اتهامات التطبيع تقصي مسرحيات وجدي معّوض من بيروت

مسرح 'لا كولّين' الفرنسي يعلن عن تلقيه رسميا ما يفيد بإلغاء عرض عمل لمديره اللبناني الكندي بعد إخبار قضائي في حق الأخير على خلفية اتهامه بالتواصل مع اسرائيل و'تهديدات جدية' تلقّاها 'بعض الفنانين والفنيين'.

باريس - أخذ مسرح "لا كولّين" الفرنسي الخميس "عِلماً" بإلغاء عرض عمل لمديره اللبناني الكندي وجدي معوّض كان مقرراً في بيروت، بعد إخبار قضائي في حق معوّض على خلفية اتهامه بالتطبيع مع اسرائيل و"تهديدات جدية" تلقّاها "بعض الفنانين والفنيين".

وأوضح مسرح "لا كولّين" في بيان باسم فريق عمله: "لقد أخذنا علماً بالإلغاء". واضاف أن "فرق عمل +لا كولّين+ ستعاود التمارين بعد عودتها إلى فرنسا لتأمين عرض المسرحية".

واشار البيان إلى أن العروض الأولى لمسرحية Journee de Noces chez les Cromagnons ("وليمة عرس عند رجال الكهف") ستقام خلال مهرجان "برينتان دي كوميديان" Printemps des comediens في مدينة مونبلييه من 7 إلى 9 حزيران/يونيو المقبل.

وأعلن مسرح "لو مونو" في بيروت مساء الأربعاء أنه ألغى "العرض العالمي الأول للمسرحية ... في 30 نيسان/أبريل" والعروض التي كان يفترض أن تستمر إلى 19 أيار/مايو بعد إخبار قضائي في حق معوّض على خلفية اتهامه بالتطبيع مع اسرائيل و"تهديدات جدية" تلقّاها "بعض الفنانين والفنيين".

وطلب الإخبار القضائي توقيف معوّض "بجرم التواصل مع العدو الإسرائيلي"، نظراً إلى ما وصفه بـ"تاريخه التطبيعي" معه.

وأورد بيان "لا كولّين" فقرات مما تضمنه بيان "لو مونو" من أن "هذا القرار الصعب اتُخذ بسبب الضغوط غير المسبوقة والتهديدات الجدية التي تعرض لها مسرح المونو وبعض الفنانين والفنيين".

وذكر بيان المسرح اللبناني أن الجهة نفسها "لم تكتف باللجوء الى كافة وسائل الترهيب وببث العبارات العدائية أو المزاعم التشهيرية فحسب، بل قامت أيضاً بتقديم إخبار ضد الكاتب والمخرج العالمي وجدي معوض امام النيابة العامة العسكرية".

وكانت "هيئة ممثلي الأسرى والمحررين" غير الحكومية أعلنت في بيان الاثنين أن محامياً تقدّم بوكالته عن سبعة من المعتقلين السابقين لدى إسرائيل "بإخبار أمام النيابة العامة العسكرية بجرم التواصل مع العدو الإسرائيلي ومخالفة قانون مقاطعة اسرائيل" ضد معوّض، طلب فيه "تكليف السلطات المختصة بوقف عرض مسرحيته وتوقيف المخبر عنه بجرم التواصل مع العدو الإسرائيلي".

واعتبرت الهيئة أن مسرحيات معوّض "ممولة من العدو الإسرائيلي" وأنه ينشر "فكرة التطبيع" معه.

تريخه التطبيعي والترويجي للاحتلال الإسرائيلي

وفي 6 نيسان/أبريل طالبت "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان" بوقف عرض مسرحية معوّض متحدثة عن "تاريخه التطبيعي والترويجي للاحتلال الإسرائيلي".

وطلبت الحملة من الجهات المعنية إيقاف هذا العمل "منعاً للتطبيع ولتبييض جرائم العدو الاسرائيلي"، بحسب بيان رسمي أصدرته الحملة.

ومن الاتهامات التي تم التداول بها في بعض وسائل الاعلام أن مسرحية "الكل عصافير" (Tous des oiseaux) عام 2017 كانت ممولة من السفارة الإسرائيلية في باريس ومسرح "كاميري" في تل أبيب.

وكان يفترض أن تقدّم "وليمة عرس عند رجال الكهف" التي كتبها معوض أساساً بالفرنسية باللهجة اللبنانية على الخشبة البيروتية، ويتولى معظم أدوارها ممثلون لبنانيون.

وتتناول المسرحية قصة عائلة لبنانية تعيش وسط يوميات القصف وانقطاع التيار الكهربائي خلال الحرب التي شهدها لبنان بين العامين 1975 و1990، وتستعد لزفاف ابنتها المفترض.

ويحضر في العمل 'الحنين إلى ماضِ مفقود وألم الغربة وشبح الحرب"، بحسب بيان سابق لـ"مونو" عن المسرحية.

واتهمت جهات لبنانية من بينها حزب الكتائب، حزب الله بالوقوف خلف الحملة التي تستهدف معوض. وقال الكتائب في بيان إنه "ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يقف فيها هذا الفريق بوجه الفن والسينما والمسرح، تارة لأسباب أخلاقية دينية وطورا بسبب اتهامات بالعمالة أو علاقات مشبوهة ودائما تحت حجة مقاطعة إسرائيل علما أن لا علاقة لإسرائيل، لا من قريب ولا من بعيد، بهذا العمل المسرحي".

وناشد الكتائب "المنظمات الثقافية العالمية النظر والعمل على تحرير لبنان ثقافيا من براثن الظلمة والجهل، فمن منع أغنيات السيدة فيروز في الجامعة اللبنانية في الحدث سابقا تحت ستار ‘الغناء حرام’ ليس غريبا ومستغربا عليه أي شيء، وبالتالي نحن أمام معركة إعادة قرع أجراس الثقافة والفن في لبنان الآن وليس غدا وقبل فوات الأوان".