الإمارات تسير على الطريق الصحيح في دعم استثمارات النفط مع التحول إلى الطاقة النظيفة

توقعات منظمة أوبك تشير إلى نمو الطلب على النفط على أساس سنوي بأكثر من 2.3 مليون برميل يوميا وأن الاستثمار في قطاع النفط والغاز مهم لأمن الطاقة.

أبوظبي - أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أن تحالف "أوبك+" لا يستهدف أبدا سعرا محددا للنفط، مشيرا إلى أن هناك حاجة لمزيد من الاستثمارات في قطاع النفط والغاز، وفي نفس الوقت تعمل الإمارات على تعزيز جهود خفض الانبعاثات.

وأوضح المزروعي في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2023"، أن "أوبك+" كتحالف للمنتجين، يهتم بأن "يكون السعر مناسبا للمستهلكين، إلا أن مناسبة السعر للمستهلكين لفترة محدودة للغاية هو أمر قصير النظر".

وانطلقت في الإمارات فعاليات "أديبك" 2023 ، الملتقى الأكبر لقطاع الطاقة في العالم، بمشاركة قادة القطاع وصُناع السياسات والمبتكرين من أنحاء العالم، وذلك من أجل تعزيز جهود خفض الانبعاثات من منظومة الطاقة الحالية.

وقال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" هيثم الغيص إن أوبك متفائلة بخصوص الطلب وترى أن نقص الاستثمار يشكل تهديدا لأمن الطاقة.

وأكد الغيص أهمية مواصلة الاستثمار في قطاع النفط والغاز ويرى أن الدعوات لوقف الاستثمار في النفط ستأتي بنتائج عكسية، موضحا "لا نزال نتوقع أن يكون الطلب على النفط قويا بشكل كبير هذا العام كما كان في العام الماضي".

وأشار إلى أن توقعات المنظمة تشير إلى نمو الطلب على أساس سنوي بأكثر من 2.3 مليون برميل يوميا. وأن الاستثمار في قطاع النفط والغاز مهم لأمن الطاقة. ولفت "طاقتنا الإنتاجية الفائضة تتراجع بشدة، قلنا ذلك مرارا وهو ما يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية لإدراك أهمية الاستثمار في هذا القطاع".

سهيل المزروعي يؤكد أن الاستثمارات في قطاع النفط ضرورية من أجل تلبية الطلب العالمي المتنامي وتمويل عملية التحوّل نحو الطاقة النظيفة

 

وينعقد ه مؤتمر "أديبك" 2023 قبل سبعة أسابيع فقط من استضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف" كوب 28 "، مما يوفر منصة تجمع قطاع الطاقة مع القطاعات الأخرى ذات الصلة للتوافق حول رؤية مستقبلية لقطاع الطاقة تركز على إيجاد حلول لخفض انبعاثات القطاع مع ضمان ارتفاع معدلات النمو والتقدم.

وجدّد المزروعي الدعوة إلى مزيد من الاستثمارات في قطاع النفط من أجل تلبية الطلب العالمي المتنامي وتمويل عملية التحوّل نحو الطاقة النظيفة. وقال "إذا لم تأت استثمارات بنحو 500 مليار دولار كل عام، فليس هناك حلّ يمكننا التفكير فيه في مواجهة حقيقة أن الموارد لن تكون كافية".

وقال أن هذه الاستثمارات تتطلب أن تكون الأوساط المالية عازمة على تمويل النفط والغاز.

وأكد أن بلاده تسير على الطريق الصحيح لزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط إلى خمسة ملايين برميل يوميا بحلول عام 2027 من 4.2 مليون حاليا.

ويشمل المؤتمر الذي يقام هذا العام تحت شعار "خفض الانبعاثات.. أسرع.. معاً" ، برنامجا يغطي أحدث الابتكارات التكنولوجية والشراكات وجهود التحوّل الرقمي المتعلّقة بالطاقة، ومن المتوقع أن يستقطب أكثر من 160 ألف  زائر من 164 دولة في أكبر دورة على الإطلاق.

 وتستعرض العديد من الشركات من مختلف مستويات منظومة الطاقة الابتكارات والتقنيات التي تدعم مسيرة القطاع لتحقيق الحياد المناخي، بما في ذلك تقنية "الالتقاط المباشر للهواء" و"التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه" والأنظمة الخضراء للتحليل الكهربائي للهيدروجين، واستخدام الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء في قطاع التصنيع.

وطالب الغيص باستثمارات بمئات مليارات دولارات لتغطية الطلب في العقود المقبلة.

وقال "نرى دعوات لوقف الاستثمار في النفط، ونحن نعتقد أن هذا يأتي بنتائج عكسية ويعرّض دولا  من أوروبا وأجزاء أخرى كثيرة من العالم للخطر، لأن حجر الزاوية في الازدهار الاقتصادي العالمي اليوم هو أمن الطاقة".

وتابع "نرى في أوبك أن الاستثمارات المطلوبة من الآن وحتى عام 2045 لصناعة النفط وحدها تبلغ نحو 14 تريليون دولار. وهذا يعني حوالي 600 مليار دولار سنويا. هذا هو ما يتطلبه الأمر لكي نتمكن من تحقيق أمن الطاقة لأوروبا ولبقية العالم".

كما يتضمن "أديبك" هذا العام أربع مناطق متخصصة تهدف إلى تسهيل التعاون بين القطاعات والشراكات التي بإمكانها تحقيق تغييرات جذرية، وهي مسرّع الحدّ من الانبعاثات الكربونية، ومنطقة الأنشطة البحرية واللوجستية، ومنطقة الرقمنة في قطاع الطاقة، ومعرض ومؤتمر الصناعات التحويلية والتصنيع.

وأكّد رئيس مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الإماراتي سلطان الجابر، أنّ الوقود الأحفوري يلعب دورا رئيسيا في معركة مكافحة تغيّر المناخ.

وقال المسؤول الإماراتي الذي يرأس شركة "مصدر" للطاقة المتجددة الحكومية وشركة النفط الوطنية الإماراتية "أدنوك" ويتولّى منصب وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة "يمكن لهذه الصناعة بل ويجب عليها أن تساعد في دفع الحلول".

وأضاف "لفترة طويلة جدا، كان يُنظر إلى هذه الصناعة على أنها جزء من المشكلة، وأنها لا تقوم بما يكفي، بل إنها في بعض الحالات تعيق التقدم. هذه هي فرصتكم لتظهروا للعالم أنكم في الواقع عنصر أساسي في الحل".

وتابع الجابر "لقد حان الوقت لإسكات المتشككين، عبر استخدام رأس المال والتكنولوجيا لتحقيق نتائج".

ويمكن أن تساهم صناعة النفط والغاز في الحلول، رغم أن "الخفض التدريجي للوقود الأحفوري أمر لا مفر منه وضروري".

وتحدّث عن ثلاثة مجالات رئيسية للمساهمة في معركة التغير المناخي هي الحدّ من الانبعاثات، وتوسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة، وعملية "إزالة الكربون" عبر طرق عدة بينها استخدام الهيدروجين واحتجاز الكربون.

وأظهرت بيانات أن الاقتصاد غير النفطي لإمارة أبوظبي نما 12.3 بالمئة في الربع الثاني من عام 2023 مما عزز نمو الناتج المحلي الإجمالي في نفس الفترة 3.5 بالمئة على أساس سنوي.

وذكرت التقديرات الأولية الصادرة عن مركز الإحصاء–أبوظبي أن مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي بلغت 53.7 بالمئة، وبلغت قيمة الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي 154 مليار درهم (41.93 مليار دولار) في الربع الثاني، وهي الأعلى منذ 2014.

بدوره، رأى كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لمجموعة الطاقة الإيطالية إيني الاثنين إن هناك حاجة إلى وضع متوازن لأسعار النفط.

وقال ديسكالزي للصحفيين في مؤتمر أديبك للطاقة بالعاصمة الإماراتية أبوظبي "نحتاج إلى سعر يسمح لنا بالاستثمار، ونحتاج إلى سعر لا يشق على المستهلكين، وإلا فستقل القدرة على الإنفاق وتتضرر السوق. لذلك نحن بحاجة إلى وضع متوازن".

وتستمر فعاليات "أديبك 2023" ، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك"، حتى يوم الخميس المقبل .