احياء لذكرى ميلاد ووفاة شاعر الأردن عرار بقراءات شعرية في 'بيته'

'ثقافة إربد' و'منتدى الجياد' يحتفيان بذكرى ميلاد ووفاة شاعر الأردن مصطفى وهبي التل بأمسية شعرية.

 احتفت مديرية ثقافة اربد بالتعاون مع "منتدى الجياد للتنمية والثقافة" مساء أمس في "بيت عرار الثقافي" في إربد، بإقامة احتفالية بذكرى ميلاد ووفاة شاعر الأردن مصطفى وهبي التل "عرار" بأمسية شعرية في بيت عرار الثقافي مساء الاربعاء، شارك فيها كل من الشعراء : سعيد يعقوب، حسن البوريني، حسين الترك. وأدار مفردات الأمسية الأديب سامر المعاني رئيس المنتدى بحضور حشد من من المثقفين والمهتمين.

 واستهل القراءة الأولى الشاعر سعيد يعقوب أكثر من ثلاثين ديوانا شعريا فقرأ غير قصيدة أهداها إلى شاعر الأردن المحتفى بيوم مولده ويوم رحيله، شاعر بلغته الشفافة القريبة من ذائقة المتلقي، لغة لا تحتمل التعقيد في معناها ومبناها السلس المعبر عن شاعر مجيد تجاه قضايا أمته.

وحول ذكرى ولادة ووفاة شاعر الأردن الأكبر عرار مصطفى وهبي التل رحمه الله 1899ــ 1949... أهدى احدى قصائده إلى عرار، يقول في قصيدته:

"لَا الكَأْسُ تَشْفِيهِ وَلَا الأَوْتَارُ

قَلْبٌ تَهِيجُ بِجَانِبَيْهِ النَّارُ

قَدْ كَانَ بَيْنَهُمَا يُذِيبُ هُمُومَهُ

وَاليَوْمَ لَا شَادٍ وَلَا خَمَّارُ

وَطَوَى عَلَى اليَأْسِ المَرِيرِ فُؤَادَهُ

وَكَسَاهُ مِنْ نَسْجِ القُنُوطِ دِثَارُ

مَا عَادَ يُغْرَمُ بِالعُيُونِ وَسِحْرِهَا

أَوْ تَسْتَبِيهِ الثِّيبُ وَالأَبْكَارُ

رَدَّتْ يَدَاهُ المُهْرَ عَنْ طَرْدِ الهَوَى

وَخَبَتْ مُنَاهُ وَانْتَهَى المِشْوَارُ

وَصَحَا مِنَ الحُلُمِ المُرَاوِغِ حِينَ لَا

قُضِيَتْ مُنَىً أَوْ حُقِّقَتْ أَوْطَارُ

وَانْجَابَ عَنْ عَيْنَيْهِ مَا غَشَّاهُمَا

فَإِذَا الحَقِيقَةُ غُصَّةٌ وَمَرَارُ

جُرْحٌ تَلَا جُرْحًا وَحُزْنٌ خَلْفَهُ

حُزْنٌ وَقَدْ لَحِقَ الدَّمَارَ دَمَارُ

جَفَّتْ يَوَانِعُ زَهْرِهِ فِيْ رَوْضِهِ

وَبَكَتْ عَلَى أَشْذَائِهَا الأَزْهَارُ

أَيْنَ النَّدَامَى أَيْنَ أُنْسُ حَدِيثِهِمْ

أَيْنَ النُّجُومُ الزُّهْرُ وَالأَقْمَارُ

بَكَتِ الدِّنَانُ عَلَى فَجِيعَةِ فَقْدِهِمْ

وَعَلَا الكُؤُوسَ مِنَ الغُبَارِ غُبَارُ

أَوَ كَانَ مَا قَدْ كَانَ حُلْمًا عَابِرًا

أَمْ كَانَ طَيْفًا مَا لَهُ اسْتِقْرَارُ".

القراءة الثانية كانت للشاعر حسين الترك الذي قرأ اكثر قصيدة أستحضر الشاعر المحتفى "عرار" شاعر الأردن، وقصائد أخذه الشوق لوالده، وكما تغنى بالأردن والقائد ومحتفيا بعيد الاستقلال، بإحساس ومشاعر صداقة الوطن.

من قصيدة له يقول فيها:

"من بعد موتك مزقت اوراقي

وأرى دموعي في كؤوس الساقي

اني الغريب بعزتي وكرامي 

لا آكل الفضلات في الاطباق

فأبي بموتك قد تلاشت خطوتي

قد جفت الدمعات في الأحداق

يا رب اني قد أتيتك سائلا 

هل تأخذ المشتاق للمشتاق".

احتقالية
'لَا الكَأْسُ تَشْفِيهِ وَلَا الأَوْتَارُ قَلْبٌ تَهِيجُ بِجَانِبَيْهِ النَّارُ'

واختتم القراءات الشعرية الشاعر حسن البوريني الذي مجموعة من قصائد الإنسانية والوجدانية التي أمعن في الذات الشاعرة المنصهرة مع الواقع المؤلم، شاعر يهندس قصيدته بفنية وبناء ومعنى محكمين.

لنقرأ قصيدته التي "همس بها للخائبين" حيث يقول فيها:

"سوف تُقصينا الحياةُ

وبعدَ آنٍ

صوبَ أرضٍ ثانيهْ

فلا تُشيّد في أديمِ الزّائلاتِ

زوائلاً

قد لا تُحدِّثُ عن خُطاكْ ...

ولا تُناجي بالكتائبِ جعفراً

إنَّ مَن كرّوا هُنا

فرّوا هناكْ...

ولا تُهاذي بالمليحةِ طيفَها

إنّ المِلاحَ هوالكٌ

يبعثنَ فيكَ الآهَ من طولِ النّوى

ويَرِدنَ فيكَ منابعاً

تسقي الفجيعةَ والهلاكْ...

فاترك حقائبَ ما كتبتَ عن الوصالِ توهماً

واترك لعتمِ النّاحبات نحيبَها

فالكونُ

لا يدري مداكْ...

ولا تهشّ الغيمَ في أسرابِه

إنَّ القطيعَ مُشتتٌ من أمسِهِ

واحذر حَيايا البِيدِ

إن ألقيتَ في برٍّ عَصاكْ...

فيا شقيَّ الظنِّ

انَّ العيشَ ضيَّقَ عَيشَنا

وزليخةً

صكّت مغاليقَ السَّماءِ توجساً

ومضتْ تُغلّق كلَّ بابْ

فيا قميصَ الليلِ

حدّث بالتي فكّت أزرَّةَ غافلٍ

حتى استجارَ

بما تَقطّعَ من عُراكْ...

يا وِلدَ يعقوبٍ

وعشقَ عزيزةٍ

احذر بأن تتلو الحكايةَ صادقاً

إن اللغاتَ تغيّرت أقلامُها

والحرفُ زيفٌ قد غَشاكْ...

فاجعل منَ السّاحاتِ سِفراً خالداً

ما ظلَّ بالمِضمارِ خيّالٌ سِواك".

وتختتم الاحتفالية اليوم في بيت عرار بقراءات شعرية للشاعرين: محمد تركي حجازي، ومحمد محمود محاسنة، وقراءة نقدية لتجربة عرار الشعرية يقدمها الشاعر والناقد نضال القاسم ويدير مفرداتها الشاعر والإعلامي عمر ابو الهيجاء.