الخوف يهيمن على باكستان بعد هجوم دموي في بلوخستان

أسبوع من التفجيرات الدموية استهدفت تجمعات سياسية ترخي بظلالها على الوضع العام في باكستان وتبدد هدوء نسبيا رافق بداية الحملات التي تسبق الانتخابات العامة.

الهجمات الإرهابية تذكي المخاوف من عودة موجة عنف دامية
عشرات الأحزاب السياسية تشارك في الانتخابات
ثلاث هجمات أودت بحياة 152 شخصا على الأقل في أربعة أيام

إسلام أباد - بدد أسبوع من التفجيرات التي استهدفت تجمعات سياسية في باكستان الهدوء النسبي الذي رافق الحملات التي تسبق الانتخابات العامة وكان أحدث هذه التفجيرات هجوم انتحاري أدى إلى مقتل 130 شخصا على الأقل في تجمع بإقليم بلوخستان بجنوب غرب باكستان.

ومع تكثيف الحملات، أذكت الهجمات التي وقعت في مناطق مختلفة في البلاد المخاوف من وقوع المزيد من العنف في البلد المسلم الذي تقطنه 208 ملايين نسمة والذي يمكن أن تضم التجمعات السياسية فيه عشرات الآلاف.

وتشارك في الانتخابات التي تجرى يوم 25 يوليو/تموز عشرات الأحزاب السياسية وأبرز المنافسين هما حزب حركة الإنصاف بقيادة بطل الكريكت السابق عمران خان وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية – جناح نواز شريف الذي تعهد بالفوز بولاية ثانية رغم سجن مؤسسه رئيس الوزراء السابق في قضية فساد.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي وقع مساء الجمعة واستهدف تجمعا انتخابيا لحزب بلوخستان عوامي.

وسقط بين القتلى في هذا التفجير سراج رئيساني مرشح الحزب لعضوية مجلس إقليم بلوخستان.

وأظهر مقطع مصور رئيساني وهو يتحدث قبل وقوع الانفجار مباشرة ويوجه التحية لحشود جالسة على الأرض في خيمة كبيرة ثم وقع الانفجار وانقطع التسجيل.

وقال مسؤول في الحزب إن الهجوم لن يضعف آماله في الانتخابات.

الجيش الباكستاني سينشر نحو 371 ألف جندي في يوم الانتخابات المقررة في 25 يوليو لحماية مراكز الاقتراع وهو عدد يزيد بثلاثة أمثاله تقريبا على عدد القوات التي انتشرت في انتخابات عام 2013

وقال أنوار الحق كاكار العضو في مجلس الشيوخ عن حزب بلوخستان عوامي "إنها خسارة فادحة في ما يتعلق بالسيد رئيساني، لكن هل سيغير ذلك مسار الحزب السياسي؟ كلا".

وحتى الأسبوع الماضي كانت الحملات الانتخابية في باكستان سلمية نسبيا مقارنة بالهجمات المتكررة التي شنتها حركة طالبان باكستان خلال انتخابات عام 2013 والتي أدت إلى مقتل 170 شخصا، وذلك حسب ما تفيد إحصاءات من المعهد الباكستاني لدراسات السلام.

وأودت ثلاث هجمات خلال أربعة أيام بحياة 152 شخصا على الأقل.

ويوم الثلاثاء، فجر انتحاري من طالبان باكستان نفسه في تجمع لحزب عوامي الوطني في مدينة بيشاور بشمال غرب البلاد مما أدى لمقتل 20 شخصا.

ومن بين هؤلاء الضحايا هارون بيلور مرشح الحزب الذي قتل والده بشير بيلور القيادي البارز في الحزب في تفجير انتحاري بالمدينة عام 2012.

ويوم الجمعة وقع انفجار آخر استهدف موكبا لحزب ديني هو حزب مجلس العمل المتحد في بلدة بانو بشمال باكستان مما أدى لمقتل أربعة أشخاص.

ورغم أن العنف تراجع في باكستان بشكل عام في السنوات القليلة الماضية بعد هجوم للجيش على معاقل للمسلحين في شمال غرب البلاد، إلا أن حركة طالبان الباكستانية وتنظيم الدولة الإسلامية لا يزالان ينفذان هجمات عبر الحدود انطلاقا من أفغانستان.

وسينشر الجيش الباكستاني نحو 371 ألف جندي في يوم الانتخابات لحماية مراكز الاقتراع وهو عدد يزيد بثلاثة أمثال تقريبا على عدد القوات التي انتشرت في انتخابات عام 2013.