الأزهر يسد باب الذرائع أمام المتحرشين

المرجعية السنية في مصر تعلن ان التحرش 'محرما شرعا' في مطلق الحالات من أي شرط أو سياق معتبرة تبرير الفعل بسلوك أو ملابس الفتاة 'تعبيرا عن 'فهم مغلوط لما في التحرش من اعتداء على خصوصية والكرامة'.
ستون بالمئة من النساء في مصر تعرضن لشكل من أشكال التحرش
استطلاع يجد ان غلب الرجال والنساء يجدون ان الملابس المستفزة تبرير كاف للتحرش

القاهرة - أعلنت مشيخة الأزهر في بيان أن التحرش "محرم شرعا" ولا يجوز تبريره، في بلد يلقي فيه البعض في عدة أحيان المسؤولية على المرأة في المشاكل التي تواجهها بسبب ملابسها أو سلوكها.

وقالت المرجعية السنية ان "التحرش ،إشارة أو لفظًا أو فعلًا، هو تصرف محرم وسلوك منحرف، يأثم فاعله شرعًا".

وأكد الأزهر الشريف أن "تجريم التحرش والمتحرِش يجب أن يكون مطلقًا ومجردًا من أي شرط أو سياق، فتبرير التحرش بسلوك أو ملابس الفتاة يعبر عن فهم مغلوط، لما في التحرش من اعتداء على خصوصية المرأة وحريتها وكرامتها، فضلًا عما تؤدي إليه انتشار هذه الظاهرة المنكرة من فقدان الإحساس بالأمن، والاعتداء على الأعراض والحرمات".

وتقول 60% من النساء في مصر إنهن تعرضن لشكل من أشكال التحرش في وقت ما في حياتهن بحسب دراسة صدرت عن هيئة الامم المتحدة للمرأة ومنظمة بروموندو.

وقال 75% من الرجال و84% من النساء الذين استطلعت آراؤهم أن النساء "اللواتي يرتدين ملابس مستفزة تستحق ان تتعرض للتحرش".

وتزايد الجدل حول هذه المسألة بعدما نشرت امرأة مصرية شريط فيديو على الانترنت يظهر رجلا يحاول التحرش بها في أحد شوارع القاهرة. واثار شريط الفيديو موجة ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.

ورأى بعض المعلقين ان اقتراب الرجل من المرأة والطلب منها تناول القهوة معه يشكل تحرشا فيما قال آخرون ان ذلك أمر معتاد نظرا لان الرجل لم يقم باي فعل شائن.

وصور مقطع ثاني في المكان ذاته رجلا أربعينيا يدعو ذات الفتاة لركوب سيارته ويعرفها على اسمه، وعندما يدرك أنها تقوم بتصويره قال متهكمًا "ها تنشري على فيسبوك وتويتر وانستغرام وتقولي امسك متحرش... كان نفسي اشتهر".

تجاوزت مشاهدت الواقعتين عشرات الآلاف خلال ساعات، ولاقت الفتاة على إثرهما انتقادات جمة حيال ملابسها التي اعتبرها البعض "مثيرة" فيما رأى آخرون أن ملابسها لا تبرر التحرش.

وتكثف الجدل حول مسألة التحرش بعد انتفاضة كانون الثاني/يناير 2011 ضد الرئيس الاسبق حسني مبارك والتظاهرات في ميدان التحرير حيث كشف عن اعتداءات جنسية بفعل التغطية الاعلامية المستمرة، ما ساهم في انهاء الانكار الشعبي لوجود وقائع تحرش في البلاد.

وقد أقرت السلطات المصرية قانونا يجرم التحرش الجنسي في حزيران/يونيو 2014 قبل ايام من تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي في السلطة لكن العديد من النساء لا يزلن يشتكين من هذه المشكلة.

ومؤخرًا، انتشرت مجموعات على منصات التواصل الاجتماعي، للتشهير بالمتحرشين عقابًا لهم على الفعل المُجرم قانونًا، أبرزها "افضح متحرش"، و"امسك متحرش"، و"مش ها سكت (لن أصمت) عن التحرش".

ويأتي "التجريس الإلكتروني" بالمتحرشين كخطوة أعلى من التدوين عن التحرش الذي لاقي إقبالًا واسعًا بين النساء، خلال الأشهر الماضية، على عدة وسوم "هاشتاغات" من بينها "me too" "أنا أيضًا"، و"أول_مرة_تحرش_كان_عمري".