الحشد العراقي على خطى الثوري الإيراني في بناء إمبراطورية اقتصادية

مجموعة المهندس توقع مذكرة تفاهم مع شركة "سي.إم.إي.سي" الصينية تشمل التعاون في مختلف مجالات الإعمار والبناء الهندسي والتجارة والخدمات ومشاريع الطاقة.

بغداد - وقّعت مجموعة المهندس المملوكة للدولة العراقية والمرتبطة بقوات الحشد الشعبي، التي تضم الفصائل الموالية لإيران، مذكرة تفاهم موسعة مع شركة 'سي.إم.إي.سي' الصينية العملاقة للبناء في أول اتفاق معلن مع شركة دولية، فيما تؤشر هذه الخطوة على أن هيئة الحشد الشعبي تسير على خطى الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني على طريق تأسيس إمبراطورية اقتصادية، وسط مخاوف من تنامي نفوذ الجمهورية الإسلامية في جارتها الغربية عبر تغوّل الميليشيات المتحالفة معها.

وأعلنت قوات الحشد الشعبي في بيان أن "مذكرة التفاهم بين الشركتين تشمل التعاون في مختلف مجالات الإعمار والبناء الهندسي والتجارة والخدمات ومشاريع الطاقة وذلك بهدف التعاون في إقامة مشاريع مشتركة بين الجانبين".

وتأسست مجموعة المهندس عام 2022 بعد أن شكل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني حكومة جديدة بدعم من أحزاب وجماعات مسلحة شيعية في الأساس ولكثير منها صلات وثيقة بإيران.

وتتمتع شركة المهندس العامة للمقاولات الإنشائية والهندسية والميكانيكية والأعمال الزراعية والصناعية بصلاحيات واسعة للعمل في قطاعات كثيرة مما يميزها عن غيرها من الشركات الحكومية العراقية التي عادة ما تكون محدودة النطاق.

ويعرف معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى شركة المهندس بأنها "كيان تجاري تسيطر عليه ميليشيات المقاومة العراقية وفصائلها السياسية وتملكه قوات الحشد الشعبي مشابه لشركة "خاتم الأنبياء" الإيرانية المملوكة من الحرس الثوري الإسلامي، المصنف على اللائحة الأميركية للتنظيمات الإرهابية".

وينظر سياسيون عراقيون إلى الحشد الشعبي على أنه قوة رديفة للجيش ويتمتع بصلاحيات واسعة وله أذرع في مؤسسات الدولة، ما يعبد له الطريق لتحقيق كافة أهدافه.

ووفق المصدر نفسه "تشكل شركة المهندس الأداة التجارية التي تتمتع بأفضليات ومزايا فريدة في الفوز بعقود الأعمال والمصممة للعمل في نطاق لا محدود من الأنشطة والقطاعات والحصول على أنواع غير محدودة من الأصول الحكومية".

وتتمتع الشركة بحزمة من التسهيلات تتيح لها الاستثمار في مختلف القطاعات، فيما تحظى بمعاملة تفضيلية في المناقصات الحكومية وتحدد شروطها وأحكامها الخاصة وهي معفاة من تلبية متطلبات الضمان المطلوبة من الشركات الأخرى.

وينظر إلى شركة المهندس على أنها كيان اقتصادي تديره قوات الحشد الشعبي قادر على الفوز بصفقات حكومية بمليارت الدولارات دون المرور عبر آلية المناقضة، مثلما هو الحال بالنسبة إلى شركة "خاتم الأنبياء" الإيرانية التي تعكس استغلال الحرس الثوري لنفوذه في بناء إمبراطورية اقتصادية وشبكات مالية واسعة، ما أهّله ليكون دولة داخل الدولة، فيما تتطابق هذه التجربة مع المسار الذي اتبعه حزب الله في اكتساب قوة اقتصادية.

وعبر منتقدون، من بينهم محللون ودبلوماسيون غربيون، عن مخاوفهم من استخدام مجموعة المهندس لتعزيز نفوذ الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في الدولة العراقية وأنها يمكنها أن توفر مصدرا قويا جديدا للعائدات.

ويقول مؤيدون للشركة إنها قد تكون أداة فعالة للمساعدة في إعادة بناء وتطوير بلد دمرت سنوات الحرب بنيته التحتية بما في ذلك اعتمادها على آلاف الموظفين في قوات الحشد الشعبي وجناحها الهندسي.

ووقع مذكرة التفاهم رئيس قوات الحشد الشعبي فالح الفياض الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات في عام 2021 بسبب اتهامه بانتهاكات لحقوق الإنسان أثناء احتجاجات مناهضة للحكومة في عام 2019 قُتل فيها مئات الأشخاص. ونفى الفياض كل هذه الاتهامات.