اكتمال عملية سحب النفط من 'صافر' يبعد خطر كارثة بيئية ولا ينهيه

الأمم المتحدة تبدي ارتياحا لاكتمال مرحلة أساسية من عملية تفريغ أكثر من مليون برميل نفط من خزانات الناقلة صافر لكن بقايا النفط اللزج وخطر تفكّكها يبقى مصدر قلق.

الحديدة (اليمن) - اكتملت تقريبا عملية تفريغ شحنة النفط من الناقلة 'صافر' المتداعية قبالة ميناء الحُديدة اليمني الاستراتيجي، وفق ما أعلنت اليوم الأمم المتحدة ما يعني عمليا ابعاد شبح خطر تلوث بيئي كارثي كان يهدد البحر الأحمر والمضائق المائية.

وتمكن الفريق الذي تولى مهمة تفريغ حمولة 'صافر' من سحب أكثر من مليون برميل نفط منها وبالتالي زوال الخطر الوشيك بحصول تسرّب، لكن يبقى الخطر قائما مصدره بقايا النفط اللزج أو خطر تفكك النقالة في حد ذاتها.  

وقالت الأمم المتحدة في بيان إنّ أمينها العام أنطونيو غوتيريش "يرحّب بالأنباء التي تفيد بأنّ نقل النفط من الناقلة صافر إلى سفينة الاستبدال اليمنية انتهى بأمان اليوم، مجنّبا المنطقة ما كان يمكن أن يكون كارثة بيئية وإنسانية ضخمة".

وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر إنّ هذا الإنجاز يعني انتهاء "الشقّ الأساسي" من الجهود التي تُبذل منذ سنوات لوقف التهديد الذي تشكله الناقلة 'صافر'، مضيفا "نحن اليوم ممتنّون جدا لتمكّننا من إعلان اكتمال هذا الجزء من المشروع".

وتابع أنّ "ذلك يزيل التهديد الوشيك والفوري الذي أصبح محطّ أنظار العالم بأسره: ناقلة النفط التي يمكن أن تنهار أو تنفجر في البحر الأحمر"، غير أنّ الخطر الذي تشكّله الناقلة المتداعية لم ينتهِ بعد.

وسبق أن حذّرت الأمم المتحدة من أنّه حتّى بعد إتمام عملية نقل النفط، "فإنّ الناقلة المتهالكة صافر ستستمر في تشكيل تهديد بيئي" مصدره بقايا النفط اللزج وخطر تفكّكها.

وتشمل المرحلة التالية من العملية تنظيف خزانات صافر والتحضير لنقلها وإعادة تدويرها، فيما أشار شتاينر إلى أنّ هذه المرحلة ستستغرق "بين أسبوعين وثلاثة أسابيع".

و'صافر' التي صُنعت قبل 47 عاما وتُستخدم منذ ثمانينات القرن الماضي منصّة تخزين عائمة، ترسو على بُعد نحو خمسين كيلومترا من ميناء الحُديدة الاستراتيجي الواقع في غرب اليمن ويُعدّ بوابة رئيسية لدخول البضائع والإمدادات.

ولم تخضع الناقلة لأيّ صيانة منذ 2015 حين اشتدّت حدّة الحرب التي بدأت عام 2014 في اليمن بين الحكومة والحوثيين، مع تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية لمساندة الحكومة اليمنية الشرعية.

وكانت الناقلة المتهالكة تحمل 1.14 مليون برميل من خام مأرب الخفيف، ما يوازي أربعة أضعاف كمية النفط التي كانت على متن 'إكسون فالديز' وأحدث تسرّبها كارثة بيئية عام 1989 قبالة سواحل آلاسكا.