الصين تبحث عن موطئ قدم في تونس من بوابة مشاريع البنية التحتية
تونس - بحث الرئيس التونسي قيس سعيد مع مسؤول صيني مشاريع يجري العمل عليها مع بكين من أبرزها المدينة الطبية بالقيروان وسط البلاد، وتوسيع مطار تونس قرطاج الدولي، فيما يثير توجه تونس نحو الشرق بحثا عن شركاء جدد قلق الغرب الذي يعتبر البلد منطقة حيوية لمصالحه.
واستقبل سعيد بقصر قرطاج عضو المكتب السياسي وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير دائرة الإعلام به لي شولي، وفق بيان لرئاسة الجمهورية التونسية اليوم الجمعة.
ويؤدي شولي زيارة إلى تونس تمتد من 14 إلى 17 مايو/أيار الحالي، بحسب نفس المصدر. وأبدى مستثمرون صينيون خلال الآونة الأخيرة رغبتهم في الاستثمار في البلاد، خاصة في مشاريع البنية التحتية، في إطار إستراتيجية بكين الهادفة إلى تعزيز حضورها في شمال أفريقيا عبر اتفاقيات التعاون الاقتصادي، بينما تشكل تونس بوابة هامة على القارة.
وفي 25 فبراير/شباط الماضي أعلنت تونس توقيعها مذكرة تفاهم مع الصين، لإنجاز المدينة الطبية الأغالبة بالقيروان وذلك في جلسة عمل بين وزير الصحة مصطفى الفرجاني ونائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصيني ليو سيشي في العاصمة بكين.
واستعرض سعيد مع المسؤول الصيني المشاريع التي يجري العمل على تنفيذها في أقرب الآجال على غرار مشروع مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان، وفق البيان.
كما تطرق اللقاء إلى مشاريع جسري بنزرت (شمال) وجربة (جنوب شرق) و"الحي الرياضي الأولمبي" بالمنزه في العاصمة تونس، إضافة إلى توسيع مطار تونس قرطاج الدولي ومشروع السكة الحديدية التي تربط شمال البلاد بجنوبها.
وأشار الرئيس التونسي خلال ذات اللقاء إلى "الحصيلة المثمرة والإيجابية لتجارب التعاون الثنائي والمشاريع التي تمّ إنجازها خاصة في مجالات البنية التحتية والنقل والصحة".
ولم تعط الرئاسة تفاصيل عن مختلف المشاريع، إلا أن سعيد وخلال زيارة أجراها في فبراير 2021 إلى منطقة منزل المهيري بولاية القيروان، كان ذكر أن "المدينة الطبية المرتقب إنشاؤها ستكون على شكل مؤسسة حكومية"، لافتا إلى أن النص القانوني للمشروع بات جاهزا.
وأضافت أن المشروع "سيساهم في توفير نحو 50 ألف وظيفة في مختلف الاختصاصات وسيعيد للقيروان بريقها ومكانتها التاريخية"، مشيرا إلى أن عددا من الدول الشقيقة والصديقة أعلنت استعدادها لتمويله.
والعام الماضي استقبلت تونس خلال أقل من شهر 3 وزراء خارجية من دول الشرق الوازنة، هي روسيا والصين وإندونيسيا، قبل أن يزورها لاحقا رئيس برلمان كوريا الجنوبية، في إطار سياسة خارجية تهدف إلى تنويع شركاء البلاد وعدم الارتهان إلى التعاون مع الدول الأوروبية.
والمدينة الطبية الأغالبة، مشروع معلن عنه منذ 2019 تم تخصيص أرض لها تبلغ 550 هكتارا (الهكتار الواحد يساوي 10 آلاف متر مربع)، منها 300 هكتار للمباني والمنشآت، وستكون الأولى من نوعها بكلفة 3 مليارات دينار (نحو 1.1 مليار دولار).
وكان سعيد التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ بالرياض في ديسمبر/كانون الثاني 2022 وأدى زيارة دولة إلى بيكين من 28 ماي إلى 1 يونيو/حزيران 2024 والتي تُوّجت بإرساء شراكة استراتيجية بين البلدين وإعلان الجانب الصيني استعداده لمعاضدة جهود تونس في تنفيذ مشاريع تنموية كبرى.