إيران تُذكي التوتر مع الغرب بإطلاق قمر اصطناعي عسكري جديد

قائد الحرس الثوري يكشف أن القمر الاصطناعي الجديد سيوفر صورا أكثر دقة من سابقاتها مما سيمكن القوات الإيرانية من تلبية احتياجاتها الاستخباراتية.

طهران - أطلق الحرس الثوري الإيراني اليوم الأربعاء بنجاح قمرا اصطناعيا جديدا للتصوير العسكري، وفق وسائل إعلام رسمية، في أحدث عرض لتكنولوجيا الفضاء التي أثارت قلق الغرب الذي يتوجس من تنامي القدرات الاستخباراتية للجمهورية الإسلامية وتكثيف أنشطتها التجسسية لتنفيذ مخططاتها التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي.

وأعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عيسى زارع بور "تم وضع القمر الاصطناعي للاستطلاع التصويري ( نور 3) بنجاح في مدار يبعد عن الارض 450 كم مع حاملة الأقمار الاصطناعية الإيرانية 'قاصد' حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية 'إرنا'.

وقال قائد الحرس الثوري حسين سلامي في تصريحات للتلفزيون الرسمي إن القمر الاصطناعي الجديد سيوفر صورا أكثر دقة من سابقاتها مما سيمكن الحرس الثوري من تلبية احتياجاتهم الاستخباراتية.

وكثيرا ما حذرت الولايات المتحدة إيران من عمليات إطلاق مماثلة وتقول إن هذه التكنولوجيا يمكن استخدامها في الصواريخ البالستية بما فيها تلك المصممة لحمل رأس حربي نووي وعبرت حكومات غربية أخرى عن مخاوف مشابهة.

وتقول إيران بدورها إنها لا تسعى للحصول على أسلحة نووية وإن برنامجها الصاروخي والفضائي مخصص لأغراض مدنية وللدفاع فقط.

وأخفقت طهران في العديد من محاولات إطلاق الأقمار الاصطناعية في الماضي وأثار الإطلاق الناجح لأول قمر اصطناعي عسكري لها ووضعه في المدار، القمر نور 1، في أبريل/نيسان 2020 تنديدا حادا من الولايات المتحدة.

وسعت إيران إلى توسيع برنامجها الصاروخي وخاصة صواريخها الباليستية رغم معارضة الولايات المتحدة وتعبير الدول الأوروبية عن قلقها ومخاوف إسرائيل.

وتقول طهران إن البرنامج دفاعي بحت ويهدف إلى الردع، لكن هذه المبررات لا تقنع الغرب خاصة الولايات المتحدة وكذلك الدول العبرية التي هددت مرارا باستهداف القوة الصاروخية لايران.

وزودت طهران الحوثيين في اليمن بصواريخ باليستية لاستخدامها ضد دول الجوار وتمكنت الولايات المتحدة من ضبط كميات منها في البحر الأحمر أو في مياه الخليج.
وتخضع طهران لعقوبات أميركية صارمة منذ انسحاب واشنطن عام 2018 من الاتفاق النووي التاريخي الذي منح إيران تخفيفا للعقوبات مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية لمنعها من تطوير رأس حربي نووي.

وتنفي إيران باستمرار أي مساع لديها لتطوير إمكانيات إنتاج أسلحة نووية، وتشدد على أن أنشطتها سلمية بالكامل.

وفي مقابلة أجرتها معه مؤخرا مع وكالة أنباء يابانية، تحدث وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان عن اقتراح ياباني لاستئناف المحادثات النووية الإيرانية مع الولايات المتحدة.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء إنه يتعين على إيران اتخاذ خطوات لخفض التصعيد بشأن برنامجها النووي إذا أرادت إفساح المجال للدبلوماسية مع الولايات المتحدة، لافتة إلى أن أولى هذه الخطوات التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكانت تعليقات المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي هي المرة الثانية خلال أيام التي تنتقد فيها الولايات المتحدة إيران لقرارها منع عدد من مفتشي الوكالة الدولية من العمل في البلاد، مما يعوق قدرة الوكالة على مراقبة أنشطة طهران النووية.

وتخشى الولايات المتحدة والعديد من حلفائها الغربيين أن يكون البرنامج النووي الإيراني غطاء لتطوير أسلحة نووية. وتنفي إيران أن تكون لديها مثل هذه الطموحات.

وقال ميلر "يجب على إيران أن تتخذ خطوات لخفض التصعيد إذا كانت تريد تهدئة التوتر وإفساح المجال للدبلوماسية".

وأضاف "في الأسابيع القليلة الماضية فقط، رأينا إيران تتخذ خطوات لتقويض قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على القيام بعملها... لذلك إذا كانت إيران جادة حقا في اتخاذ خطوات لخفض التصعيد فإن أول شيء (يمكنها) أن تفعله هو التعاون مع الوكالة".

وقال ميلر إن الخطوات التي كان يتحدث عنها كتمهيد محتمل لاستئناف المحادثات الأمريكية الإيرانية، سواء المباشرة أو غير المباشرة، تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. لكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل.

إلا أنه عندما سئل عما إذا كان يقول إن على إيران أن تتخذ كل هذه الخطوات التي تطالب بها الولايات المتحدة قبل أن توافق واشنطن على إجراء محادثات مباشرة أو غير مباشرة مع طهران، أجاب "أنا لا أقول ذلك".