'الأسد الأفريقي' تدريب سنوي يرسّخ التعاون بين المغرب والولايات المتحدة
الرباط - أعلن الجيش المغربي اليوم الاثنين انطلاق الدورة الـ21 من مناورات "الأسد الإفريقي" والتي تستمر إلى غاية 23 مايو/أيار الحالي، بمشاركة أكثر من 30 دولة بينها الولايات المتحدة، في وقت تسعى فيه المملكة إلى تدريب عناصر قواتها المسلحة على أحدث التجهيزات العسكرية، بهدف الرفع في قدراتها الدفاعية باعتبارها قوة في محيطها تلعب دورا بارزا في حفظ الاستقرار والأمن في منطقة شديدة الحساسية .
ويعد تمرين "الأسد الإفريقي" من أكبر المناورات العسكرية في القارة الإفريقية، وفق بيان للقيادة العامة للجيش المغربي.
ولفت البيان إلى أنه "تنفيذا لتعليمات العاهل المغربي محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تنظم هذه القوات ونظيرتها الأميركية، بشكل مشترك تمرين الأسد الإفريقي".
ويشهد التعاون العسكري بين الرباط وواشنطن تناميا لافتا منذ أن وقع البلدان في العام 2020 اتفاقية تمتد لعشر سنوات وتهدف إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية وتطوير القدرات العسكرية للقوات المسلحة الملكية.
ويعتبر المغرب أكبر مستورد للأسلحة الأميركية في أفريقيا، حيث بلغت قيمة الصفقات العسكرية بين البلدين حوالي 8.5 مليار دولار، وتشمل شراء 25 طائرة مقاتلة من طراز F-16 Viper وتحديث 23 طائرة أف 16 أخرى.
وتقدم الولايات المتحدة برامج تدريبية للقوات المسلحة الملكية المغربية في مختلف المجالات العسكرية، فيما يتعاون البلدان بشكل وثيق في مجال مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة في المنطقة وتعول واشنطن على الخبرة التي راكمتها الرباط في التصدي لكافة المخاطر ومكافحة الجريمة العابرة للحدود.
وأوضح المصدر نفسه أنه جرى تنظيم حفل الافتتاح للتمرين بمقر قيادة المنطقة الجنوبية بأغادير (وسط)، بحضور ممثلين عن البلدان المشاركة.
وترأس الحفل، محمد بن الوالي رئيس أركان الحرب المنطقة الجنوبية بالجيش المغربي، وبرايان سيدمان نائب قائد فرقة العمل التابعة للجيش الأميركي لجنوب أوروبا وإفريقيا.
وتشمل أنشطة هذه الدورة، وفق البيان، "تدريبات في العديد من المجالات العملياتية، وتمرينا للتخطيط لفائدة الأطر المشاركة، فضلا عن تمرين للتطهير النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيميائي ومناورات مشتركة أخرى".
وأشار البيان إلى أن هذه الدورة ستشهد أيضا أنشطة موازية ذات طابع إنساني واجتماعي، مضيفا أن المناورات التي سيتم تنفيذها بكل من أغادير وطانطان وتزنيت وتيفنيت (وسط)، والقنيطرة (غرب)، وبنجرير (شمال)، تهدف إلى "تعزيز التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة، وتطوير التشغيل البيني وتقوية قدرات التدخل في سياق متعدد الجنسيات، وذلك بغية تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة".
وتشهد نسخة العام الجاري مشاركة القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيراتها الأميركية، إلى جانب أكثر من 30 دولة مشاركة أو مراقبة من أوروبا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، ومنطقة الشرق الأوسط، وفق المصدر نفسه.
وفي 2007، انطلقت النسخة الأولى من مناورات "الأسد الإفريقي" بين المغرب والولايات المتحدة، وتجرى المناورات سنويا بمشاركة دول أوروبية وإفريقية، وتنظم أحيانا بأكثر من نسخة في العام الواحد.