الاتفاق السعودي الإيراني ينشط التعاون الاقتصادي بين الرياض وطهران

وزير الاقتصاد الإيراني يلتقي نظيره السعودي، مؤكدا ضرورة تسريع الجهود لتدارك التخلف الذي حدث خلال سنوات القطيعة.
إيران تعرض إمكاناتها الاستثمارية على السعودية

طهران - أدى وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي زيارة إلى السعودية أجرى خلالها محادثات مع نظيره السعودي فاضل الإبراهيم بهدف إطلاق تعاون اقتصادي بين البلدين، تنفيذا للاتفاق التاريخي الذي أنهى سبع سنوات من القطيعة بين القوتين الإقليميتين.

 وأكد خاندوزي وهو أول وزير إيراني يزور الرياض بعد المصالحة الدبلوماسية بين البلدين إنه "انتهز فرصة مشاركته في الاجتماع السنوي للبنك الإسلامي للتنمية في جدة لفتح مفاوضات اقتصادية مع نظيره السعودي".

وأشار إلى أن الجمهورية الإسلامية تفتح الباب أمام الشركات السعودية لاستكشاف فرص الاستثمار في بلاده، لافتا إلى أن طهران تمتلك إمكانيات عديدة في مجالات مختلفة من بينها الأنشطة التقنية، مضيفا أن لقاءه مع الوزير السعودي تطرق أيضا إلى مسألة الرحلات الجوية بين البلدين وتمويل الحج والحجاج الإيرانيين.

وقال إن مباحثاته مع نظيره السعودي شملت عدة محاور من بينها التجارة والمشاريع الاستثمارية في قطاعات عديدة على غرار النفط والغاز، كاشفا أنه تم الاتفاق على خارطة طريق للتعاون الاقتصادي بين القوتين الإقليمتين.

وكشف أنه اقترح على الجانب السعودي الشروع في تبادل زيارات الوفود من القطاع الخاص، معربا عن أمله في أن ينطلق التعاون بين الشركات الخاصة في البلدين بحلول نهاية الصيف.

 ودعا إلى ضرورة التسريع لتدارك التخلف الذي حدث خلال السنوات الماضية إثر قطع العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أنه من شأن الدخول في مشاريع اقتصادية أن يعزز التعاون بين دول المنطقة.

وقال إن "إيران تضع إمكانات متقدمة في مجال استخدام التقنيات الحيوية والطب وتكنولوجيا النانو والفضاء ومعدات الطاقة، تضعها على ذمة جيرانها في المنطقة".

وينتظر أن تشهد الفترة المقبلة تأسيس غرفة تجارية مشتركة بين إيران والسعودية، وفق ما أعلنه مؤخرا وزير الاقتصاد الإيراني، فيما تطمح طهران إلى إعادة العلاقات التجارية بين القوتين الإقلميتين إلى دائرة المليار دولار.

وكان وزير المالية السعودي محمد الجدعان قد أعلن في مارس/آذار الماضي عن انفتاح الرياض على الاستثمار في إيران، مؤكدا أن الاستثمارات السعودية أمامها فرصة للتوجه إلى الجمهورية الإسلامية، لافتا إلى أن بلاده تحتوي أيضا على فرص هامة للإيرانيين.

ومن شأن التعاون الاقتصادي بين إيران والسعودية أن يساهم في تنفيس أزمة طهران التي يئن اقتصادها تحت وطأة العقوبات التي تفرضها عليها الولايات المتحدة منذ 7 سنوات، ما أدى إلى تراجع وتيرة الاستثمارات الأجنبية والتي أثرت سلبا على إنتاجها من النفط والغاز الطبيعي والمشتقات وأدت إلى تجفيف منابعها المالية.

كما تلقي الأزمة لاقتصادية الإيرانية بظلالها على الأوضاع الاجتماعية في وقت تدهورت فيه المقدرة الشرائية للإيرانيين بفعل ارتفاع نسبة التضخم، في وقت يتواصل فيه انهيار الريال الإيراني.

وتبادل البلدان مؤخرا زيارات لوفود رفيعة بهدف إنهاء آخر ترتيبات إعادة فتح السفارات والقنصليات بكلّ من الرياض وطهران، كما اتفق مسؤولو البلدين على ضرورة "تكثيف اللقاءات التشاورية لتحقيق المزيد من الآفاق الإيجابية للعلاقات وتأكيد الاستعداد لبذل كل ما يمكن لتذليل أي عقبات تواجه تعزيز التعاون الثنائي".

وتدفع الصين باتجاه إنجاح اتفاق عودة العلاقات بين القوتين الإقليميتين، ضمن مساعيها الهادفة إلى لعب دور رئيس في المنطقة، بالإضافة إلى أن التقارب بين البلدين من شأنه أن يؤدي إلى استقرار المنطقة وبالتالي رعاية مصالحها سواء المتعلّقة بمبادلاتها التجارية أو بإمدادات الطاقة.