الحوثيون يلغّمون مسار تسوية الأزمة بملف الأسرى

متحدث فريق الحكومة المفاوض بشأن الأسرى يؤكد أن ميليشيا الحوثي تستمر في استغلال واستخدام ملف الأسير محمد قحطان للمزايدة الإعلامية وتصر على وضع العراقيل والعقد بهدف عدم الكشف عن مصيره.
الحكومة اليمنية تشدد على أهمية الدور الأميركي في دعم الجهود الدولية لإحلال السلام

صنعاء - تبادلت الحكومة اليمنية وجماعة "الحوثي" اليوم الخميس الاتهامات بتعثر تبادل زيارات أسرى الطرفين واستغلال ملف الأسير السياسي محمد قحطان، بينما لا تلوح في الأفق أي بوادر عن انطلاق الجولة الجديدة من مفاوضات تبادل السجناء بين الجانبين والتي كانت مقررة في 15 مايو/أيار الجاري، فيما بدأ الحوثيون منذ مدة في نقل السلاح إلى جبهات عديدة وتجنيد آلاف المقاتلين، ما يؤشر على استعدادهم للحرب وبالتالي تقويض فرص إحلال السلام باليمن.
وقال مسؤول ملف الأسرى بجماعة الحوثي عبدالقادر المرتضى، في بيان إنه "تم إبلاغنا من قبل الأمم المتحدة أن طرف مرتزقة مأرب (يقصد الحكومة) رفضوا العرض المقدم من قبلنا بالإفصاح عن مصير محمد قحطان، مقابل أن يفصحوا عن مجموعة من الأسرى والمعتقلين في سجونهم، قدمنا بهم كشفا قبل أيام".
وأضاف "هذا يدل على أن هدفهم ليس كشف مصير قحطان بقدر ما هو محاولة لعرقلة هذا الملف الإنساني وإفشال كل الجهود المبذولة لاستكمال عمليات التبادل المتفق عليها"، دون مزيد من التفاصيل.
وقحطان، قيادي بارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح (أكبر حزب إسلامي في اليمن) وأحد 4 أشخاص مشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي 2216 لعام 2015، الذي يلزم الحوثيين بإطلاق سراحهم.
وأطلقت الجماعة حتى اليوم الخميس سراح 3 أشخاص من المشمولين بالقرار هم وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي شقيق الرئيس السابق عبدربه منصور هادي وقائد اللواء 119 مشاه اللواء فيصل رجب.
بينما لا يزال مصير قحطان مجهولا منذ اختطافه من منزله في صنعاء بعد وقت قصير من اندلاع المعارك في مارس/آذار 2015.
بدوره قال متحدث فريق الحكومة المفاوض بشأن الأسرى ماجد فضائل، إن "ميليشيا الحوثي تستمر في استغلال واستخدام ملف محمد قحطان للمزايدة الإعلامية وتصر على وضع العراقيل والعقد في عدم الكشف عن مصيره".
وأضاف في تغريدة، أن جماعة "الحوثي ترفض السماح لأسرته بزيارته وهو حق أصيل لأهله وذويه وتستمر في إخفائه طوال 8 سنوات".
وتابع "منذ اختطاف قحطان تضع الجماعة كل مرة اشتراطات جديدة (..) موقفنا واضح منذ اتفاق ستوكهولم عام 2018، أنه لا يجب تسييس هذا الملف الإنساني والمتاجرة بمعاناة المختطفين والأسرى والتلاعب بمشاعر ذويهم"، مشددا على أن "ميليشيا الحوثي تصر إصرارا عجيبا وغريبا على العرقلة والتعطيل".
وفي 16 أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استكمال إطلاق سراح نحو 900 محتجز في اليمن ضمن صفقة تبادل بين الحكومة والحوثيين، عقب مشاورات بين الطرفين عقدت بسويسرا.
وكان عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عثمان مجلي قد أكد منذ يومين أن ميليشيا الحوثي تنقل كميات كبيرة من السلاح الثقيل بين الجبهات وشرعت في تجنيد الأطفال في المراكز الصيفية وتعمل بوتيرة عالية على حفر خنادق مموهة وتستحدث مواقع عسكرية ومنصات لإطلاق الصواريخ لشن هجماتها العدوانية في الداخل والخارج بما في ذلك استهداف ممر الملاحة البحرية.

كما هدد زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي الثلاثاء باتخاذ إجراء عسكري ضد أي محاولة من قبل الحكومة اليمنية لإعادة تصدير النفط المتوقف منذ 8 أشهر.

 وفي سياق متصل أكد مجلس التعاون الخليجي اليوم الخميس دعمه لكافة الجهود الهادفة إلى إنهاء الحرب في اليمن بناء على المرجعيات الثلاث، وفق ما أكده الأمين العام للمجلس جاسم البديوي خلال لقائه مع وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك في مقر الأمانة العامة للمجلس بالرياض.
وبحث البديوي وبن مبارك "تطورات الأوضاع على الساحة اليمنية والتحديات الاقتصادية والتنموية التي تواجهها الحكومة اليمنية، إضافة إلى عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك"، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وأكد البديوي "موقف مجلس التعاون الخليجي الثابت في دعم مجلس القيادة الرئاسي وحكومته الشرعية، وحرصه على وحدة واستقرار اليمن".
كما شدد على "دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام باليمن وفق المرجعيات الثلاث، وبذل المزيد من الجهود في تقديم كافة أوجه الدعم والمساعدات التنموية ورفع المعاناة الإنسانية".
والمرجعيات الثلاث يُقصد بها المبادرة الخليجية (2011) ومخرجات الحوار الوطني اليمني (2013) وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، فيما أشاد بن مبارك بـ"دعم التعاون الخليجي لمجلس القيادة الرئاسي"، معربا عن "تقديره التام لكافة المساعدات التنموية والإغاثية والإنسانية المقدمة من الأشقاء في مجلس التعاون إلى الشعب اليمني"، بحسب الوكالة.
بدوره أكد مجلس القيادة الرئاسي في اليمن أهمية دور الولايات المتحدة في دعم جهود كل من السعودية وسلطنة عمان لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن،

وشدد عضو المجلس سلطان العرادة خلال لقائه السفير الأميركي لدى بلاده ستيفن فاجن في العاصمة السعودية الرياض على "أهمية الدور الأميركي في تعزيز الموقف الدولي لدعم جهود الأشقاء في السعودية وسلطنة عمان وإنجاح مساعيهم الرامية لإحلال سلام شامل ودائم في اليمن".
وجدد "التزام مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بنهج السلام الشامل والعادل القائم على الثوابت الوطنية والمرجعيات الأساسية"، فيما جدد فاجن تأكيد "موقف الولايات المتحدة الداعم لوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه والوصول إلى عملية سلام شاملة للتوصل إلى حل دائم للصراع في البلاد".
ويشهد اليمن منذ شهور تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية وقوات جماعة الحوثيين المدعومة من إيران والمسيطرة على محافظات ومدن بينها صنعاء منذ 2014.
ومنذ فترة تتكثف مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعمانية إلى صنعاء، إضافة إلى تحركات أممية ودولية متعددة للدفع بعملية السلام.
وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإحلال السلام منذ أن وقَّعت السعودية وإيران، بوساطة الصين في مارس/آذار الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين البلدين.