اسرائيل تمهد لاجتياح رفح بمطالبة السكان باخلاء شرق المدينة

الجيش الإسرائيلي يطالب 100 ألف فلسطيني للمغادرة الى منطقة المواصي تمهيدا للهجوم العسكري.
إسرائيل تقول لأميركا إن التحرك في رفح ضروري بعد رفض حماس مقترحات إطلاق الرهائن
حماس تصف التصعيد في رفح بالخطير وسيكون له تداعياته على مسار المفاوضات
مسؤول إسرائيلي يقول ان تصريحات نتنياهو حول هجوم رفح عقّدت المفاوضات
الوفد الأمني المصري يكثف اتصالاته لاحتواء التصعيد الحالي بين طرفي مفاوضات غزة
برلين وباريس ترفضان عملية الاخلاء في رفح
بايدن سيتحدث مع نتانياهو بشأن رفح وفق البيت الابيض

غزة - دعا الجيش الإسرائيلي الإثنين سكان مناطق في شرق رفح بأقصى جنوب غزة، الى "الإخلاء الفوري" والتوجه نحو وسط القطاع، وذلك في ظل التلويح بشنّ هجوم بري على المدينة المكتظة بالسكان.
وقال الجيش إنه "بناء على موافقة المستوى السياسي"، فهو "يدعو... السكان المدنيين القابعين تحت سيطرة حماس الى الإجلاء المؤقت من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح الى المنطقة الإنسانية الموسعة" في المواصي.
وأشار الى أنه قام بتوسعة "المنطقة الإنسانية في المواصي والتي تشمل مستشفيات ميدانية وخيماً وكميات كبيرة من الأغذية والمياه والأدوية وغيرها من الإمدادات"، مؤكدا أنه يسمح بالتعاون مع أطراف دولية "بتوسيع رقعة المساعدات الإنسانية التي يتم إدخالها إلى القطاع". وأكد متحدث باسم الجيش أن عملية الإخلاء هذه ستكون "محدودة النطاق".
وقال المتحدث خلال إيجاز للصحافيين عبر الانترنت "هذا الصباح... بدأنا عملية محدودة النطاق لإخلاء مدنيين بشكل موقت من الجزء الشرقي من رفح"، مضيفا "هذه عملية محدودة النطاق". ورداً على سؤال بشأن عدد من سيتمّ إخلاؤهم، قال المتحدث إن "التقديرات هي نحو 100 ألف".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في بيان اليوم الاثنين إن التحرك العسكري الإسرائيلي في رفح ضروري بسبب رفض حركة حماس مقترحات قدمها الوسطاء بشأن هدنة في غزة تطلق بموجبها الحركة سراح بعض الرهائن. وجاء في البيان أن غالانت نقل تلك الرسالة في اتصال خلال الليل مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.

وحذر عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، الاثنين من أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح  "ستضع مفاوضات التهدئة في مهب الريح" مضيفا  في تصريحات نشرها الموقع الرسمي لحركة حماس، إن "أي عملية عسكرية في رفح ستضع المفاوضات في مهب الريح".
وأكد أن العملية العسكرية برفح "لن تكون نزهة لجيش العدو، ونتنياهو وحكومته يتحملان كامل المسؤولية".

من جانبه قال قيادي كبير في حماس إن أمر الإخلاء الإسرائيلي من رفح "تطور خطير وسيكون له تداعياته" مضيفا أن "الإدارة الأميركية تتحمل المسؤولية إلى جانب الاحتلال عن هذا الإرهاب".
وقال مسؤول إسرائيلي إن تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول الهجوم على رفح، عقّد مفاوضات تبادل الأسرى المتواصلة مع حركة حماس.
ووصف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته في حديثه لصحيفة "نيويورك تايمز"، مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، المتواصلة بوساطة قطرية ومصرية بـ "المتأزمة" مضيفا أن تعهّد نتنياهو باجتياح رفح أدى إلى "تصعيد حماس من موقفها" خلال المفاوضات الجارية.
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية الاثنين عن مسؤول كبير لم تسمه القول إن قصف حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لمنطقة كرم أبو سالم تسبب في تعثر مفاوضات الهدنة.
كما قال المسؤول إن الوفد الأمني المصري يكثف اتصالاته لاحتواء التصعيد الحالي بين إسرائيل وحماس.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيتحدث مع نتنياهو الاثنين حيث تشدد واشنطن على أنها لا تؤيد اجتياح رفح برا دون خطة متكاملة لتأمين المدنيين الذين يحتمون في المدينة، ورغم المحادثات الجارية مع حركة حماس لوقف إطلاق النار.
وقال ناطق باسم مجلس الأمن القومي "أخبرنا الحكومة الاسرائيلية بوضوح برأينا حول اجتياح بري كبير لرفح وسيتحدث الرئيس (جو بايدن) مع رئيس الوزراء اليوم".
وأضاف "ما زلنا نعتقد أن اتفاقا بشأن (عملية إفراج عن) الرهائن هي أفضل وسيلة للحفاظ على حياة الرهائن وتجنب غزو رفح حيث يلجأ أكثر من مليون شخص. تلك المحادثات مستمرة حاليا".

ودعت الحكومة الألمانية الاثنين "جميع الأطراف" إلى عدم تعريض المفاوضات حول هدنة محتملة في قطاع غزة للخطر، في ظل تمسك كل من إسرائيل وحماس بشروطه.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية كاثرين ديشاور "يجب ألا يتم تعريض المفاوضات للخطر ويجب على جميع الأطراف بذل أقصى الجهود من أجل التوصل إلى وضع يمكّن من إمداد سكان غزة بالسلع الإنسانية على أفضل نحو ممكن ويتيح تحرير الرهائن".
كما ذكّرت بتحذيراتها العديدة من "كارثة إنسانية متوقعة" بحق المدنيين في رفح بينما دعت إسرائيل الاثنين عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى إخلاء مناطق في شرق المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الاثنين خلال زيارة لجزر فيجي إن هذا القصف "يظهر مرة أخرى أن إرهابيي حماس لا يهتمون على الإطلاق بالإمدادات الإنسانية لسكان غزة".
وأضافت "حماس تظهر وجهها الحقيقي مرة أخرى. لم تكن أبدا مهتمة بسكان غزة ومصيرهم ومعاناتهم. بل على العكس من ذلك، لا يبالي المسلحون نهائيا بمصير سكان غزة".
وفي ظل مراوحة المفاوضات بشأن الهدنة، انتقدت ألمانيا أيضا قرار الحكومة الإسرائيلية إغلاق قناة الجزيرة القطرية في إسرائيل.
وشددت وزارة الخارجية عبر إكس على أن "الصحافة الحرة والمتنوعة هي ركيزة مهمة لأي ديموقراطية ليبرالية، خاصة في أوقات الأزمة، ومن الضروري حماية حرية الصحافة".

وجدّدت فرنسا الاثنين "معارضتها الصارمة" لاحتمال شنّ إسرائيل هجوم برّي على مدينة رفح، حسبما قالت الخارجية الفرنسية موضحة في بيان إن باريس تذكّر "أن التهجير القسري لسكان مدنيين يشكّل جريمة حرب بموجب القانون الدولي".ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن الرئاسة الفلسطينية قولها اليوم الاثنين إنها "تجري اتصالات مكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية، خاصة الأميركية لوقف مجزرة اجتياح رفح".

الجيش الاسرائيلي يبدأ تنفيذ تهديده باجتياح مناطق في رفح للضغط على حماس
الجيش الاسرائيلي يبدأ تنفيذ تهديده باجتياح مناطق في رفح للضغط على حماس

وبقيت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع قرب الحدود مع مصر، في منأى عن العمليات البرية الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القطاع الفلسطيني المحاصر في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. لكن المدينة تتعرض غالبا لغارات جوية وقصف مدفعي.
وتلوّح إسرائيل منذ أسابيع بشنّ هجوم برّي على رفح. وكرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو القول إن هذا الهجوم ضروري لتحقيق الهدف المعلن لإسرائيل من الحرب في غزة، وهو "القضاء" على حركة حماس.
وأكد الجيش في بيانه الإثنين أنه "سيواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب، ومنها تفكيك حماس وإعادة جميع المختطفين" الذين احتجزوا خلال الهجوم الذي شنته الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأثارت التهديدات الإسرائيلية بشنّ هجوم على رفح، قلقا دوليا واسعا في ظل اكتظاظ المدينة بنحو 1.2 مليون شخص، وفق منظمة الصحة العالمية، غالبيتهم نزحوا من مناطق أخرى في القطاع، بحسب الأمم المتحدة.

كما أبدت الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل، معارضتها لهجوم على رفح ما لم يقترن بخطط موثوق بها لحماية المدنيين الفلسطينيين.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي إن إسرائيل لم تقدّم "خطة موثوقة لتأمين حماية حقيقية للمدنيين" في رفح، محذرا من أنه "في غياب خطة كهذه، لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح، لأن الضرر الذي ستُحدِثه يتجاوز حدود المقبول".
وتشكل رفح نقطة العبور البرّية الرئيسة للمساعدات الإنسانية الخاضعة لرقابة إسرائيلية صارمة والتي تدخل بكميات ضئيلة لا تكفي إطلاقا نظرا إلى الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع.
وحذرت الأمم المتحدة من أن هجوما على المدينة سيُسدّد "ضربة قاسية" لعمليات إدخال المساعدات الإنسانية.
وكان الجيش أكد في بيانه الموجه الى سكان شرق رفح صباح الإثنين أنه سيعمل "بقوة شديدة ضد المنظمات الإرهابية في مناطق مكوثكم مثلما فعل حتى الآن".
واندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 35 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين.
وردت إسرائيل متوعدة بـ"القضاء" على حماس، وهي تنفذ حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبب بسقوط 34683 قتيلا غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.