الابر الصينية تعالج 33 مرضا

الكويت - من منتهى الفضلي
الطب البديل قد يعينك على التخلص من الآلام

اكد طبيب صيني ان بامكان الابر الصينية ان ‏تعالج 33 مرضا عضويا من بينها الروماتيزم وامراض المفاصل وشلل الوجه والصداع النصفي الى ‏جانب التدخين وزيادة الوزن وامراض الربو والحساسية وكذلك الامراض الجلدية علاوة ‏على معالجة الامراض النفسية كالكآبة والقلق والضغوط النفسية.
ويعمل الطبيب الصيني ليويوشينغ في عيادة الطب الصيني بدولة لكويت التي انشئت منذ اكثر من‏ ‏ثلاثين عاما يستخدم خلالها الأطباء الإبر الصينية وكؤوس النار والتدليك والمساج‏ ‏الموضعي واغلب مرضاها من الفئات العمرية المتقدمة وخاصة من النساء.
ويضيف الطبيب شينغ "ان استرخاء المريض وعدم توتره امر في غاية الأهمية فعضلات‏ ‏الانسان كلما كانت مشدودة تصعب على الطبيب معالجته خوفا من ان تنكسر الابر في ‏جسمه او عدم استجابة المريض للعلاج وعادة تحدد الجلسة بعشرين دقيقة وبعد كل عشر ‏جلسات يأخذ المريض اسبوعين راحة حسب ظروفه الصحية".
وقال ان الطب الصيني يقوم على خارطة خاصة للجسم لها عدة نقاط خارجية في حالة‏ ‏وخزها باي جسم حاد او الضغط عليها تؤدي الى شفاء الأعضاء الداخلية في الجسم. كما ‏ان هذه النقاط مرتبطة بقنوات وكل قناة مرتبطة بجزء معين في جسم الانسان تعالج ‏منها العضو المربوط به.
واضاف ان فن التاي شي شوان او الطب البديل او ما يسمى بالطب الصيني له من‏ ‏العمر حوالي 4500 سنة وقد قام بالأساس على سلسلة من الحركات البطيئة والدائرية ‏تشبه الرقص وتمارس في الهواء الطلق والهدف منها التركيز على الحالة الذهنية ‏والوجدانية وعلى قوى الجسد لتحريك طاقة الحياة وإعادة تناغمها داخل جسم الانسان.
واكد ان الطب الصيني لا ينحصر في الصين، وان كان الصينيون هم الذين طوروا هذا ‏العلاج، بل ينتشر ايضا في الهند وفيتنام ولاوس وكمبوديا الى جانب عشرات الدول‏ ‏الآسيوية الأخرى حتى انه اصبح تقليدا متوارثا.
وقال الطبيب الصيني ان العلاج الصيني يعتمد على وجود 12 خطا رئيسيا في ‏جسم الإنسان تتفرع عنها خطوط وتشعبات لا حصر لها وأبرزها الينغ واليانغ وهى تمثل‏ ‏السلبي والإيجابي كما هو الحال في التيار الكهربائي كما ان هناك ستة خطوط تتصل ‏بالرئتين والقلب والكبد والكليتين الى جانب ستة خطوط أخرى تتصل بالكتل العصبية ‏والدماغ والمراكز الأكثر حساسية.
ويعتقد الصينيون ان المرض في نهاية الأمر هو حصيلة خلل في العلاقات بين الكتل‏ ‏السلبية والايجابية وطغيان جهة على أخرى مما ينعكس صداعا وارتفاعا في الحرارة ‏والرطوبة وغير ذلك من العوارض المرضية الكثيرة على الانسان.
ومن جانبه يقول البروفيسور الصيني كيني ليانغ فو، والذي يعد أحد كبار المختصين‏ ‏في هذا العلاج في مستشفى شانغهاي، "هناك قواعد علمية دقيقة يجب اتباعها للوصول الى ‏اعلى درجات العلاج بواسطة الوخز بالابر لان عملية الوخز دقيقة جدا وتتعلق بجزء من ‏مائة من الميليمتر ودور الإبر الممغنطة هو أحياء خلايا الجسم المريضة واعادة‏ ‏وصلها بالدماغ والكتل العصبية الرئيسية".
وحدد الصينيون وجود 365 موقعا في جسم الإنسان صالحا لغرز الإبر الصينية لاعادة ‏التوازن الى جسم المريض. وتعتبر هذه المواقع لدى الصينيين النوافذ او العيون‏ ‏المتناثرة على الجسد لتصل السطح بالعمق ويتعامل الصينيون مع هذه المواقع بأشكال ‏مختلفة بالابر واشعة الليزر والاشعة فوق البنفسجية وأقراص معدنية والضغط بالأصابع‏ ‏والتسخين بوهج الشيح الصيني المحترق وحتى بالطاقة المغناطيسية.
وقد صنعت الابر الصينية القديمة من خشب البندو وحسك السمك واحيانا بعض اشكال ‏الحجر الخفيف ولكنها الآن تستخدم من الحديد المطلي بالفضة. وهناك نوعان منها ‏أولهما ما يستخدم مرة واحدة وثانيهما ما يعاد تعقيمه قبل استخدامه من جديد.
ويعد كتاب "الطب الداخلي للمؤلف هوانج دي ناي جنج حجر الزاوية في الطب الصيني‏ ‏التقليدي، ويعتبر من أقدم كتب الطب في العالم ويعود تاريخه الى اكثر من ثلاثة آلاف ‏ ‏سنة ويتضمن فصلا خاصا يسمى البوابة السحرية للعلاج بالوخز والكي بأعشاب الشيح.
ويتم تشخيص المرض عند الصينيين بأربع طرق هي المعاينة بالنظر، ‏والملاحظة عن طريق تغيرات الجلد واللسان والعين، وبطريقة التسمع بالاذن او البوق‏ ‏على الأعضاء الداخلية من الخارج، والاستجواب من خلال تدقيق شكوى المريض والجس ‏بالتقاط نبض المريض حيث يميز الطبيب الصيني بأصابعه على معصم المريض أثني عشر ‏ ‏نوعا من النبض على الأقل من خلال شرايين اليد.
اما وسائل العلاج الصيني فهي ثماني وسائل: التعريق اي زيادة افراز العرق‏ ‏والارجاع (التقيؤ) والتطهير بالملينات وبغيرها وتخفيض الحرارة او رفعها على حسب ‏حالة المريض وتصريف البلغم والسموم والدم الفاسد والرطوبة وتقوية الجسد عبر أغذية‏ ‏وأدوية خاصة ويتم التوليف بين هذه الوسائل الثمانية على قاعدة من مراعاة التوازن ‏ ‏بين متناقضات الداخل والخارج الحار والبارد الزيادة والنقصان كما هو وارد فى ‏ ‏فلسفة هذا الطب.
ومن أساليب العلاج الصيني الأخرى أداء تمارين التاي شي شوان وهى تقوم على‏ ‏استقامة العمود الفقري مع مستوى الرأس والمعدة عند المريض في اعتدال وتجري ‏الحركات باسترخاء يقظ وبعقل نشط وحاضر.
ويوجد شكلان لهذه التمارين الأول يتكون من 40 حركة لا تتكرر وتستغرق من 5 الى‏ ‏10 دقائق وعلى الرغم من الاعتقاد في جدوى هذا الشكل وقائيا فان تأثيره العلاجي‏ ‏غير ملحوظ.
اما التمرين الثاني فطويل ويتكون من 100 تمرين يستغرق من 20 الى 40 ‏ ‏دقيقة ويتكرر بطريقة تعكس ايقاع الحياة بتوازن بين ما هو نفسي وما هو جسدي.‏ ويعتبر التاي شي شوان فنا مركبا يتطلب الصبر والقدرة على التباسط والتأقلم ‏والتغيير ويقوم على عقيدة اعادة التوازن لطاقة الحياة.
واذا كان وراء كل حركة صينية حكمة فان وراء فن التاي شي شوان أسطورة ترجع ‏ ‏للقرن الحادي عشر عندما راح المفكر الطاوي ( نسبة للديانة والفلسفة الطاوية ) ‏شانج سان فينج يبحث عن طريقة لتطوير الروح بعيدا عن مخاضات المعاناة والقوة ‏ ‏وبينما كان يشاهد عقعقا من نوع الغربان البقعاء يطارد أفعى تسعى على الأرض لاحظ ‏ ‏باندهاش حركة الأفعى البطيئة والمستمرة وهى تروغ من مهاجمها أصبحت هذه الحركة ‏الدائرية الناعمة أساسا لشكل جديد من رياضة التاي والتي تسعى الى امتلاك جسد ‏الانسان لنفسه.
وتوجد هناك مستشفيات عدة في أوروبا والغرب تستخدم الوخز بالابر لتسكين آلام ‏الولادة القيصرية وبعض العمليات الجراحية. وقد أعلن البروفيسور جاك ديزي العامل في‏ ‏جامعة لوزان بان "الطب الصيني سوف ينتشر على نطاق واسع ليس في الغرب فحسب بل في ‏جميع أنحاء العالم كما انه سيعتمد كاختصاص طبي أساسي ومستقل في كليات الطب الأكثر ‏تطورا على المستوى العالمي". (كونا)