التعذيب بدلا عن الاغتيال لناشط عراقي مناهض لإيران
بغداد - عثرت الشرطة العراقية مساء السبت على الناشط العراقي علي المقدام، أحد رموز احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر الشعبية العام 2019 والمعروف بانتقاده الشديد للفصائل الموالية لإيران، بعد اختطافه مساء الجمعة، على ما أفاد مصدر في الشرطة.
وافادت مصادر امنية بظهور اثار تعذيب على جسد المقدام الذي اختفى في ظروف غامضة بعد ظهر الجمعة في بغداد، على ما كتبت والدته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد مصدر في الشرطة مساء السبت، إنه تم العثور على الصحافي الشاب الذي اختفى بعد تعرضه لتهديدات في الفترة الأخيرة، في جنوب بغداد ونقل بعدها لأحد المستشفيات لتلقي العلاج.
وقال الناشط إنه تعرض للخطف والضرب عقب تلبيته دعوة لموعد في احد مقاهي حي الكرادة في وسط بغداد، الأمر الذي أثار موجة غضب عبر عنها ناشطون شباب على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونشر المقدام نهاية حزيران/يونيو مقالاً على موقع برعاية معهد واشنطن ندد فيه بعشرات الاغتيالات التي طالت ناشطين منذ الانتفاضة الشعبية في تشرين الأول/أكتوبر 2019.
وكان المقدام أحد رموز ذلك الحراك الشعبي الذي هز العراق مطالبا بإصلاحات سياسية شاملة والحد من قبضة إيران على البلاد، ووُجه بقمع دموي خلف أكثر من 600 قتيل وثلاثين آلف جريح واختفاء عشرات من رموزه.
وتعرض هذه الناشط خلال الفترة الماضية، لتهديدات دفعته للهجرة إلى تركيا والبقاء لبعض الوقت فيها قبل أن ينتقل إلى أربيل عاصمة أقليم كردستان الشمالي، ولم تمض على عودته لبغداد إلا ثمانية أيام فقط، بحسب عائلته.
والجمعة، أعلنت والدة المقدام عبر وسائل التواصل الاجتماعي اختفاء نجلها من منطقة الكرادة ببغداد، وأكدت أنه تلقى تهديدات من جهات لم تكشف عنها قبل اختفائه.
وكان يُخشى على المقدام من الاغتيال وهو أمر تكرّر في هجمات اختفى بعدها الفاعلون تحت جنح اللي في بلد تفرض فيه فصائل مسلّحة سيطرتها على المشهدين السياسي والاقتصادي.
ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العراق قبل حوالي سنتين، تعرّض أكثر من 70 ناشطاً لعملية اغتيال أو محاولة اغتيال، في حين اختطف عشرات آخرون لفترات قصيرة.