الأردن يدين بشدة دعوة برلماني هولندي لتهجير الفلسطينيين إلى المملكة

وزير الخارجية الأردني يصف موقف البرلماني الهولندي خيرت فيلدرز بـ"العبثي"، لافتا إلى "أن أثره الوحيد هو تعرية عنصرية هذا النائب المتولدة من ثقافة كراهية مقيته".

عمان - أدان الأردن تصريحات البرلماني الهولندي خيرت فيلدرز الذي دعا إلى تهجير الفلسطينيين إلى المملكة، معتبرا أنها "عنصرية"، في وقت ترفض فيه عمّان، التي تواجه أعباء استضافة نحو 1.3 مليون لاجئ سوري، أي محاولات إسرائيلية لدفع سكان قطاع غزة إلى النزوح باتجاه أراضيها وتعتبر ذلك بمثابة "إعلان حرب".
وذكر بيان لوزارة الخارجية الأردنية أن "الوزير أيمن الصفدي أعرب خلال اتصال مع نظيرته الهولندية هانكي برونز عن رفض الممكلة للمواقف العنصرية التي أعلنها النائب المتطرف خيرت فيلدرز والتي أنكر فيها حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في حريته ودولته على ترابه الوطني وتبنى فيها وهم إمكانية حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن".
وقال الصفدي إنه "لا قيمة ولا أثر لهذه المواقف العبثية العنصرية المتطرفة للنائب الهولندي وأن أثرها الوحيد هو تعرية عنصرية هذا النائب المتولدة من ثقافة كراهية مقيته".
بدورها أكدت الوزيرة الهولندية "احترام بلادها لعلاقات الصداقة التاريخية بين البلدين والقائمة على الاحترام المتبادل ودعمها لحل الدولتين سبيلاً لحل الصراع وتحقيق السلام الشامل" في المنطقة.

كما أدانت حركة حماس دعوة فيلدرز لتهجير الفلسطينيين إلى الأردن، معتبرة أن موقفه "الفاشي يأتي متماهيا مع مخططات إسرائيل".

وصّعد الأردن خلال الآونة الأخيرة موقفه حيال إسرائيل، مشددا على أن أي مخطط يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية "خط أحمر"، مؤكدا أنه سيعتبره بمثابة إعلان حرب، وفق ما صرّح به رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة منذ نحو أسبوعين.

ويرى مراقبون أن العلاقات بين عمّان وتل أبيب تسير إلى القطيعة الدبلوماسية، فيما بدأت السلطات الأردنية في مراجعة اتفاقياتها مع الدولة العبرية، ما يضع معاهدة السلام الموقعة بين البلدين في العام 1994، على المحكّ.

ويواجه الأردن أعباء مالية كبيرة بسبب استضافته لنحو 1.3 مليون لاجئ سوري ويضغط دوليا من أجل إعادتهم إلى بلادهم خاصة بعد فكّ عزلة النظام السوري، بينما أكدت المملكة في عديد المناسبات أنها لن تتحمل لوحدها تكلف إعاشة هؤلاء.  
كما أدانت الخارجية الفلسطينية اليوم السبت بشدة تصريحات فيلدرز ووصفتها بـ"العنصرية"،معتبرة أن "الشعب الفلسطيني أسقط تلك التصريحات والمواقف وأثبت عمق صموده في أرض وطنه وتمسك قيادته بحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة كما أسقطتها المواقف الأخوية الشجاعة والتاريخية للمملكة الأردنية".
وطالبت الخارجية الفلسطينية الحكومة الهولندية بـ"إدانة ورفض" تلك التصريحات، "بما يتوافق مع القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراته".

ودخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة يومها الثاني بعد 46 يوما من بداية الحرب وهي أحد أعنف الصراعات التي تندلع بين الطرفين. وتقول إسرائيل إن هجوم حماس عليها أدى إلى مقتل 1200 شخص وشنت بعد ذلك قصفا جويا ونفذت توغلا بريا مما أسفر عن مقتل أكثر من 14 ألف فلسطيني، وهو ما يزيد بفارق كبير عن أي عدد من القتلى خلال الحروب في الآونة الأخيرة.