ارهابيو درنة يستغيثون.. لقد فات الاوان

لم يترك الارهابيون في درنة جريمة لم يقترفوها باسم الدين. حان الآن وقت الحساب.

بعد تحرير افغانستان من الاستعمار السوفييتي على يد العرب الذين زجت بهم اميركا وأتباعها، انتهت مهمتهم مؤقتا، رجع البعض الى بلدانهم العربية خلسة ومنها ليبيا (حيث حطوا رحالهم في درنة وما جاورها) وآخرون تم تسليمهم، وفق اتفاقية تبادل المجرمين بين البلاد العربية! فأعلنوا المراجعة وهادنوا النظام، ما لبثوا ان اخلفوا العهود والمواثيق التي قطعوها على انفسهم، وانتقلوا الى الجانب الاخر الذي جندهم. سقط النظام، واستطاع هؤلاء السيطرة على كامل الشرق الليبي مع وجود بؤر لهم في الغرب.

ولأنهم يدركون تماما ان لا وجود لدولة بدون جيش وقوى امنية، فقد سارعوا الى تصفية افراد الجيش والشرطة بطرق مختلفة، القنص، السيارات المفخخة. لم يراعوا حرمة دور العبادة والأماكن العامة وكذا الاشهر الحرم، يهللون ويكبرون عند الظفر بالضحية ومن ثم القضاء عليها ذبحا او بقطع الرأس. انها ثورة التكبير وفق منظّري التغيير.

بعد القضاء على الجماعات المسلحة المتسترة بالدين في بنغازي الذي استغرق وقتا طويلا وعددا معتبرا من الشهداء والجرحى، تبقّى لهم معقل اخير في درنة شرق الوطن والتي تضم عددا من الجماعات الإرهابية على رأسها مجلس شورى مجاهدي درنة، وكتائب شهداء أبو سليم وأنصار الشريعة وما يسمى بجيش الإسلام. وفي اواخر العام 2014 أعلنت بعض الجماعات الموجودة في درنة مبايعتها لتنظيم داعش الإرهابي. مُنح الارهابيون الوقت الكافي للخروج من المدينة لأجل تجنيبها الدمار. كانوا يلعبون على عامل الزمن عسى اخوانهم (مصراته وتركيا) يمدونهم بكافة انواع الاسلحة والأفراد المدربون، علّ اربابهم (بغرب الوطن)وخارجه (تركيا وقطر) يحدثون امرا.

فرحوا قليلا بمرض المشير الذي يعتبرونه العدو اللدود، اعلنوا عن وفاته. اقاموا الاحتفالات. فرحتهم لم تدم طويلا. قرر العجوز البدء الفعلي في تحرير درنة بعد ان فشلت كافة الوساطات. ايقن مجلس مجاهدي درنة ان لا مفر من المواجهة والمصير المحتوم اما قتلا او اسرا او تشردا. اعلنوا عن تغيير اسم التنظيم "قوة حماية درنة" كما فعل اخوانهم شورى بنغازي، لاستجلاب العطف المحلي والدولي. المؤكد ان هذه التكتيكات المشبوهة لا تنطلي على أحد.

درنة آخر معاقل الارهاب في الشرق الليبي والخاصرة الرخوة للجيش وهي اشبه بالغوطة الشرقية في دمشق، وبتحريرها سيتم اجتثاث الارهاب من جذوره بالمنطقة الشرقية، ومن ثم ستعمد قيادة الجيش بالتحرك لتحرير العاصمة.

استغاثات الارهابيين في درنة جاءت اثر الانهيار الكامل لصفوف الجماعات الإرهابية جراء تلقيهم ضربات موجعة على يد الجيش وكان لها صداها لدى اخوانهم في غرب الوطن. مفتي الديار طالب اهالي المدينة بالثبات ومناصرة "الثوار" في حربهم ضد الطاغوت. رئيس مجلس الدولة المنتخب حديثا قال بأنه لا يعترف بالجيش في المنطقة الشرقية وانه جسم غير شرعي ولكنه يعترف بواقعية تواجده (!) متغاضيا بان مجلسه أيضا غير شرعي وانه نتاج عملية فجر ليبيا التي بموجبها تم استيلاء الاخوان والمقاتلة على العاصمة وقد تسببت في تدمير المطار وبعض المرافق الحيوية الأخرى ومقتل وتشريد العديد من المناطق التي دنسوها. رئيس المجلس الرئاسي اكد بان استمرار الاقتتال في درنة يؤدي بالطبيعة الى التسبب في اضرار بالمدنيين! وكأنما المدينة تعيش حياة الرفاهية والازدهار.المؤكد ان الاستغاثات لن تجدي نفعا وان ارهابيي درنة سيكون لهم نفس مصير شورى بنغازي، ونقول لهم... لقد فاتكم القطار.