الإمارات والصين تتفقان على تأسيس شراكة إستراتيجية شاملة

الجانبان يعتزمان التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية ومجالات المياه والطاقة المتجددة والتعاون في مجال النفط والغاز والمجال العسكري والثقافي.

أبوظبي - أعلنت الإمارات السبت أنها اتفقت مع الصين على "تأسيس علاقات شراكة إستراتيجية شاملة" بين البلدين، وذلك في ختام زيارة رسمية يقوم بها الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وغادر الرئيس الصيني السبت الإمارات التي زارها لثلاثة أيام ضمن جولة تشمل أيضا السنغال ورواندا وجنوب إفريقيا.

ونشرت وكالة الأنباء الإماراتية بيانا مشتركا بين الإمارات والصين، يؤكد أنهما اتفقتا على "ارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى وتأسيس علاقات شراكة إستراتيجية شاملة تسهم في تعميق و تركيز التعاون في المجالات كافة و تعزيز التنمية و الازدهار المشترك".

وقال البيان إن البلدين أكدا "حرصهما على تعميق التعاون ضمن مبادرة الحزام و الطريق لإقامة علاقات الشراكة التجارية والاستثمارية المستدامة".

وأطلقت الحكومة الصينية مبادرة "الحزام والطريق" الهادفة إلى خلق "طريق حرير" جديدة للتجارة حول العالم، خصوصا عبر ربط الصين بأوروبا.

وسيتعاون الجانبان في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية ومجالات المياه والطاقة المتجددة بالإضافة إلى التعاون في مجال النفط والغاز والمجال العسكري والثقافي.

وكان شي جينبينغ التقى الجمعة مع نائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

الرئيس الصيني والشيخ راشد آل مكتوم
الشريك التجاري الأول للإمارات

وخلال الزيارة، تم توقيع 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين، تهدف إلى "تعزيز الشراكة الإستراتيجية والتعاون الثنائي بين البلدين وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات"، بحسب ما أوردت الوكالة.

وبين الاتفاقات الموقعة الجمعة، اتفاق إطار للتعاون واسع النطاق بين شركة نفط أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومؤسسة البترول الوطنية الصينية.

وقبيل وصول الرئيس الصيني الخميس، وقع البلدان عقدين في مجال استكشاف النفط والغاز في أبوظبي بقيمة 1.6 مليار دولار، بالإضافة إلى اتفاقية لإقامة "سوق تجّار" ضخم في منطقة التجارة الحرة في دبي.

وتعود آخر زيارة لرئيس صيني إلى الإمارات للعام 1989، حين قام الرئيس الراحل يانغ شانغ كون بزيارة للدولة الخليجية تلتها زيارة للرئيس الإماراتي الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للصين في 1990.

الرئيس الصيني وزوجته وحكام الامارات
زيارة مثمرة

والصين الشريك التجاري الأول للإمارات. وبلغ حجم التجارة غير النفطية بين البلدين في 2017 نحو 53.3 مليار دولار، علما بان الصادرات الصينية تشكل نسبة 90 بالمئة منها، وفقا لإحصاءات أبوظبي.

كما أن الإمارات بين الدول المصدرة للخام إلى الصين، وقامت ببيعها نفطا بنحو أربعة مليارات دولار العام الماضي.

وتأتي زيارة شي جينبينغ بعدما هدّدت مجموعة "موانئ دبي"، التي تدير 78 محطة بحرية وداخلية في 40 دولة، الأسبوع الماضي باتخاذ إجراءات قانونية ضد الصين بسبب قيامها ببناء منطقة تجارية في جيبوتي في موقع يضم محطة حاويات متنازعا عليها بين دبي وحكومة الدولة الإفريقية.

وتعتبر جيبوتي، التي تستضيف القاعدة العسكرية الصينية الوحيدة خارج الأراضي الصينية، جزءا من مبادرة "طريق الحرير" الصينية.