الحوثيون مع تمديد هدنة الشهرين لكن وفق شروط جديدة

رئيس المجلس السياسي الأعلى في حكومة الأمر الواقع بصنعاء يلمح إلى رفض تمديد هدنة الشهرين ما لم تشمل تحسين المزايا الإنسانية والاقتصادية في أي تهدئة قادمة.

صنعاء - مع اقتراب هدنة الشهرين من انتهائها، ألمح الحوثيون إلى عدم رضاهم عنها رافعين سقف مطالبهم من أجل تحسين شروط تمديدها وهو أمر طالبت به الأمم المتحدة التي طلبت دعما من مجلس الأمن الدولي لاستمرار التهدئة الحالية على أمل أن تشكل أساسا لاستئناف مفاوضات السلام المجمدة.

وفي ما يبدو انه محاولة للضغط على الحكومة اليمنية والتحالف العربي بقيادة السعودية، قال مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى في حكومة الأمر الواقع بصنعاء إن جماعة الحوثي ليست ضد تمديد الهدنة الحالية التي توسطت فيها الأمم المتحدة، لكنه وصفها بأنها "لم تكن مشجعة بما يكفي".

وأضاف المشاط في كلمة بثتها اليوم الأحد قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران "نؤكد أننا لسنا ضد تمديد الهدنة، ولكن ما ليس ممكنا هو القبول بأي هدنة تستمر فيها معاناة شعبنا وهو ما يجعلني أدعو إلى تعاون حقيقي ومشجع يفضي إلى تحسين المزايا الإنسانية والاقتصادية في أي تهدئة قادمة".

وتأتي تصريحاته قبل عشرة أيام من نهاية هدنة الشهرين، ما يشير إلى رغبة الحوثيين في انتزاع المزيد من المكاسب على ضوء الدفع الدولي للتهدئة في اليمن.

وكان الحوثيون قد أعلنوا يوم الأربعاء الماضي أنهم "يدرسون" تمديدا محتملا للهدنة التي تتوسط فيها الأمم المتحدة والمقرّرة لفترة شهرين. وقالت وكالة سبأ التابعة للجماعة الشيعية "سيدرس المجلس السياسي الأعلى في اليمن طلب تمديد الهدنة التي تنتهي في 2 يونيو (حزيران)".

وتصريحات المشاط تبدو ردا على مطالب تمديد الهدنة، حيث يسعى الحوثيون إلى الاستفادة سياسيا واقتصاديا من سريان التهدئة لجهة إعادة ترتيب صفوفهم والتقاط الأنفاس بينما سبق لهم أن قوضوا اتفاقيات سابقة كانت رعتها الأمم المتحدة وكانت تشكل حيها أساسا لدعم جهود إحياء مفاوضات السلام.

وقال الأحد، إن "صمود الهدنة يعود للمستوى العالي من الصبر وضبط النفس الذي تحلت به صنعاء"، بينما تشير تقارير متطابقة بما فيها تلك الصادرة عن الأمم المتحدة عن انتهاك المتمردين (الحوثيين) مرارا للهدنة.

لكن جماعة الحوثي تزعم في المقابل أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية والذي كان دوره مفصليا في إرساء هدنة الشهرين، هو من انتهك الهدنة مرارا.

وادعى المشاط في تصريحاته التي حاول من خلالها رسم ملامح أي هدنة جديدة بعد الثاني من يونيو/حزيران، أن "المواطن لم يلمس فارقا محرزا بين الهدنة وعدم الهدنة التي لم تكن مشجعة بما يكفي" في مزاعم تتناقض مع تأكيد الأمم المتحدة أن الهدنة ساعدت كثيرا في تحسين الوضع الإنساني في اليمن وأنها تمهد لوضع أفضل مع استمرار جهود الإغاثة.

وزعم المشاط كذلك أن التحالف العربي "أعاق تسيير الرحلات إلى وجهاتها المحددة باستثناء رحلتين فقط وعرقل حركة السفن بطريقة سلسلة".

والاثنين الماضي نقلت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية عشرات المسافرين من صنعاء إلى عمّان، في أول رحلة تجارية منذ ست سنوات تنطلق من العاصمة الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين.

وفيما يخص حركة السفن كان الوسيط الأممي هانس غروندبرغ قد أعلن في الفترة الأخيرة أن الحكومة اليمنية "سمحت بدخول 11 سفينة محملة بالوقود إلى ميناء الحديدة حتى الآن"، مؤكدا أن ذلك يفوق كمية الوقود التي وصلت الميناء طوال الستة أشهر التي سبقت الهدنة".

وأوضح كذلك أنه بخصوص الالتزام بعقد اجتماع حول فتح الطرق في تعز (جنوب غربي البلاد) ومحافظات أخرى، أن الحكومة اليمنية "حددت كمسؤولين للتواصل من جهتها لحضور اجتماع ترعاه الأمم المتحدة حسب بنود الهدنة وننوي تنظيم اجتماع في عمَّان في أقرب وقت ممكن فور تعيين أنصار الله لممثليهم".

وفي الثاني من أبريل/نيسان دخلت هدنة حيز التنفيذ بوساطة من الأمم المتحدة، على أن تستمر لشهرين. ويشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، ما يمثّل بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب مدمرة.