الجيش الإسرائيلي يقتحم جنين للمرة الثانية خلال شهر
رام الله - اقتحمت قوة من الجيش إسرائيلي الخميس مدينة جنين شمالي الضفة الغربية بحسب شهود عيان حيث أدت العملية لمقتل فلسطيني بينما يأتي الاقتحام تزامنا مع اقتحام مخيم بلاطة في الضفة بعد أكثر من شهر من عملية مماثلة اعتبرت الأعنف منذ 20 سنة وأدت لمقتل 12 فلسطينيا وجندي إسرائيلي.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان "استشهاد الشاب مصطفى الكستوني (32 عامًا) بعد إصابته برصاص الاحتلال في الرأس والصدر والبطن، خلال العدوان على جنين صباح اليوم".
وكان شهود عيان قد قالوا إن قوة إسرائيلية اقتحمت مدينة جنين بعدد "كبير" من الآليات العسكرية والجرافات مؤكدين أن مواجهات اندلعت بين عشرات الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، فيما سمع تبادل لإطلاق نار مع مسلحين.
وبين الشهود أن الجيش اعتقل مواطني اثنين في جنين، عقب تفجير مخبز وسط المدينة فيما اغلقت المحلات ابوابها..
وتشهد الضفة الغربية منذ بداية العام حالة توتر شديد إثر اقتحامات الجيش الإسرائيلي واعتداءات المستوطنين على القرى والبلدات الفلسطينية.
وفي 3 يوليو/تموز الماضي، أطلقت إسرائيل عملية عسكرية استمرت نحو 48 ساعة في مدينة جنين ومخيمها استخدمت فيها مروحيات وطائرات مسيرة وقوات برية بزعم ملاحقة مسلحين.
ويأتي استمرار العمليات الإسرائيلية في جنين ومناطق في الضفة الغربية رغم الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة ودول في المنطقة ترتبط باتفاقيات سلام مع الدولة العبرية لوقف استهداف الفلسطينيين.
ويحرض وزراء اليمين المتشدد في حكومة بنيامين نتنياهو على مثل هذه الاقتحامات بذريعة حماية المستوطنين فيما تحذر المعارضة الاسرائيلية من تداعياتها.
الانتهاكات الإسرائيلية ستؤدي إلى خروج الأمور عن السيطرة
وطالب وزراء متشددون مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي وزعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بضرورة استعادة كامل الضفة وتعزيز الاستيطان واصفين الفلسطينيين بالارهابيين.
وقالت الرئاسة الفلسطينية، الأربعاء، إن مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي العبث بالأمن والاستقرار "ستؤدي إلى تفجر الأوضاع" وذلك في بيان لمتحدث الرئاسة نبيل أبو ردينة، نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عقب تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية بمخيم بلاطة شمال الضفة الغربية فجر خلاله مقرا لحركة "فتح" ومنزلا.
وقال أبو ردينة إن "مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي العبث بالأمن والاستقرار ستؤدي إلى تفجر الأوضاع" مضيفا أن "الانتهاكات الإسرائيلية ستؤدي إلى خروج الأمور عن السيطرة، الأمر الذي تتحمل مسؤوليته إسرائيل وحدها".
وأردف "هذه الحكومة اليمينية المتطرفة مستمرة في سياساتها الهادفة إلى جر المنطقة إلى مربع العنف والتوتر عبر الاستمرار في سياسة اجتياح المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، التي كان آخرها مدينتي أريحا ونابلس (بالضفة الغربية)".
ولفت أبو ردينة إلى أن "الإدارة الأميركية تعلم جيداً أن الاستمرار بهذه السياسة الإسرائيلية كفيل بتفجير الأوضاع وعدم السيطرة عليها، لذلك عليها أن تتدخل وفوراً لوقف هذا الجنون الإسرائيلي الساعي إلى تدمير كل شيء".
وقال إن "طريق السلام واضح يتمثل في الانصياع إلى قرارات الشرعية الدولية وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة كاملة، والبديل هو المزيد من العنف والتصعيد الذي لا يمكن للمنطقة والعالم تحمل نتائجه الكارثية".
وكان الجيش الإسرائيلي قد نفذ فجر الأربعاء، عملية في مخيم بلاطة للاجئين قرب مدينة نابلس، فجر خلالها مقرا لحركة "فتح" ومنزلا.