الحوثيون يدرسون تمديد هدنة الشهرين

إعلان الحوثيين يأتي بعد يوم من طلب الوسيط الأممي من مجلس الأمن الدولي دعم تمديد الهدنة قبل أسبوعين من انتهائها، مشيرا إلى أن اليمن لا يحتمل العودة إلى وضع ما قبل التهدئة من تصعيد عسكري وجمود سياسي.
صمود هدنة الشهرين يمهد لتجديدها والبناء عليها لإحياء مفاوضات السلام
الوسيط الأممي يتحدث عن مؤشرات ايجابية منذ بداية الهدنة في ابريل

دبي - أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن الأربعاء أنهم "يدرسون" تمديدا محتملا للهدنة التي تتوسط فيها الأمم المتحدة والمقرّرة لفترة شهرين. وقالت وكالة سبأ التابعة للجماعة الشيعية "سيدرس المجلس السياسي الأعلى في اليمن طلب تمديد الهدنة التي تنتهي في 2 يونيو (حزيران)".

والاثنين نقلت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية عشرات المسافرين من صنعاء إلى عمّان، في أول رحلة تجارية منذ ست سنوات تنطلق من العاصمة الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، قد طالب مساء أمس الثلاثاء بدعم من مجلس الأمن الدولي لتمديد الهدنة الإنسانية المعلنة منذ أبريل/نيسان الماضي لمدة شهرين قابلة للتمديد.

وقال في كلمة للصحفيين عقب جلسة مشاورات مغلقة مع مجلس الأمن الدولي"إن الهدنة لا تزال صامدة رغم التقارير عن خروقات متبادلة بين أطراف النزاع (الحوثيين والحكومة ) منذ اليوم الأول".

وأكد أن اليمن لا يحتمل العودة إلى وضع ما قبل الهدنة من تصعيد عسكري وجمود سياسي مستمرين وأنه "سيستمر في التحاور مع الأطراف لتخطي التحديات القائمة وضمان تمديد الهدنة".

وأضاف "في الأسابيع الستة الماضية شهدنا تأثير إيجابي ملحوظ على الحياة اليومية للكثير من اليمنيين، فقبل عدة أشهر ربما ظن الكثيرون أن تحقيق هذه الخطوة هو أمر مستحيل"، موضحا أنه على مدار الأسابيع الست الماضية "انخفض عدد الضحايا في صفوف المدنيين بشكل ملموس. وكذلك انخفضت وتيرة القتال إلى درجة كبيرة فلم تُسجَّل أي هجمات جوية عابرة للحدود من اليمن ولم تكن هناك ضربات جوية مؤكدة داخل اليمن".

وتابع "شهدت الجبهات في جميع أنحاء اليمن هدوء ملحوظا. وهناك تقارير تفيد بزيادة القدرة على الوصول إلى المساعدات الإنسانية بما شمل مواقع على  الخطوط الأمامية كان من الصعب للغاية الوصول إليها قبل الهدنة، لكنَّنا ما زلنا مع ذلك وبالرغم من الانخفاض الكلي، نرى تقاريرا مقلقة بشأن استمرار القتال بما شمل أحداث أدت إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين في عدة مناطق بما فيها تعز والضالع".

ولفت إلى انطلاق رحلة تجارية جوية هي الأولى منذ ست سنوات من مطار صنعاء الدولي ووصلت الأردن يوم الاثنين. وعادت رحلة أخرى محمّلة بركاب يمنيين من عمَّان إلى صنعاء.

وأضاف أنه يعمل مع جميع المعنيين لضمان انتظام الرحلات الجوية من مطار صنعاء وإليه خلال مدة الهدنة وأنه يسعى لبحث آليات مستدامة لإبقاء المطار مفتوحا أمام المسافرين "وهناك رحلة ثانية من المقرر إقلاعها يوم الخميس".

 وفيما يخص ميناء الحديدة (غربي البلاد)، أفاد الوسيط الأممي بأن الحكومة اليمنية "سمحت بدخول 11 سفينة محملة بالوقود إلى ميناء الحديدة حتى الآن. يفوق ذلك كمية الوقود التي وصلت الميناء طوال الستة أشهر التي سبقت الهدنة".

وبخصوص الالتزام بعقد اجتماع حول فتح الطرق في تعز (جنوب غربي البلاد) ومحافظات أخرى، أوضح غجروندبرغ أن الحكومة اليمنية "حددت كمسؤولين للتواصل من جهتها لحضور اجتماع ترعاه الأمم المتحدة حسب بنود الهدنة وننوي تنظيم اجتماع في عمَّان في أقرب وقت ممكن فور تعيين أنصار الله لممثليهم".

وفي الثاني من أبريل/نيسان دخلت هدنة حيز التنفيذ بوساطة من الأمم المتحدة، على أن تستمر لشهرين. ويشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، ما يمثّل بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب مدمرة.

ويدور النزاع في اليمن بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال وغرب البلاد وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّب النزاع بمقتل نحو 180 ألف شخص بشكل مباشر أو بسبب تداعيات الحرب، وفق الأمم المتحدة.

ويتهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف وبينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، إلى علاج طبي عاجل لا يتوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير.

ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.