التصعيد في الشرق الأوسط يفاقم اضطرابات حركة النقل الجوي

كثير من شركات الطيران علقت رحلاتها أو غيرت مساراتها بسبب تزايد المخاطر في سماء المنطقة.

واشنطن – تسبب التصعيد في منطقة الشرق الأوسط بعد قصف الولايات المتحدة لمواقع نووية إيرانية واستمرار تبادل القصف بين إيران وإسرائيل في اضطرابات شديدة لحركة الطيران المدني مع زيادة المخاطر التي اضطرت شركات طيران لتغيير مسار رحلاتها لتجنب سماء المنطقة.

وحذرت منظمة تراقب مخاطر الرحلات الجوية اليوم الأحد من أن القصف الأميركي على المواقع النووية الإيرانية قد يزيد من التهديد الذي تواجهه شركات الطيران الأميركية في المنطقة فيما ألغت شركات طيران رحلاتها من دبي والدوحة وإليهما.

وواصلت شركات طيران عالمية تجنب أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط بسبب استمرار إسرائيل وإيران في تبادل إطلاق الصواريخ، مما يمثل أحدث الاضطرابات في قطاع السفر بالمنطقة.

وقالت شركة الخطوط الجوية السنغافورية إنها ألغت رحلاتها المقررة من سنغافورة إلى دبي بعد تقييم أمني، مثلما ألغت الخطوط الجوية البريطانية رحلاتها من دبي والدوحة وإليهما.

لكن بعد سلسلة من الصواريخ الإيرانية في صباح الأحد، عاودت إسرائيل فتح مجالها الجوي لست ساعات لإعادة العالقين في الخارج منذ بدء الصراع مع إيران في 13 يونيو.

وذكر موقع 'سيف ايرسبيس' التابع لمجموعة 'أو.بي.إس غروب' التي تشارك معلومات مخاطر الطيران، أن الهجمات الأميركية على إيران قد تزيد من المخاطر على شركات الطيران الأمريكية في المنطقة.

وأضاف الموقع "في حين لم توجه أي تهديدات محددة ضد الطيران المدني، حذرت إيران سابقا من أنها سترد بمهاجمة المصالح العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، إما بشكل مباشر أو عبر وكلائها مثل حزب الله".

وأظهر موقع فلايت رادار24 لتتبع الرحلات الجوية أن شركات الطيران واصلت تجنب أجزاء كبيرة من منطقة الشرق الأوسط اليوم الأحد.

وقال الموقع عبر حسابه على منصة إكس "في أعقاب الهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، تعمل حركة الطيران التجاري في المنطقة كما كانت تعمل منذ فرض قيود جديدة على المجال الجوي الأسبوع الماضي".

وأظهر الموقع الإلكتروني تجنب شركات الطيران التحليق في المجال الجوي لكل من إيران والعراق وسوريا وإسرائيل. واختارت مسارات أخرى مثل الشمال عبر بحر قزوين أو الجنوب عبر مصر والسعودية، حتى لو أدى ذلك إلى ارتفاع تكاليف الوقود والأطقم والطيران لوقت أطول.

ويمثل إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة في عدد متزايد من مناطق النزاع على مستوى العالم خطرا كبيرا على حركة الطيران.

ومنذ بدء الضربات الإسرائيلية على إيران منذ تسعة أيام، علقت شركات الطيران الرحلات إلى وجهات في البلدان المتضررة، إلا أنه يجري تنظيم رحلات إجلاء من الدول المجاورة وبعضها يعيد الإسرائيليين إلى إسرائيل.

وبالإضافة إلى إعادة توجيه الرحلات الجوية، تشعر شركات الطيران أيضا بالقلق من الارتفاع المحتمل في أسعار النفط في أعقاب الهجمات الأمريكية، وهو ما سيزيد من كلفة وقود الطائرات.

وفي الأيام التي سبقت القصف الأميركي، علقت أمريكان إيرلاينز رحلاتها إلى قطر وأوقفت يونايتد إيرلاينز رحلاتها إلى دبي.

وقال موقع 'سيف ايرسبيس' إنه من المحتمل أن تمتد المخاطر المتعلقة بالمجال الجوي الآن إلى البحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر والسعودية والإمارات، مضيفا "نواصل التوصية بتوخي أقصى درجات الحذر في الوقت الحالي".

وألغت الخطوط الجوية البريطانية والسنغافورية رحلاتهما الأحد فقط، لكن الشركة السنغافورية حذرت من أن الرحلات الأخرى بينها وبين ودبي قد تتأثر نظرا لاستمرار "الاضطرابات".

وأعلنت الخطوط الجوية البريطانية أنه بإمكان العملاء المقرر سفرهم بين الآن و24 يونيو/حزيران إلى دبي والدوحة إعادة الحجز على رحلات لاحقة حتى السادس من يوليو مجانا. وأضافت أن فرقها تواصل مراجعة الوضع.

وذكرت وزارة الخارجية اليابانية الأحد أنها أجلت 21 شخصا، من بينهم 16 يابانيا، من إيران برا إلى أذربيجان في ثاني عملية من نوعها منذ يوم الخميس. وقالت إنها ستنظم عمليات إجلاء أخرى إذا لزم الأمر.

وقالت الحكومة النيوزيلندية إنها سترسل طائرة نقل عسكرية من طراز هيركوليز إلى الشرق الأوسط لتكون على أهبة الاستعداد لإجلاء النيوزيلنديين من المنطقة.

وذكرت في بيان لها أن موظفين حكوميين وطائرة من طراز سي-130 جيه. هيركوليز سيغادرون أوكلاند يوم الاثنين، مضيفة أن الطائرة ستستغرق بضعة أيام للوصول إلى المنطقة. وتابعت أن الحكومة تجري أيضا محادثات مع شركات الطيران التجارية لتقييم مدى قدرتها على تقديم المساعدة.

وقالت شركات الطيران في إسرائيل وهي العال وأركياع وإسرائير وطيران حيفا الأحد إنها علقت رحلات إعادة الإسرائيليين العالقين في الخارج حتى إشعار آخر.

وقالت شركة العال إنها ستمدد إلغاء الرحلات الجوية المقررة حتى يوم الجمعة، وقالت شركة إسرائير إنها أوقفت بيع التذاكر لجميع الرحلات حتى السابع من يوليو/تموز.

وقال متحدث باسم هيئة المطارات الإسرائيلية إنه من المتوقع إعادة فتح مطار بن جوريون الرئيسي لاستقبال رحلات الإنقاذ اليوم الأحد بين الساعة 1100 و1700 بتوقيت غرينتش. ويستقبل مطار حيفا الصغير الذي يخدم شمال إسرائيل الرحلات في المواعيد ذاتها.

وقالت شركات العال وأركياع وطيران حيفا وإسرائير إنها ستسير ما لا يقل عن 10 رحلات جوية الأحد بدءا من الساعة 1100 بتوقيت غرينتش.

وعشرات الآلاف من الإسرائيليين وغيرهم ممن حجزوا تذاكر سفر إلى إسرائيل عالقون في الخارج. وفي الوقت نفسه، يتطلع ما يقرب من 40 ألف سائح في إسرائيل إلى المغادرة، بعضهم يتجه عبر الحدود الأردنية إلى عمان والعقبة، والبعض الآخر عبر مصر أو بحرا إلى قبرص.

وقالت وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريجيف في بيان "وفقا للتوجيهات الأمنية، نعمل على إعادة الإسرائيليين في أسرع وقت ممكن".