البرهان يداري هزائمه بافتعال أزمة مع تشاد بعد الإمارات

الحكومة التشادية تعتبر تكرار السلطات السودانية للاتهامات بدعمها لقوات الدعم السريع أمرا غير مقبول وعدائيا ويغطي على أجندة خفية.
السودان وتشاد يتبادلان طرد الدبلوماسيين

الخرطوم - أثارت تصريحات وزير الخارجية السوداني علي الصادق الذي اتهم تشاد بتوفير الدعم لقوات الدعم السريع أزمة تطورت إلى تبادل البلدين طرد دبلوماسييهما، في أحدث مؤشر على حالة الإرباك التي تسيطر على مجلس السيادة السوداني تحت قيادة عبدالفتاح البرهان الذي يواجه عزلة خارجية لم تفلح جولاته الأخيرة في فكّها، فيما باتت عديد الدول على قناعة بأن قائد الجيش جزء من أزمة البلد بعد أن تسبب في نسف العديد من جولات مفاوضات تهدف لإنهاء الصراع وآخرها رجوعه عن الاتفاق في قمة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا "إيغاد".

وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية الأحد أن السودان أمر ثلاثة دبلوماسيين من تشاد بمغادرة البلاد خلال 72 ساعة، واصفا إياهم بأنهم "أشخاص غير مرغوب فيهم".

وأضافت الوكالة أن هذا "الإجراء يأتي في أعقاب إعلان تشاد أربعة دبلوماسيين سودانيين يعملون في السفارة السودانية في نجامينا أشخاصا غير مرغوب فيهم السبت".

بدورها أعلنت حكومة تشاد السبت أربعة دبلوماسيين سودانيين أشخاصا غير مرغوب فيهم وأمرتهم بمغادرة البلاد خلال 72 ساعة بسبب ما وصفتها بأنها "تصريحات خطيرة" لمسؤولين سودانيين اتهموها بالتدخل في الصراع في بلدهم والدبلوماسيون هم المستشار الأول للسفارة والملحق الدفاعي وقنصلان.

وأشار البيان الذي وقعه المتحدث باسم الحكومة التشادية إلى أن القرار جاء بعد "تصريحات خطيرة لا أساس لها" أدلى بها القائد الكبير بالجيش السوداني الفريق أول ركن ياسر العطا وكررها وزير الخارجية السوداني علي الصادق على شاشة التلفزيون المحلي.

وأضاف "تكرار مثل السلطات السودانية لهذه التصريحات فيما يتعلق بتشاد وحكومتها يعد ببساطة أمرا غير مقبول وعدائيا ويغطي على أجندة خفية".

وأعلنت وزارة خارجية الأمر الواقع في سلطة البرهان طرد 15 دبلوماسيا إماراتيا في ذروة نكسات ميدانية وسياسية، بعد  مزاعم بـ"دعم أبوظبي لقوات الدعم السريع".

وكلما تكبدت قوات البرهان خسائر ميدانية إلا ولجأت إلى اختلاق ذرائع واتهام دول بدعم قوات الدعم السريع للتغطية على عجزها عن كبح تقدم قوات الدعم في عديد المناطق والمدن الإستراتيجية.

وقال الصادق في 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري في لقاء متلفز إن "الخرطوم لن تستجيب لطلب تشاد بالاعتذار عن اتهامات السودان لها بدعم قوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش"، مشيرا إلى "تسليمها أدلة تثبت دعمها اللوجستي للدعم السريع".

وكان وزير الخارجية السوداني قد صرح بأن "منظمة إيغاد لم تأخذ بعد بتحفظات السودان بشأن ما ورد في البيان الختامي لقمة المجموعة التي استضافتها جيبوتي"، معتبرا أن ما حدث في القمة الاستثنائية مخالفا لما يحدث في مثل هذه القمم.

وأضاف أن البيان الختامي الذي صدر عن إيغاد في 10 ديسمبر/كانون الأول لا يعبر عما دار فيها وبالتالي فإنه "لا يهم السودان في شيء ولا علاقة له به".

وكان البرهان قد أعطى موافقته على عقد اجتماع مباشر مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، لكنه انقلب على الاتفاق وهي ليست المرة الأولى التي يعيد فيها قائد الجيش السوداني مفاوضات لإنهاء الصراع، إلى النقطة الصفر.

ويتظاهر البرهان بأنه يدعم الجهود الرامية لتسوية الأزمة ويزعم انفتاحه على حوار ينهي الحرب، لكن في كواليس وزارة خارجية حكومة الأمر الواقع وفي الغرف المظلمة مع قادة فلول النظام البائد وقيادات الإخوان يجري الترتيب لعكس المعلن عنه.

وكانت قوات الدعم السريع قد أكدت استعدادها للمضي قدما في مساعي وقف إطلاق النار، مرحبة بنتائج قمة 'ايغاد' بشرط أن تقود إلى معالجة جذور الأزمة في السودان.