت الحكومة في بيان أوردته وكالة "إرنا" الرسمية "ارتقت الروح العظيمة لخادم الشعب الإيراني الى بارئها، وأصبح خادم (الإمام) الرضا آية الله رئيسي، رئيسا للشعب وحبيبا في السماء".
كما نعت الحكومة مسؤولين آخرين كانوا برفقة رئيس الجمهورية لدى سقوط الطائرة في محافظة أذربيجان الشرقية، وهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وإمام الجمعة في مدينة تبريز آية الله علي آل هاشم، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي.
وأكدت الحكومة "للشعب الايراني الوفي والمقدر والعزيز على أن طريق العزة والخدمة سيستمر وبفضل روح آية الله رئيسي البطل وخادم الشعب والصديق الوفي للقيادة التي لا تعرف الكلل لن يكون هناك أدنى خلل او مشكلة في الإدارة الجهادية للبلاد".
ووجه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد على إكس صادق التعازي للجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومة وشعبا في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان والمسؤولين المرافقين في حادث المروحية الأليم".
وقال رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني "ببالغ الحزن، وعظيم الأسى، تلقينا نبأ وفاة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد الإلهيين، ورفاقهما، خلال حادث تحطم الطائرة المؤسف في شمال إيران. إننا إذ نتقدم بخالص تعازينا ومواساتنا إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي، وإلى إيران، حكومة وشعبا، نعرب عن تضامننا مع الشعب الإيراني الشقيق ومع الإخوة المسؤولين في الجمهورية الإسلامية بهذه الفاجعة الأليمة".
وقال رئيس وزراء باكستان شهباز شريف على إكس "تابعنا بقلق التطورات المتعلقة بحادثة هبوط الطائرة الهليكوبتر التي كانت تقل الرئيس رئيسي. كان يحدونا أمل في الحصول على أخبار جيدة. وللأسف هذا لم يحدث. أتقدم مع حكومة وشعب باكستان بأحر التعازي والمواساة إلى الأمة الإيرانية في هذه الخسارة الفادحة. رحم الله أرواح الشهداء. ستتجاوز الأمة الإيرانية العظيمة هذه المأساة بشجاعتها المعهودة".
وقالت حركة حماس "نعرب عن مشاركتنا الشعب الإيراني الشقيق مشاعر الحزن والألم، وعن تضامننا الكامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في هذا الحادث الأليم والمُصاب الجلل، الذي أودى بحياة ثلة من خيرة القيادات الإيرانية التي كانت لها مسيرة حافلة في نهضة إيران، ومواقف مشرفة في دعم قضيتنا الفلسطينية، ومساندة نضال شعبنا المشروع ضد الكيان الصهيوني، ودعمها المقدر للمقاومة الفلسطينية".
وأضاف البيان "نحن على ثقة أن الجمهورية الإسلامية في إيران ستكون قادرة - بحول الله - على تجاوز تداعيات هذا الفقد الكبير، فالشعب الإيراني العزيز يملك مؤسسات عريقة قادرة على التعامل مع هذه المحنة الشديدة".
ونعى الحوثيون إيران في وفاة رئيسي وقال محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين في اليمن على إكس: تعازينا الحارة للشعب الإيراني وللقيادة الإيرانية... في استشهاد الرئيس رئيسي والوفد المرافق ونسأل الله أن يلهم أهله الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون، وسيبقى الشعب الإيراني ولاد بالقيادات المخلصة لشعبهم بإذن الله".
وقال رئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد ال نهيان "خالص العزاء وعميق المواساة للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعبا في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ونؤكد تضامن الإمارات مع إيران في هذه الظروف الصعبة".

 

وقد أعلن لبنان اليوم الاثنين الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام على الرئيس الإيراني ووزير الخارجية. كما أعربت جماعة حزب الله اللبنانية عن تعازيها في وفاتهما.

ونعى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين "الصديقين الحقيقيين"، إبراهيم رئيسي وحسين أمير عبداللهيان اللذين قضيا مع ثمانية آخرين في تحطّم مروحية.
وقال لافروف في بيان "كان الرئيس رئيسي ووزير الخارجية أمير عبداللهيان صديقَين حقيقَيين وجديرَين بالثقة"، واصفا إياهما بأنهما "وطنيان حقيقيان دافعا بقوة عن مصالح بلدهما".
واعتبر الرئيس الصيني شي جينبينغ الإثنين أن وفاة رئيسي في حادث تحطم مروحية تشكّل "خسارة كبيرة للشعب الإيراني".

واعتبر المتحدث باسم البيت الابيض جون كيربي أن الرئيس الإيراني "كان رجلا يداه ملطختان بالدماء"، مضيفا أن رئيسي يتحمل "مسؤولية انتهاكات فظيعة لحقوق الانسان" في ايران، وذلك رغم تقديم واشنطن تعازيها إلى الجمهورية الإسلامية بوفاته.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين في مؤتمر صحافي إن الرئيس شي جينبينغ اعتبر أن "وفاته المأسوية هي خسارة كبيرة للشعب الإيراني، وأن الشعب الصيني فقد صديقاً جيداً".
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن تركيا "تشارك الشعب الإيراني الصديق والشقيق، ألمه". وقال خلال مؤتمر صحافي "للأسف، الأخبار الواردة من إيران أحزنتنا بشدة".
وأعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة، حسين إبراهيم طه، عن "خالص تعازيه وتعاطفه مع حكومة إيران وشعبها"، وفقا لما جاء في بيان للمنظمة على موقع "إكس".
وقدم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان التعازي لإيران في وفاة رئيسي ومرافقيه.
وقدّم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بدوره تعازيه للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وقال عبر منصة "إكس"، "أحر التعازي للأشقاء بالجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وحكومة وشعبا بوفاة الأخ الرئيس إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية الأخ حسين أمير عبداللهيان والمرافقين لهما، رحمهم الله جميعا. نتضامن مع الأشقاء في إيران بهذا الظرف الصعب".
وقامت وسائل إعلامية إيرانية بنشر مقاطع فيديو لعملية نقل جثامين الرئيس ووزير خارجيته ومرافقيهما إلى مدينة تبريز وذلك في مناطق جبلية وغابية وعرة.

وكانت وسائل إعلام إيرانية عدة قد نعت رئيسي قبل صدور الإعلان الرسمي، بعيد إعلان السلطات العثور على المروحيّة التي كانت تقلّهم غداة تعرّضها لـ"حادث" في منطقة جبليّة وعرة وعدم رصد "أيّ علامة" حياة في الحطام. وبثت وسائل إعلام رسمية صورة لرئيسي مرفقة بآيات من الذكر الحكيم.
وكان التلفزيون الرسمي أعلن في وقت مبكر الإثنين أنه "عند العثور على المروحية، لم تكُن هناك أيّ علامة على أنّ ركّاب المروحيّة على قيد الحياة حتّى الآن".
وبثّ التلفزيون الرسمي صوراً لعدد من عناصر الهلال الأحمر الإيراني يسيرون وسط ضباب كثيف في مناطق جبلية، ويستخدمون مركبات وسيارات رباعية الدفع تتقدم على طرق ضيقة موحلة.
وأوضح التلفزيون أنّ طائرة مسيّرة تركيّة رصدت "إحداثيّات الحادث" وأبلغت فرق الإنقاذ الإيرانيّة بها. وأضاف "أُرسلت فرق إنقاذ إلى الموقع" قرابة الخامسة من صباح الاثنين (01.30 ت غ).
وأعقب ذلك تأكيد رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني بير حسين كوليوند أنه "عُثر على المروحيّة. نتحرّك الآن في اتجاهها"، مضيفًا "الوضع ليس جيدًا".
وكانت الآمال بالعثور على رئيسي (63 عامًا) حيًّا تتضاءل بعد مرور ساعات دون أي معطى بشأن مصير المروحية التي فقِد أثرها عصر الأحد وسط أحوال جوّية سيّئة وفي منطقة جبلية حرجية.

ودعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الإيرانيّين إلى "عدم القلق" مع تواصل عمليّات البحث.
وقال خامنئي "لا ينبغي للشعب الإيراني أن يقلق، فلن يكون هناك أيّ خلل في عمل البلاد"، مضيفًا "ندعو الله عزّ وجلّ أن يُعيد رئيسنا العزيز ورفاقه بكامل صحّتهم إلى أحضان الأمّة".
وكان التلفزيون الرسمي قال إنّ "حادثًا وقع للمروحيّة التي تقلّ الرئيس" في منطقة جلفا في محافظة أذربيجان الشرقية.
وصرّح وزير الداخليّة أحمد وحيدي للتلفزيون الرسمي بأنّ المروحيّة وهي من طراز بيل 212 "نفّذت هبوطًا صعبًا بسبب سوء الأحوال الجوّية"، موضحًا أنّه "يصعب إجراء اتّصال" بالطائرة.
وبثّ التلفزيون الأحد صورًا لإيرانيين يؤدون الصلاة لسلامة الرئيس في مساجد وساحات عدة، بما في ذلك مرقد الإمام علي بن موسى الرضا في مدينة مشهد (شمال شرق)، وهي مسقط رأس رئيسي.
وكانت مروحيّة الرئيس ضمن موكب من ثلاث مروحيات تقلّه برفقة مسؤولين آخرين أبرزهم وزير خارجيته أمير عبداللهيان.
وبحسب وسائل الإعلام، شارك 73 فريقا في عمليات البحث والإنقاذ، مستخدمين الكلاب المدرّبة والطائرات المسيّرة. وأعلنت تركيا إرسال 32 عامل إنقاذ وستّ مركبات للمشاركة في البحث.

بدورها، أفادت وكالة أنباء الأناضول التركية أن وزارة الدفاع في أنقرة "خصصت مسيرة أقينجي ومروحية مزودة تقنية الرؤية الليلية من طراز كوغار، للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ عن مروحية الرئيس الإيراني".
وبموجب الدستور الإيراني، يتولى النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر مهامه بحال الوفاة، على أن يتم إجراء انتخابات رئاسية في غضون 50 يوماً.
وحظي حادث المروحية بمتابعة بمتابعة حثيثة على المستوى الدولي، خصوصاً في الولايات المتحدة التي لا تقيم علاقات دبلوماسيّة مع إيران. وزار الرئيس الإيراني الأحد محافظة أذربيجان الشرقية حيث دشّن سدًّا برفقة نظيره الأذربيجاني إلهام علييف على الحدود بين البلدين.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك، أبدى مجددا دعمه الفلسطينيّين في الحرب في قطاع غزّة بين حماس وإسرائيل.
وقال رئيسي "نؤمن بأنّ فلسطين هي القضيّة الأولى للعالم الإسلامي، ونحن على قناعة أنّ شعبَي إيران وأذربيجان يدعمان دائمًا شعب فلسطين وغزّة ويكرهان النظام الصهيوني".

الشعب الايراني ترقب لساعات حادثة سقوط طائرة رئيسي
الشعب الايراني ترقب لساعات حادثة سقوط طائرة رئيسي

ويتولّى رئيسي (63 عامًا) رئاسة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة منذ ثلاثة أعوام. ويُعدّ من المحافظين المتشدّدين، وانتُخب في 18 حزيران/يونيو 2021 في الجولة الأولى من اقتراع شهد مستوى امتناع قياسياً عن التصويت وغياب منافسين أقوياء. وخلف الرئيس المعتدل حسن روحاني الذي كان هزمه في الانتخابات الرئاسيّة عام 2017.
وتعزّز موقف رئيسي في الانتخابات التشريعيّة التي أجريت في آذار/مارس، وهي أوّل انتخابات وطنيّة منذ الحركة الاحتجاجيّة التي شهدتها إيران نهاية عام 2022 بعد وفاة الشابّة مهسا أميني إثر توقيفها بتهمة عدم الامتثال لقواعد اللباس الصارمة في الجمهوريّة الإسلاميّة.
وأشاد الرئيس الإيراني حينها بـ"الفشل التاريخي الجديد الذي لحق بأعداء إيران بعد أعمال الشغب" في عام 2022.
ووُلد رئيسي في تشرين الثاني/نوفمبر 1960 في مدينة مشهد المقدّسة لدى الشيعة (شمال شرق)، وقضى معظم حياته المهنية في النظام القضائي، وتولّى مناصب أبرزها المدّعي العام لطهران ثم المدّعي العام للبلاد ورئاسة السلطة القضائية اعتباراً من العام 2019.
واسم الرئيس الإيراني مدرج في اللائحة الأميركيّة السوداء للمسؤولين الإيرانيّين المتّهمين بـ"التواطؤ في انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان"، وهي اتهامات رفضتها السلطات في طهران باعتبارها لاغية وباطلة. أما حسين أمير عبداللهيان (60 عاما) فعيّنه رئيسي وزيرًا للخارجية في تموز/يوليو 2021.
ويؤيّد المسؤول الدبلوماسي بشدّة الفصائل الموالية لإيران في الشرق الأوسط، وكان قريبا من اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري والذي قُتل في العاصمة العراقية عام 2020 بضربة أميركية.