'افريكوم' تنبه لتنامي الإرهاب والمرتزقة في منطقة الساحل

قائد القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة إفريقيا يؤكد أن مناورات "الأسد الافريقي 2022"  "ليست موجهة مطلقا" ضد الجارة الجزائر التي قطعت علاقاتها مع المغرب منذ قرابة عام وسط توتر متزايد بين البلدين، بسبب النزاع حول الصحراء المغربية.
واشنطن تسلط الضوء على المرتزقة الروس في منطقة الساحل
'الأسد الإفريقي' تختتم التدريبات بسيناريو يحاكي هجوما واسعا في الصحراء
مناورات الأسد الإفريقي تعزز الشراكة بين واشنطن والرباط

طانطان (المغرب) - حذر المسؤول عن القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة إفريقيا من أن الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة مدعوة لمواجهة انتشار جماعات متطرفة عنيفة فضلا عن مرتزقة روس في منطقة الساحل التي تشهد عدم استقرار متزايدا.

ويتطابق هذا التحذير مع ما سبق للمغرب الذي يستضيف مناورات الأسد الإفريقي أن حذّر منه مرارا ومن ذلك انتشار جماعات إرهابية ولفت في الوقت ذاته إلى وجود قيادات متطرفة كانت تنتمي لجبهة البوليساريو الانفصالية وإلى تشكل خلايا إرهابية في مخيم تندوف الذي يضم صحراويين تحت حراب الجبهة الانفصالية وأن كثرا من عناصرها التحقوا بتنظيمات متطرفة موالية للقاعدة وللدولة الإسلامية (داعش) في منطقة الساحل الافريقي.

وقال الجنرال ستيفان تاونسند "نشهد تصاعدا للتطرف العنيف في إفريقيا الغربية وخصوصا في منطقة الساحل"، وذلك خلال اختتام تدريبات "الأسد الإفريقي" العسكرية الدولية، في طانطان جنوب المغرب الخميس.

وأضاف الجنرال الأميركي "نرى كذلك وصول فاعلين يشكلون لديهم نوايا مغرضة إلى المنطقة، وأقصد بالتحديد مرتزقة فاغنر الروس الموجودين في مالي". وتأخذ الدول الغربية على العسكريين الحاكمين في هذا البلد الاستعانة بخدمات هذه الشركة العسكرية الروسية الخاصة المتهمة بارتكاب "جرائم".

وشارك أكثر من 7500 عسكري من عدة بلدان مثل السنغال وتشاد والبرازيل وإيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة في دورة هذا العام لمناورات "الأسد الإفريقي" التي يحتضنها المغرب سنويا منذ 2004.

كما شارك مراقبون عسكريون من حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الإفريقي ونحو 30 بلدا شريكا (بينها إسرائيل لأول مرة) في هذا التدريب، الذي أقيم بين 6 و30 يونيو/حزيران، وهو الأكبر من نوعه في القارة الإفريقية.

والمناورات وهي الأكبر التي تنظم سنويا في القارة الإفريقية جرى معظمها في المغرب ولكن كذلك في تونس والسنغال وغانا. وهدف التدريبات أساسا هو "تطوير مستوى التحضير وكفاءات الجيوش المشاركة وتعزيز قدرات شركائنا"، وفق الجنرال تاونسند.

وتضمن برنامج "الأسد الإفريقي 2022" عدة مناورات عسكرية برية وجوية وبحرية، وتمارين للتطهير البيولوجي والإشعاعي والنووي والكيميائي، بالإضافة إلى تدريبات في الإسعاف الطبي والتدخل لأغراض إنسانية.

وفي اختتام هذه الدورة الخميس قدمت فرق عسكرية عرضا يحاكي هجوما جويا وبريا متزامنا ضد أهداف معادية في منطقة صحراوية قرب مدينة طانطان جنوب المغرب. وشاركت في العملية طائرات إف 16 مغربية ومروحيات أباتشي ودبابات إم 1 وآليات أخرى ضمن فريق مدرعات مشترك مدعوم بنظامين للقذائف، بينها قذائف هيمارس التي حصل عليها الجيش الأوكراني.

وجرت أطوار المعركة تحت سحب كثيفة من الرمال المتطايرة تحت وقع الذخائر الحية المستعملة والرياح القوية القادمة من المحيط الأطلسي.

وإذا كان هذا التدريب لا يحاكي بالضرورة سيناريو استهداف جهاديين أو مقاتلين من مرتزقة فاغنر، إلا أنه "سيساعد كل قواتنا المسلحة إذا دعينا لمواجهة هذا النوع من التحديات في المستقبل"، بحسب ما أوضح قائد قوة أفريكوم.

في المقابل أكد هذا الأخير أن تدريبات الأسد الإفريقي "ليست موجهة مطلقا" ضد الجارة الجزائر التي قطعت علاقاتها مع المغرب منذ قرابة عام وسط توتر متزايد بين البلدين، بسبب النزاع حول الصحراء المغربية.

وتعد الولايات المتحدة حليفا رئيسيا للمغرب في هذا النزاع حيث تعترف منذ أواخر العام 2020 بسيادته على الصحراء المغربية، في إطار اتفاق ثلاثي تضمن أيضا استئناف المملكة علاقاتها مع إسرائيل.

لكن الجنرال تاونسند أكد أن التدريبات "ليست موجهة ضد بلد معين، بل تسعى إلى رفع مستوى التحضير المشترك في مواجهة تحديات مشتركة"، مشيرا إلى أن "الرهانات المطروحة داخل حلف شمال الأطلسي وفي أوكرانيا تؤكد قيمة وجود حلفاء أقوياء وشركاء يعملون معا للدفاع عن مصالحنا المشتركة".

وخلال قمة الأطلسي في مدريد هذا الأسبوع، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن تقوية الحضور العسكري الأميركي في أوروبا، بما في ذلك "جناحها الجنوبي" في اسبانيا وإيطاليا المقابلتين لسواحل شمال إفريقيا.