
البشير يختزل كل علل النظام في مؤامرة تدفع لاستنساخ الربيع العربي
القاهرة - قال الرئيس السوداني عمر البشير اليوم الأحد إن هناك محاولات لاستنساخ الربيع العربي في السودان وذلك تعليقا على الاحتجاجات التي تشهدها بلاده منذ الشهر الماضي ويشبهها البعض بالانتفاضات التي أطاحت بعدة زعماء عرب عام 2011. وكان قد وصف المحتجين المطالبين برحيله بـ'العملاء والخونة'.
وقال البشير للصحفيين في كلمة عقب محادثاته مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة "هناك العديد من المنظمات التي تعمل على زعزعة الأوضاع في دول المنطقة، وفيما يخص السودان، يحاول الإعلام الدولي والإقليمي التهويل ولا ندّعي عدم وجود مشكلة".
وأضاف "هناك محاولات لاستنساخ قضية الربيع العربي في السودان بنفس الشعارات والبرامج والنداءات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي".

ويبدو الرئيس السوداني في مأزق يصعب الخروج منه مع محدودية خيارات معالجة الأزمة واتجاه الحراك الشعبي الذي انطلق في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018 احتجاجا على رفع سعر الخبز إلى ثلاثة أضعافه، إلى المزيد من التصعيد مع انضمام حزب الأمة أكبر أحزاب المعارضة السودانية للاحتجاجات وتوسعها جغرافيا وارتفاع سقف مطالبها.
ولاذ البشير هذه المرّة إلى نظرية المؤامرة، في قفز واضح على مسببات الأزمة التي كان يفترض أن يعالجها.
لكن محدودية الخيارات تدفع الرئيس السوداني مجددا إلى البحث عن مبررات للتغطية على عجز حكومته في معالجة مسببات الأزمة.
ويبدو أيضا أن صبر السودانيين على عقود من التهميش والفساد والمحسوبية نفد ما دفع بهم للاحتكام إلى الشارع في معركة لا تبدو لها نهاية مع تمسكهم برحيل النظام.
ويبدو البشير محقا في جانب من تصريحاته، لكن ليس في ما يتعلق باستنساخ تجارب ما يسمى بالربيع العربي في السودان، بل في تشابه الظروف التي أفرزت في النهاية انتفاضات شعبية ضد أنظمة عربية على غرار تلك التي شهدتها تونس وليبيا ومصر وسوريا.
والنقاط المشتركة بين هذه الانتفاضات وما يجري في السودان هي أن الأسباب تكاد تكون هي ذاتها وهي تردي الأوضاع المعيشية واستشراء الفساد والظلم وغياب الدولة عن مشاغل المواطن ولجوئها إلى جيبه كلما ضاقت عليها الحال ماليا.
ويخرج طلاب ونشطاء وغيرهم في احتجاجات شبه يومية في مختلف أنحاء السودان، مطالبين بنهاية للمصاعب الاقتصادية في أطول تحد لحكم البشير المستمر منذ ثلاثة عقود.
وأشاد البشير بزيارة قام بها وفد مصري رفيع المستوى للخرطوم في بداية الأزمة ووصفها بأنها "كانت رسالة للشعب السوداني وآخرين ودعما لاستقرار السودان".
ومنذ بدأت الاحتجاجات، تشير التقديرات الرسمية إلى سقوط 30 قتيلا بينهم اثنان من أفراد الأمن.
وتتهم السلطات السودانية "مندسين" وعملاء للخارج بالوقوف وراء الاضطرابات. وقالت إنها تتخذ خطوات لحل الأزمة الاقتصادية، لكن كلما تأخرت الحلول العملية كلما زاد الخناق على النظام السوداني.