الحلبوسي يتمسك بمرشح تقدم لرئاسة البرلمان وسط انقسام سني

المحكمة الاتحادية العليا ترد دعوى إلغاء جلسة للبرلمان كانت مخصصة لانتخاب رئيس جديد للمجلس وشابها الكثير من الجدل.

بغداد - جددت كتلة تقدم النيابية الاثنين، تمسكها بترشيح شعلان الكريم، لمنصب رئيس مجلس النواب العراقي، فيما أشارت إلى أن حسم هذا الاستحقاق سيكون بعد عيد الفطر، وسط خلافات محتدمة بين أطراف المكون السني حول المرشح.

وقال النائب عن الكتلة برهان ناصر، لوكالة شفق نيوز المحلية، إن "المباحثات جارية بين الكتل والإطار التنسيقي بشأن انتخاب رئيس مجلس النواب، وهذه المباحثات قائمة على الاستحقاقات الانتخابية والتي على إثرها شُكلت حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني".

وأضاف ناصر أن "كتلة تقدم النيابية صاحبة الاستحقاق والحق في اختيار المرشح لمنصب رئيس مجلس النواب، وبعد العيد سيتم اختيار رئيس جديد للمجلس". وأشار إلى أن "النائب شعلان الكريم ما يزال مرشح تقدم لمنصب رئيس البرلمان، وأي شخصية يتوافق عليها تقدم والإطار التنسيقي لا ضرر بها لتسلم المنصب".

وأخفق مجلس النواب العراقي لمرات عدة، في اختيار رئيس له خلفاً لمحمد الحلبوسي، المستبعد من المنصب بقرار من المحكمة الاتحادية الذي قضى بإنهاء عضويته، بينما كشفت مصادر في البرلمان العراقي عن جهود مكثفة يبذلها العديد من النواب المستقلين والمنتمين لمختلف التيارات والأحزاب، بهدف تسريع عملية انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، باعتبار ان التعجيل في انتخاب رئيس البرلمان يساهم في الاستقرار السياسي.

وأشارت المصادر إلى أن هذه المبادرة تأتي في إطار محاولات النواب لضمان استمرارية عمل البرلمان وتفعيل دوره التشريعي والرقابي، حيث أعرب العديد منهم عن استيائهم من تعطيل العمل البرلماني نتيجة غياب رئيس المجلس.

وعبر النواب عن تخوفهم من استمرار تعثر عمل المجلس النيابي، مما يؤدي إلى ضعف السلطة التشريعية وتقويض العملية الديمقراطية في العراق، وهو ما يعتبرونه تهديداً للمصلحة الوطنية واستقرار البلاد.

واليوم الاثنين ردت المحكمة الاتحادية العليا دعوى إلغاء جلسة للبرلمان، كانت مخصصة لانتخاب رئيس جديد للمجلس وشابها الكثير من الجدل.

وأكد مصدر في المحكمة، أن "المحكمة الاتحادية، ردت الدعوى رقم 22 اتحادية 2024، المقامة من قبل النائبين هييت الحلبوسي وأحمد مظهر الجبوري، لإلغاء الجلسة رقم 1 للسنة التشريعية الثالثة، الفصل التشريعي الأول المنعقدة بتاريخ 13 كانون الثاني 2024، والمخصصة لانتخاب رئيس جديد للمجلس، وإلغاء القرارات كافة الصادرة عنها إضافة إلى النتائج، لعدم الاختصاص".

وعقد مجلس النواب مساء السبت 13 يناير /كانون الثاني الماضي، جلسة استثنائية لاختيار رئيس مجلس النواب الجديد، وانتهت الجولة الأولى من التصويت، بفوز حزب "تقدم" شعلان الكريم بـ152 صوتاً من أصل 314 صوتاً، وجاء خلفه النائب سالم العيساوي بـ97 صوتاً، والنائب محمود المشهداني بـ48 صوتاً، والنائب عامر عبد الجبار بـ6 أصوات، والنائب طلال الزوبعي بصوت واحد، إلا أن مشادات كلامية حصلت داخل قاعة المجلس ما اضطر رئاسة المجلس إلى رفع الجلسة حتى إشعار آخر ولم تُعقد جلسة أخرى لغاية إعداد هذا التقرير.

ومنذ إنهاء عضوية الحلبوسي في مجلس النواب، عقد المجلس جلسات عدة إلا أنه لم يطرح الموضوع في تلك الجلسات بسبب عدم اتفاق رؤساء الكتل السياسية على المرشح البديل.

وأفاد الشيخ عبد الرزاق الاحمد الدليمي، أحد المقربين من حزب تحالف السيادة في محافظة الانبار، باتساع شدة الخلافات بين الحلبوسي ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر.

وقال الدليمي ان " العلاقة بين الحلبوسي والخنجر انتهت على خلفية رفض الحلبوسي تأييد ترشيح سالم العيساوي لمنصب رئيس مجلس النواب خلفا له". واضاف أن "خلافات بين الطرفين عميقة وزادت من حدة الانقسامات، متوقعا ظهور انقسامات حادة ستقضي على مستقبل الحلبوسي وانهاء دوره بشكل تام في المرحلة المقبلة بعد ان فشلت كافة مساعيه في البقاء كقائد سني بارز في المعادلة السياسية".