الإليزيه يدين سياسة تركيا 'العدوانية' في ليبيا

لا تفاهمات حتى الان بين روسيا وتركيا بشأن ليبيا مع تأجيل اجتماع رباعي لوزراء الخارجية والدفاع في اللحظات الاخيرة.
ماكرون اجرى مباحثات مع ترامب بشأن ليبيا
تركيا تعلن تأجيل الاجتماع الرباعي دون كشف الاسباب

باريس - صعّدت باريس موقفها الأحد تجاه التدخلات التركية في ليبيا، واصفة إياها بـ"العدوانية" ومؤكدة أنّ "فرنسا لا يمكنها السماح بذلك"، وفق ما صدر عن الاليزيه.
يأتي ذلك في حين لا يبدو ان روسيا وتركيا وصلتا الى تفاهمات، مع تأجيل اجتماع وزاري كان مزمعا عقده الاحد في اسطنبول بين وزراء الخارجية والدفاع في البلدين ويستهدف ملفي ليبيا وسوريا.
وقالت فرنسا التي تكثف منذ أشهر انتقاداتها للطموحات الإقليمية التركية، إنّها "سياسة أكثر عدوانية وتصلبا من قبل تركيا مع نشر سبع سفن قبالة ليبيا وانتهاك الحظر المفروض على التسليح".
وأضافت الرئاسة الفرنسية أنّ "الأتراك يتصرفون بطريقة غير مقبولة عبر استغلال حلف شمال الأطلسي، ولا يمكن لفرنسا السماح بذلك".
وأوضحت أنّ الرئيس ايمانويل ماكرون تباحث بهذا الشأن خلال الاسبوع الحالي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب "وستجري مباحثات خصوصا خلال الأسابيع المقبلة مع شركاء حلف شمال الأطلسي المنخرطين ميدانياً".
وسبق لماكرون أن أعرب عن أسفه لصمت الحلف الذي يضم تركيا، عن الهجمات العسكرية التركية على الجماعات الكردية المسلحة في سوريا، حليفة القوى الغربية في مكافحة الجماعات الإرهابية في سوريا. وقال في تشرين الثاني/نوفمبر إنّ حلف شمال الأطلسي صار يعاني من "موت سريري".

الأتراك يتصرفون بطريقة غير مقبولة عبر استغلال حلف شمال الأطلسي، ولا يمكن لفرنسا السماح بذلك

وكان الاتحاد الأوروبي طلب الجمعة مساعدة الحلف في فرض احترام حظر التسليح على ليبيا، وذلك بعد منع القوات التركية لسفنه من تفتيش سفينة مشبوهة.
وفي ظل الأطماع التي تثيرها عمليات التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، تدعم تركيا حكومة الوفاق الليبية برئاسة فائز السراج.
ويدور القتال بين فصائل حكومة الوفاق والجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، المدعوم من مصر وروسيا. ورغم وجود تكهنات حول دور فرنسي داعم لحفتر، فإنّ باريس تنفي الأمر.
ووفرت أنقرة لحليفتها مرتزقة سوريين ومستشارين عسكريين اتراك وطائرات مسيّرة قتالية، ما سمح لها بعكس ميزان القوى على الميدان.
وتوصلت تركيا في تشرين الثاني/نوفمبر إلى اتفاق مثير للجدل مع حكومة الوفاق، يتيح لها توسيع نطاق التنقيب عن الغاز شرق المتوسط.
لكن الاتفاق واجه رفض اليونان وعدد من الدول المعنية بالحدود البحرية في تلك المنطقة.
ونفذت أنقرة حديثاً عمليات تنقيب قرب جزيرة قبرص، ما اثار احتجاجات الدول المجاورة، وهي جمهورية قبرص واليونان ومصر، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي الذي هدد تركيا بعقوبات.
الى ذلك، أعلنت أنقرة وموسكو تأجيل زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو إلى تركيا التي كانت متوقعة الأحد لتباحث الوضع في ليبيا وسوريا حيث يدعم البلدان أطرافا متنازعة.
وكان ينتظر وصولهما إلى اسطنبول بناء على اتفاق بين الرئيسين رجب طيب اردوغان وفلاديمير بوتين، وفق ما أفادت خارجيتا البلدين السبت.
لكن، أعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان الأحد تأجيل الزيارة دون كشف الأسباب.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان نشرته الأحد على صفحتها في فيسبوك أن "موعد اجتماع وزراء خارجية ودفاع البلدين سيحدد في وقت لاحق". وأكد البيان الروسي أن وزراء البلدين "يعملون بنشاط على دعم تسوية في ليبيا".