اتفاق هدنة يقرب قوات الأسد من السيطرة على الجنوب

مصدر أردني يعلن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب سوريا في إعلان لم تؤكده واشنطن وإقرار من المعارضة بانهيار خطوطها الأمامية مع تقدم القوات السورية.

المعارضة تقر بانهيار خطوطها الأمامية
الأردن وإسرائيل لن يسمحا بدخول لاجئين
واشنطن لا يمكنها تأكيد الهدنة في جنوب سوريا
الأمم المتحدة تحذر من تكرار ما حدث في الغوطة الشرقية
القوات الحكومية تحقق انتصارات في شرق محافظة درعا

بيروت/عمان - قال مصدر أردني مسؤول اليوم الجمعة إنه تم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب سوريا بين الحكومة ومسلحي المعارضة وسط مخاوف من كارثة إنسانية في منطقة حساسة لإسرائيل والأردن.

وفي واشنطن قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة ليس بوسعها تأكيد نبأ التوصل إلى وقف لإطلاق النار في جنوب سوريا. وقال "المعارك مستمرة في منطقة جنوب غرب سوريا حيث يواصل النظام وروسيا قصف المنطقة... الوضع لا يزال قاتما".

وتحقق القوات الحكومية وحلفاؤها على ما يبدو انتصارات مهمة في شرق محافظة درعا حيث قال الإعلام الرسمي إنهم دخلوا عدة بلدات. وقال مسؤول بالمعارضة إن الخطوط الأمامية لقوات المعارضة انهارت.

وحولت قوات الحكومة السورية التي تدعمها قوة جوية روسية تركيزها إلى جنوب غرب البلاد الذي تسيطر عليه المعارضة منذ هزيمة آخر جيوب المسلحين ومنها الغوطة الشرقية القريبة من دمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة إن أكثر من 120 ألفا فروا من ديارهم في جنوب غرب سوريا منذ أن بدأت القوات الحكومية هجوما هناك الأسبوع الماضي.

وأضاف المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا أن الهجوم دفع عشرات الآلاف من الأشخاص نحو الحدود مع الأردن بينما ذهب آلاف آخرون باتجاه هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن عدد النازحين في جنوب سوريا زاد بأكثر من ثلاثة أمثال ليصل إلى 160 ألفا في المعارك الدائرة في المنطقة حاليا.

وتقول إسرائيل والأردن، الذي يستضيف بالفعل أكثر من 666 ألف لاجئ سوري، إنهما لن يقبلا دخول لاجئين.

وقال أبوخالد الحريري (36 عاما) الذي فر من بلدة الحراك إلى الحدود مع الجولان مع زوجته وأطفاله الخمسة "طلعنا من القصف والبراميل المتفجرة والضربات الجوية التي ينفذها الطيران الروسي والسوري".

وأضاف "ناطرين (ننتظر) الله يفرجها علينا يسلمونا خيام وبطانيات وفرشات ومعونات لتاكل الولاد وتشرب".

ومضى الرئيس السوري بشار الأسد في الهجوم برغم تنديدات الولايات المتحدة وتحذيراتها من "عواقب وخيمة".

وأبلغت الولايات المتحدة مسلحي المعارضة بأن عليهم ألا يتوقعوا دعما عسكريا لصد الهجوم.

ونسفت هذه الحملة اتفاق "خفض التصعيد" الذي تم بوساطة الولايات المتحدة وروسيا والأردن والذي ساهم في احتواء القتال إلى حد كبير في جنوب غرب البلاد منذ العام الماضي.

وقال مصدر رسمي أردني اليوم الجمعة إن هناك تقارير مؤكدة عن التوصل إلى وقف لإطلاق نار في جنوب سوريا سيفضي إلى "مصالحة" بين المعارضة وقوات الحكومة. ولم يذكر المصدر المزيد من التفاصيل.

وتوسط الأردن في محادثات بين جماعات للمعارضة المسلحة وموسكو بشأن اتفاق سينهي العنف في مقابل إعادة سيادة الدولة على محافظة درعا.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين إن هناك مخاطر جمة من تعرض المدنيين للحصار بين القوات الحكومية من جهة وجماعات المعارضة ومتشددي الدولة الإسلامية الذين لهم وجود محدود في المنطقة، مضيفا أن نتيجة ذلك ستكون "كارثة".

وقالت ليز ثروسيل المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان "القلق الحقيقي هو من أن نرى تكرارا لما شهدناه في الغوطة الشرقية من حيث إراقة الدماء والمعاناة واحتجاز المدنيين وحصارهم".

وقال المرصد السوري إن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 98 مدنيا منذ يوم 19 يونيو/حزيران.

وندد نصر الحريري كبير مفاوضي المعارضة السورية يوم الخميس "بالسكوت الأميركي" على الهجوم وقال إن وجود "صفقة خبيثة" هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفسر غياب الرد الأميركي.

وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب سيبحثان تفصيليا الوضع في سوريا في القمة المتوقعة في يوليو/تموز.

الجيش السوري يسيطر على عدة بلدات في جبهة الجنوب
قوات سورية تحتفل بالسيطرة على عدة بلدات

ورجح التدخل الروسي منذ عام 2015 كفة الرئيس الأسد في الحرب الأهلية السورية بعدما كان يسيطر على جزء فقط من البلاد حينها. واستعاد الجمعة الجزء الأكبر من سوريا على الرغم من أن الكثير من شمال وشرق البلاد ما زال خارج نطاق سيطرته.

وسيطرت القوات السورية على مساحة من الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال شرقي مدينة درعا.

وبث التلفزيون الرسمي لقطات لما قال إنها لسكان محليين يحتفلون بوصول الجيش إلى بلدة إبطع التي قالوا إن مقاتلي المعارضة يسلمون أسلحتهم بها.

ويستهدف القتال حتى الآن محافظة درعا وليس المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة القنيطرة القريبة عند هضبة الجولان التي تمثل حساسية أكبر بالنسبة لإسرائيل.

وقال الإعلام الرسمي إن القوات الحكومية سيطرت على بلدتي الحراك ورخم وإن مقاتلي المعارضة في أربع بلدات أخرى وافقوا على تسليم أسلحتهم وإبرام اتفاقات "مصالحة" مع الحكومة.

وساعدت حملات عسكرية واتفاقات محلية تقضي بقبول حكم الدولة أو المغادرة دمشق على القضاء على معاقل لمقاتلي المعارضة في أنحاء غرب البلاد.

وقال أبو شيماء المتحدث باسم الجيش السوري الحر "أغلب سكان القرى نزحت إلى غرب درعا والقنيطرة".

وقال مسؤول آخر بالمعارضة إن بعض البلدات تحاول التفاوض لإبرام اتفاقات خاصة بها مع الدولة، مضيفا "صار انهيار في الجبهة الشرقية البرية. جبهة المدينة صامدة".

مساعدات دون فتح الحدود

وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد إن بعض السكان توجهوا لمناطق تحت سيطرة الحكومة بينما توجه آخرون إلى منطقة في الجنوب الغربي تسيطر عليها جماعة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

وأكد الأردن موقفه بأنه يتعين مساعدة السوريين الذين نزحوا في الآونة الأخيرة داخل سوريا.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لقناة الجزيرة التلفزيونية مساء الخميس إن الأردن "بلغ الحد الأقصى" في استقبال اللاجئين.

وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز في مقابلة مع محطة 102 إف.إم الإذاعية في تل أبيب "أظن أننا يجب أن نمنع دخول النازحين من سوريا إلى إسرائيل. منعنا مثل هذه الحالات من قبل".

وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد أعدادا متزايدة من المدنيين السوريين في مخيمات اللاجئين على الجانب السوري من الجولان خلال الأيام القليلة الماضية وإنه أرسل الليلة الماضية إمدادات إغاثة لأربعة مواقع للسوريين الفارين من القتال.

وتسببت الحرب المستعرة منذ أكثر من سبعة أعوام في تشريد ستة ملايين شخص داخل سوريا وفرار 5.5 ملايين آخرين إلى الخارج فضلا عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص.