البرلمان يسائل السوداني بشأن استخدام إسرائيل المجال الجوي
بغداد - يثير احتمال استخدام إسرائيل للمجال الجوي العراقي خلال هجومها على إيران السبت جدلا واسعا في الساحة السياسية العراقية، رغم أن بغداد نفت الأمر، بينما يتوقع أن تفجر هذه القضية خلافات بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والقوى والفصائل الموالية لطهران.
وقال حسين العامري العضو بلجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي إن "اللجنة تعتزم توجيه سؤال نيابي إلى رئيس الحكومة محمد شياع السوداني حول استخدام إسرائيل الأجواء العراقية في ضرب عدد من الأهداف الإيرانية"، وفق وكالة "شفق نيوز".
وأشار إلى أن اللجنة "ستوجه هذا السؤال إلى السوداني بصفته القائد العام للقوات المسلحة، بسبب انتهاك السيادة العراقية من قبل القوات الأميركية التي استخدمت أجواء البلاد لضرب إيران".
ووصف محللون الضربة الإسرائيلية بـ"الاستعراضية" في إطار لعبة رد الاعتبار بين الدولة العبرية وطهران، فيما رجحت مصادر أن تكون إيران على اطلاع مسبق بتفاصيلها.
وأعلنت هيئة الأركان العامة الإيرانية السبت أن "المقاتلات الإسرائيلية استخدمت أثناء قصفها البلاد الأجواء العراقية التي يسيطر عليها الجيش الأميركي".
وأشارت في بيانها إلى أن "إسرائيل استخدمت صواريخ جو - أرض تحمل رؤوسا حربية خفيفة للغاية لا يتجاوز وزنها خمس الرؤوس الحربية المستخدمة في الصواريخ البالستية الإيرانية".
ونفى أحد مستشاري السوداني استخدم المجال الجوي العراقي في الهجوم الإسرائيلي على إيران، مشددا على عدم وجود قوات قتالية أميركية في البلاد.
وتوصلت بغداد وواشنطن منذ نحو شهر إلى اتفاق على انسحاب التحالف الدولي المناهض لتنظيم "داعش" من العديد من المناطق العراقية بداية من سبتمبر/أيلول 2025، فيما اتفق الجانبان على الرحيل الكامل للقوات في الشهر نفسه من العام 2026.
وحمّل رئيس تحالف "الفتح" هادي العامري، المقرّب من إيران، الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن خرق الطائرات الإسرائيلية للأجواء العراقية خلال هجومها على إيران، مطالبا بتسريع إنهاء الوجود العسكري الأميركي في البلاد.
وقال العامري في بيان اليوم الأحد "نحّمل الجانب الأميركي المسؤولية الكاملة عن انتهاك طائرات الكيان الصهيوني الغاصب لسيادة الأجواء العراقية والاعتداء السافر على الجمهورية الإسلامية"، مشيراً إلى أن "الجانب الأميركي أثبت مجددا إصراره على الهيمنة على الأجواء العراقية، وعمله بالضد من مصالح العراق وشعبه وسيادته، بل سعيه لخدمة الكيان الصهيوني وإمداده بكل ما يحتاجه لممارسة أساليبه العدوانية وتهديده للسلام والاستقرار في المنطقة"، وفق منصة "جبال" العراقية
وتابع "لهذا فقد باتت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء التواجد العسكري الأميركي في العراق بكافة أشكاله".
ولطالما ضغطت إيران عبر القوى السياسية والفصائل الموالية لها لتسريع انسحاب القوات الأميركية من العراق، ضمن مساعيها لمزيد تعزيز نفوذها في البلاد.
بدوره أعرب مقتدى الصدر زعيم التيار الوطني الشعيي العراقي، الصدري سابقا، "عن استيائه من استخدام إسرائيل للأجواء العراقية"، واصفا في منشور على منصبة "إكس" الرد الإسرائيلي بـ"الضعيف" و"أصغر من أن يستنكر"، مطالباً الحكومة العراقية برد سريع على هذا "التعدّي".
وفي سياق متصل طالبت إيران اليوم الأحد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعقد اجتماع عاجل لإدانة الضربات الإسرائيلية الأخيرة على الجمهورية الإسلامية.
ووجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن "طالب فيها بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لاتخاذ موقف حاسم في إدانة هذا العدوان"، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية، بحسب بيان صادر عن وزارته.