الجزائر تسعى لاحداث توازن في علاقتها مع ايران ودول الخليج
الكويت - قال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، إن بلاده لن تقبل المساس بأمن دول الخليج، وإن ما يمس هذه البلدان العربية يمس بلاده في اقوى تصريح لتبون بشان التهديدات التي تتعرض لها دول خليجية من قبل ميليشيات وجماعات موالية لايران.
وكان تبون يتحدث في لقاء مع الجالية الجزائرية بالكويت، مساء الثلاثاء، في أول أيام زيارته للبلد الخليجي قادما من قطر التي مكث فيها 3 أيام، شارك خلالها في القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، وفق وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
وأضاف الرئيس الجزائري "بالنسبة إلى الخليج، على الرغم من البعد الجغرافي، فإننا في المغرب العربي نحاول الاقتراب منهم والدفاع عنهم وما يمسهم يمسنا، ومن يمس الكويت أو قطر أو السعودية كأنما مس الجزائر، فلن نقبل بذلك أبدا".
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أدانت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان، هجمات استهدفت العاصمة الإماراتية أبو ظبي، مؤكدة "تضامنها وتعاطفها مع الإمارات ورفضها المطلق لكل الأعمال التي من شأنها تقويض الأمن والاستقرار في هذا البلد وبالمنطقة".
ولم يوضح تبون نوع التهديدات التي تمس هذه الدول، مع العلم أن للجزائر علاقات توصف بالجيدة مع إيران، التي تتهمها أغلب دول مجلس التعاون الخليجي بتهديد أمن المنطقة، مقابل نفي من طهران.
ورغم ان العلاقات بين الجزائر وعدد من الدول الخليجية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية عرفت تقلبات خاصة في عهد الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة لكن يبدو ان تبون يسعى إلى إحداث نوع من التوازن في علاقات بلاده بالخليج وإيران.
ويرى مراقبون ان هذه السياسة الجزائرية تأتي في خضم التحالف الكبير والتاريخي بين المغرب والدول الخليجية خاصة وان عددا من هذه العواصم كالمنامة وابوظبي اعترفت بسيادة الرباط على إقليم الصحراء في مواجهة أطروحات جبهة البوليساريو المدعومة من النظام الجزائري.
بل ان الدولتين الخليجيتين فتحتا قنصليتين في مدينة العيون ودعمتا الجهود العسكرية للمغرب في مواجهة تهديدات الانفصاليين خلال الأزمة التي شهدتها الصحراء.
ويرى مراقبون ان الجزائر تسعى ربما لاقناع الدول الخليجية التي فتحت قنصليات لها في الصحراء المغربية لمراجعة خطواتها اضافة لمساع جزائرية لتطوير العلاقات الاقتصادية مع الخليج.
وكانت عدد من وسائل الإعلام القريبة من النظام والجيش الجزائري أبدت تأييدها لنهج حزب الله وإيران وهاجمت المغرب وعددا من دول الخليج بذريعة الدفاع عن القضية الفلسطينية ورفض التطبيع مع إسرائيل.
وتعتبر الدوائر الجزائرية ان حزب الله جماعة مقاومة في حين ترى اغلب دول الخليج ان الحزب الموالي لايران منظمة ارهابية تعمل على تهديد امن المنطقة.
لكن يبدو ان الرئيس الجزائري والنظام العسكري الداعم له يريدان فك العزلة الدولية للجزائر وذلك بإحداث تقارب حذر مع دول الخليج خاصة وان السلطات الجزائرية تريد لعب دور اكبر في عدد من الساحات العربية.