اتحاد العلماء المسلمين يتبرأ من تصريحات رئيسه حول الصحراء المغربية

أحمد الريسوني نفسه تنصل من أقواله الداعية للزحف على تندوف الجزائرية وتصريحاته المسيئة لموريتانيا.
غضب شعبي ورسمي في موريتانيا من تصريحات الريسوني
أحزاب إسلامية جزائرية غاضبة من رئيس اتحاد العلماء المسلمين
الدوحة

تبرأ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من تصريحات رئيسه أحمد الريسوني الإعلامية المتعلقة بالصحراء المغربية وأقواله التي تمس من سيادة موريتانيا، قائلا إنها تمثله وحده ولا تمثل علماء المسلمين، وذلك بعد أن أثارت تصريحاته ردود فعل غاضبة في كل من الجزائر وموريتانيا.
وتحدث الداعية المغربي في مقابلة تلفزيونية عن "استعداد المغاربة والعلماء والدعاة في المغرب للجهاد بالمال والنفس والزحف بالملايين إلى مدينة تندوف الجزائرية".
وذكر الأمين العام للاتحاد الذي يتخذ من الدوحة مقرا له، علي القره داغي، في بيان "أن ما تفضل به الريسوني في مقابلته التلفزيونية أو في غيرها، حول الصحراء هذا رأيه الخاص قبل الرئاسة، وله الحق في أن يعبر عن رأيه الشخصي مع كامل الاحترام والتقدير له ولغيره، ولكنه ليس رأي الاتحاد".
وتم انتخاب الريسوني في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 بإسطنبول التركية،رئيسا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين خلفا لسلفه يوسف القرضاوي بنسبة فاقت 93 بالمئة حيث كان هو المترشح الوحيد لخلافة القرضاوي.
وأوضح القره داغي أن "دستور الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينص على أن الرأي الذي يسند إلى الاتحاد هو الرأي الذي يتم التوافق والتوقيع عليه من الرئيس والأمين العام بعد المشورة، ثم يصدر باسم الاتحاد".
ورجح البعض أن يكون الريسوني قد استلهم دعوته للزحف على تندوف من دعوة سابقة للعاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني عام 1975 لمسيرة شعبية سلمية من أجل الضغط على إسبانيا لمغادرة إقليم الصحراء الذي كانت تحتله.
وشارك نحو 350 ألف شخص من كل مناطق المملكة في المسيرة حملوا خلالها المصحف بيد والعلم المغربي باليد الأخرى، وتجاوزوا الحدود التي كان يفصل بها الإسبان إقليم الصحراء عن الأراضي المغربية المحررة.

الريسوني أشار إلى أن موريتانيا نفسها تابعة هي الأخرى للمملكة المغربية

وأثارت تصريحات الريسوني ردود فعل غاضبة في الجزائر، خاصة من الأحزاب الإسلامية والإخوانية التي كانت تعتبر نفسها قريبة فكريا وعقائديا من اتحاد العلماء المسلمين، خاصة وأن باحثين يعتبرون أن الاتحاد يمثل واجهة لحركة الإخوان المسلمين.
وقال الريسوني في مقابلته التلفزيونية إن "وجود موريتانيا نفسها خطأ، فضلا عن الصحراء، على المغرب أن يعود إلى ما قبل الغزو الأوروبي"، في إشارة إلى أن موريتانيا تابعة هي الأخرى للمملكة المغربية. 
وأدان الفريق البرلماني للصداقة الموريتانية المغربية في الجمعية الوطنية (البرلمان) تصريحات الريسوني بشأن موريتانيا، معتبرا إياها "موغلة في الإساءة".
وقال الفريق البرلماني إن تصريحات الريسوني "خارجة عن سياق الاحترام وتوطيد العلاقات بين البلدين شعبيا ورسميا، وتتنكر لأبسط قيم الأخوة والجوار وأبجديات الدبلوماسية وخطاب المهابة والوقار الذي يجمع ولا يفرق".
وردا على الانتقادات التي طالته بخصوص دعوته لتنظيم مسيرة نحو تندوف، تساءل الريسوني في حديث لاحق لموقع "اليوم 24" المغربي، "أليس من حق الشعب المغربي التواصل مع إخوانه وأبنائه المحتجزين في تندوف؟".
وأكد في ذات الحوار على "استعداد المغرب للتحاور مع الجزائر بما يمكنه أن ينهي النزاع المفتعل في المنطقة، وحل هذه المشكلة المصطنعة التي خلفتها الصناعة الاستعمارية"، وفق تعبيره.
وعن موقف الاتحاد الرسمي حول الجزائر وموريتانيا، قال القره داغي إن "نظام الاتحاد الرسمي يؤكد على احترام سيادة الدول العربية والإسلامية، واستقلالها، وهو دائما مع جمع الكلمة وتوحيدها، ونبذ القتال وحظره بين الأشقاء والاتحاد يحرم القتال مطلقا بينهم وبين الدول وله لجنة للمصالحة، وإنما يدعو إلى المصالحة الشاملة والحوار وتجريم القتال بين المسلمين ودولهم".