الجهاديون في نيجيريا يستقطبون الشباب عبر منصات التواصل

حسابات تابعة لجماعة بوكو حرام تنشط على 'تيك توك' بشكل متكرر وتتفاعل مع المتابعين وتجيب على الأسئلة وتتلقى هدايا رقمية يمكن تحويلها إلى نقود.

لاغوس - يتزايد في شمال شرق نيجيريا عدد الجهاديين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للتجنيد والدعاية لحملاتهم، خاصة عبر تطبيق "تيك توك"، في مقاطع يتم خلالها استعراض البنادق والقنابل اليدوية ورزم النقود.

وقُتل ما لا يقل عن 100 شخص في موجة جديدة من الهجمات الجهادية في شمال البلاد في أبريل/نيسان بينما أكد حاكم ولاية بورنو أن الجماعات المسلّحة أحرزت تقدما ميدانيا في الولاية.

وبثت هذه الحسابات مقاطع مباشرة مشتركة مع حسابات يديرها رجال يروجون لأيديولوجيات معادية للغرب بأسلوب يذكّر بمقاطع الفيديو التي نشرها في الأيام الأولى للتمرد الذي استمر 15 عاما زعيم بوكو حرام أبوبكر الشكوي الذي قتل في اشتباكات في 2021.

وكانت العصابات الإجرامية التي تداهم القرى وتقوم بالخطف مقابل طلب فدية في شمال غرب البلاد استخدمت تطبيق "تيك توك" سابقا.

وكتب بولاما بوكارتي نائب رئيس مؤسسة بريدجواي ومقرها تكساس على موقع إكس "بدأ الأمر بقطاع الطرق. ويقوم الآن أعضاء بوكو حرام بتقديم بث مباشر على تيك توك لنشر الدعاية وتبرير عنفهم ويهددون أي شخص يجرؤ على التحدث ضدهم".

وقال إن أحد مقاتلي الجماعة هدده في فيديو عبر التطبيق بسبب تصريحاته ضد الجماعة. وتم حذف هذا المقطع لاحقا.

ويتم الإبلاغ عن العديد من الحسابات على التطبيق وإغلاقها، ولكن خاصية البث المباشر على المنصة تزيد صعوبة مراقبة المحتوى الذي يتم نشره.

وقال متحدث باسم "تيك توك" إنه من الصعب تحديد عدد الحسابات المرتبطة بالمنظمات الإرهابية التي تم إغلاقها، فيما لا تزال العديد منها نشطة.

وأكد متحدث باسم الشركة أن "الجماعات الإرهابية والمحتوى المرتبط بها لا مكان لها على تيك توك، ونحن نتخذ موقفا لا هوادة فيه ضد تمكين التطرف العنيف على منصتنا أو خارجها".

وظهر في المقاطع التي تدوالتها عشرات الحسابات أفراد بزي رجال دين ووجوههم مكشوفة للكاميرا ويدعون إلى العنف ضد الحكومة ويتعاونون مع حسابات تعرض كميات من الأسلحة.

كما تنشر هذه الحسابات لقطات قديمة لمؤسس بوكو حرام محمد يوسف ولعيسى غارو السلفي الذي تم منعه من إلقاء الخطب في الأماكن العامة في ولاية النيجر لاستخدامه خطابا عنيفا ضد الديمقراطية والحضارة الغربية.

وتنشط هذه الحسابات بشكل متكرر وتتفاعل مع المتابعين وتجيب على الأسئلة وتتلقى هدايا رقمية يمكن تحويلها إلى نقود.

ويؤكد صديق محمد وهو جهادي سابق انشق عن التنظيم أن الجماعات المسلحة تتجه إلى "تيك توك" جزئيا بسبب حملة قوات الأمن على تطبيق الرسائل المشفرة "تلغرام"، مشيرا إلى معرفتهم بشعبية التطبيق في أوساط الشباب.

ويقول "أدرك الجهاديون أنه لجذب عقول الشباب عليهم مخاطبتهم باللغة التي يفهمونها - بدلا من الأساليب التعليمية والديماغوجية التقليدية المملة وغير الجذابة لهم"، مضيفا "تظهر المؤشرات أن هذا يؤتي ثماره على ما يبدو. إنهم يتواصلون مع مجندين محتملين من الشبان".

وأكد محللون أن استخدام أعضاء في الجماعات المسلحة لتطبيق "تيك توك" يمثل تحديا مباشرا للحكومة. وقال مالك صموئيل المحلل الأمني في مركز "الحوكمة الجيدة في أفريقيا" البحثي المقيم في أبوجا إن استخدام أعضاء الجماعة الشباب لنشر الدعاية تكتيك شائع لدى جماعة بوكو حرام.

وأوضح "أعتقد أن إظهار وجوههم استراتيجية لإظهار عدم خوفهم ولإعلام الذين يستهدفونهم بأنهم يتواصلون مع أشخاص حقيقيين".

وأعلن تطبيق "تيك توك" أنه دخل في شراكة مع منظمة "تكنولوجيا مكافحة الإرهاب" المدعومة من الأمم المتحدة لتحسين رصد وإزالة المحتوى المتطرف العنيف.

بينما أعلنت المنظمة أنها أنهت عملها مع التطبيق في 2024. وأكد المتحدث باسم التطبيق "تنص إرشادات مجتمعنا بوضوح على أننا لا نسمح بوجود منظمات أو أفراد عنيفين أو يروجون للكراهية على منصتنا"، مضيفا "سنتخذ دائما إجراءات بشأن المحتوى الذي يثبت انتهاكه لهذه السياسات".