البيت الأبيض يتراجع عن تصريحات نسبها ترامب للعاهل السعودي

توتر يخيم على اجتماع ترامب والشركاء في حلف الأطلسي
التوترات التجارية تلقي بظلال ثقيلة على جولة ترامب الأوروبية
ترامب يضغط على أوبك بـإدعاء "التلاعب" بأسواق النفط

نيوجيرسي - تراجع البيت الأبيض الأحد عن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي قال فيها إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أبلغه بأن المملكة ستزيد انتاج النفط.

وأوضح البيت الأبيض أن الملك سلمان قال إن بلاده يمكنها زيادة إنتاج النفط إذا اقتضت الضرورة.

وكان ترامب قال السبت إن العاهل السعودي وافق على طلبه بزيادة إنتاج النفط وذلك بعد أسبوع من إعلان منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) قرارا مشابها.

وقال ترامب في تغريدة "تحدثت للتو مع العاهل السعودي وشرحت له أنه بسبب الاضطرابات والخلل في إيران وفنزويلا، أطلب بأن تزيد السعودية إنتاج النفط، ربما حتى مليوني برميل للتعويض"، مضيفا أن "الأسعار مرتفعة للغاية! وقد وافق".

وكان السعودية عضو أوبك وأيضا روسيا (غير عضو في أوبك) قد أكدتا استعدادتهما للعمل على منع وقوع اضطراب في سوق النفط العالمية.

واتفق أعضاء أوبك ومنتجون من خارجها في اجتماع فيينا الأخير على زيادة بنحو مليون برميل يوميا اقترحتها السعودية بينما كانت روسيا تدفع لزيادة بنحو 1.5 مليون برميل يوميا.

واستهدف اجتماع أوبك مواجهة نقص محتمل في إمدادات النفط من إيران بسبب العقوبات الأميركية ومن فنزويلا للسبب ذاته ومن ليبيا التي تشهد اضطرابات أمنية من شأنها التأثير على صادراتها النفطية.

وهاجم الرئيس الأميركي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في مقابلة بثت اليوم الأحد، منبها إياها إلى ضرورة الكف عن "التلاعب" بأسواق النفط العالمية كما زاد من الضغط على حلفاء واشنطن المقربين بالتهديد بفرض عقوبات على الشركات الأوروبية التي تتعامل مع إيران.

وقال الرئيس الأميركي في مقابلة مع برنامج "صنداي مورنينغ فيوتشرز ويذ ماريا بارتيرومو" الذي تبثه قناة فوكس نيوز، إنه لن يستكمل اتفاقية جديدة للتجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) مع كندا والمكسيك إلا بعد انتخابات الكونغرس المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني.

وكان ترامب، الذي يقضي عطلة نهاية الأسبوع في ملعب الغولف الخاص به في نيوجيرسي، قال على موقع تويتر يوم السبت إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وافق على زيادة إنتاج النفط.

وارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة الماضي بفعل مخاوف من أن يؤدي فرض عقوبات أميركية على إيران إلى إخراج كميات كبيرة من النفط من الأسواق العالمية بينما يرتفع الطلب العالمي على الخام.

وقد يمثل ارتفاع أسعار البنزين مشكلة سياسية لترامب قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، إذ يتعارض مع ما يقوله الجمهوريون من أن تخفيضاته الضريبية وتخفيفه للقواعد التنظيمية الاتحادية ساهما في تعزيز الاقتصاد.

وعلى قناة فوكس نيوز، ألقى ترامب باللوم على أوبك التي تضم السعودية بين أعضائها. ولدى سؤاله عما إذا كان هناك من يتلاعب بأسواق النفط، قال "أوبك تفعل والأفضل لها أن تتوقف عن ذلك لأننا نحمي تلك الدول، كثير من تلك الدول".

كما وجه الرئيس الأميركي كلمات قاسية إلى حلفاء آخرين للولايات المتحدة. وفي وقت سابق هذا العام، أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع قوى عالمية مما أغضب حلفاءه الأوروبيين.

وقال في مقابلة فوكس نيوز إن الشركات الأوروبية ستواجه عقوبات إذا تعاملت مع إيران الآن، مضيفا "بالطبع. ذلك ما نفعله قطعا".

ومن المقرر أن يتوجه ترامب إلى أوروبا في وقت لاحق هذا الشهر للاجتماع مع حلفائه في حلف شمال الأطلسي وقد سبق له أن انتقدهم انتقادا شديدا لعدم إعطاء اهتمام يذكر لمنظومة دفاعهم المشترك.

ومن المرجح أن تلقي التوترات التجارية بظلالها على الجولة الأوروبية. وكان ترامب فرض رسوما جمركية على واردات الصلب والألومنيوم ردا على ما يصفها بأنها ممارسات تجارية غير عادلة من أوروبا وكندا وغيرهما من الحلفاء في العالم والذين ردوا بعقوبات من نفس النوع.

وعلى صعيد التجارة، قال الرئيس الأميركي في المقابلة، إنه ليس راضيا عن اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية ولن يوافق على اتفاقية جديدة إلا بعد انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، مضيفا "أريد الانتظار حتى بعد الانتخابات".