البرهان في زيارة غير معلنة لقطر.. بحثا عن دعم أو عن وساطة

زيارة قائد مجلس السيادة إلى قطر للقاء أميرها الشيخ تميم تأتي في خضم حالة من العزلة الداخلية والخارجية وبحثا عن دعم من حليف دولي وإقليمي للاخوان.
البرهان يئس من الحلول الداخلية مع تراجع قواته ويبحث عن الدعم الخارجي
جولة البرهان الخارجية تكشف عجزه وتدهور وضعية قواته على الارض لصالح الدعم السريع
قطر تستكشف التطورات في السودان لاستعادة نفوذها
نائب قائد قوات الدعم السريع يقول العقوبات الأميركية بحقه غير عادلة

الدوحة - يبحث قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان في قطر التي وصلها اليوم الخميس التطورات في السودان وفق ما أعلن المجلس السيادي الانتقالي، في ثالث جولة خارجية له منذ بدء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ قرابة خمسة أشهر حيث يسعى البرهان يائسا وراء دعم عربي ودولي مع استمرار تراجع قواته والهزائم المتتالية في أكثر من جبهة خاصة في العاصمة الخرطوم واقليم دارفور ما جعله يستخدم القوة المفرطة ضد المدنيين.

ويسعى قائد الجيش السوداني من راء الزيارة غير المعلنة الى الدوحة لدعم او ربما وساطة من الجانب القطري لانهاء القتال المستمر في عدد من المناطق في السودان وذلك على ضوء الهزائم المتتالية للجيش في مواجهة الدعم السريع.

ولا يعتقد ان الدوحة قادرة على القيام بوساطة على غرار الوساطة السعودية كونها لا تحظى بالثقة من مختلف الاطراف السودانية المتصارعة.

وأفاد المجلس الذي يتولى البرهان رئاسته، في بيان الخميس بأنه "توجه .. صباح اليوم إلى العاصمة القطرية الدوحة في زيارة رسمية".
وأضاف بأن رئيس مجلس السيادة "سيجري خلال الزيارة، مباحثات مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها والقضايا ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأوضاع في السودان".
وتأتي زيارة قطر في ظل حالة العزلة التي بات يعيشها قائد الجيش السوداني داخليا وخارجيا فيما يعتقد ان البرهان يسعى وراء دعم الدوحة التي تعتبر حليفا تقليديا لجماعة الإخوان وساندت بكل قوة الرئيس الأسبق عمر البشير.
ولا يعتقد ان رئيس مجلس السيادة سيحصل على الدعم الذي ينشده من الدوحة كما ان وضعية قواته الصعبة ميدانيا تشير ان أي دعم خارجي لن يقلب موازين القوى وهي اليوم لصالح قوات دقلو.

وكانت قوات الدعم السريع اتهمت النظام السابق وحزب المؤتمر الشعبي وجماعة الاخوان بالوقوف وراء محاولات عرقلة الجهود السياسية بهدف العودة الى السلطة والتنكر للديمقراطية والنظام المدني.
ويرافق البرهان في زيارته الرسمية غير محددة المدة إلى الدوحة، وفق الوكالة، كل من وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.
وغادر الوفد من مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر في شرق البلاد، حيث المطار الوحيد الذي يعمل حاليا مذ اندلعت المعارك في 15 نيسان/أبريل بين الجيش بقيادته وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
وقطر هي المحطة الخارجية الثالثة للبرهان منذ بدء النزاع. وهو زار مصر في 29 آب/أغسطس والتقى بالرئيس عبدالفتاح السيسي في مدينة العلمين، ثم زار الاثنين دولة جنوب السودان والتقى برئيسها سلفا كير.

وتسعى الدوحة لاستغلال حالة الضعف التي تمر بها قوات البرهان لاستعادة نفوذ فقدته قطر بسقوط نظام البشير حيث قال امير قطر عبر حساب على منصة اكس "سعيد باستقبال أخي البرهان، وبمباحثاتنا التي أجريناها لتعزيز علاقاتنا الأخوية الراسخة وتطوير التعاون الثنائي بيننا في مجالات متنوعة".
وتابع "جددت خلالها (المباحات) حرص قطر الدائم على دعم الجهود الرامية لإنهاء القتال الدائر في السودان حفاظا على وحدته وأمنه واستقراره".
وصرح البرهان لقناة "الجزيرة" القطرية، بأن "الجيش يعمل حاليا على هزيمة التمرد وإيقاف معاناة السودانيين، مؤكدا المضي لاستكمال المرحلة الانتقالية وإرساء الحكم المدني".

ويسعى قائد الجيش السوداني لحفاظ ماء وجهه والخروج بأقل الخسائر من الازمة التي تعاني منها قواته على الأرض.
وتأتي زيارات البرهان في ظل تقارير عن وساطات للتفاوض بينه وبين دقلو خارج البلاد سعياً لإيجاد حلّ للنزاع الذي تسبب بمقتل نحو خمسة آلاف شخص وتهجير 4.8 ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها.
وكانت وساطات سعودية أميركية أثمرت خلال الأشهر الماضية عن اتفاقات لوقف إطلاق النار، لكنها لم تصمد. كما قادت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) مبادرة إقليمية لم تثمر أيضا.
ولا تظهر المعارك الميدانية أي أفق للحل، مع تواصل الاشتباكات بين الطرفين في مناطق عدة من البلاد مع تقدم كبير لقوات الدعم السريع خاصة في اقليم دارفور وفي العاصمة الخرطوم.
وسجّل الأربعاء نزوح مئات العائلات من إحدى ضواحي الخرطوم غداة مقتل عدد كبير من المدنيين فيها بقصف نفّذه الجيش على مواقع لقوات الدعم السريع لكّنه أخطأ هدفه، بحسب ما أفاد ناشطون وسكّان.

في المقابل ترفض قوات الدعم السريع بعض الخطوات الدولية ضد قادتها حيث قال نائب قائد قوات الدعم عبدالرحيم دقلو اليوم الخميس إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليه "غير عادلة".
وذكر دقلو، أن قائد الجيش السوداني البرهان "ليست لديه شرعية ليصدر قرار بحل قوات الدعم السريع" بعد قرار وصف بانه لا يحمل اية شرعية او قدرة على التحقق ميدانيا.

وقال دقلو "الجهات التي أصدرت العقوبات لم تتريث لمعرفة من يخلق الفتن ويقتل الناس في دارفور".

وقالت قوات الدعم السريع في بيان إن هذه الخطوة "ستلقي حتما بظلال سالبة على دور الولايات المتحدة كوسيط"، واتهمت الجيش بارتكاب "انتهاكات فظيعة" في دارفور، ووصفت العنف هناك بأنه "صراع قبلي قديم ومتجدد".

كما انتقدت اتهام قائد قوات الدعم السريع في ولاية غرب دارفور اللواء عبدالرحمن جمعة بالمسؤولية عن مقتل والي الولاية في يونيو حزيران، قائلة إن العقوبات "تجاهلت دعوة قوات الدعم السريع الصريحة والمعلنة بإجراء تحقيق دولي مستقل بشأن الأحداث التي وقعت في عاصمة ولاية غرب دارفور ومقتل خميس عبدالله أبكر والي الولاية".