الذرة الحمراء الصينية تُثمر في غزة

تاجر فلسطيني ينقل هذا النوع من الذرة من مدينة شانتو إلى سكان القطاع العاجزين عن التنقل إلى الخارج بحرية.

غزة (فلسطين) - في حقل يقع شمالي قطاع غزة، نمت سيقان ورقية طويلة خبأت بين أوراقها الخضراء أكوازا من الذرة تعكس حباتها اللامعة مزيجا من الألوان بين الأحمر الياقوتي مع الأبيض والوردي.

ولأول مرة في القطاع ينمو هذا النوع من الذرة حلوة المذاق، مختلفة عن نظيرتها الصفراء أو البيضاء من حيث الحجم فتصنّف بأنها الأصغر بينهما.

ومن مدينة شانتو الصينية الساحلية، نقل التاجر الفلسطيني محمد أبوزيادة بذور الذرة الحمراء في يناير/كانون الثاني الماضي، إلى غزة ليجري هذه التجربة التي يقول إنها رائدة في القطاع الزراعي.

ويعبر أبوزيادة (30 عاما) وهو يتجول بين هذه الثمار الناضحة، عن سعادته بنجاح التجربة الأولى من نوعها في غزة.

وعلى مدار العامين السابقين، راودت أبوزيادة فكرة وصول هذا النوع من الذرة إلى قطاع غزة المحاصر إسرائيليا لأكثر من 16 عاما، تحقيقا لرغبته بمشاركة الثقافة الصينية مع السكان وإتاحة المجال لهم لخوض هذه التجربة.

وينمو هذا النوع من الذرة في الفترة الممتدة بين أوائل الصيف حتى فصل الخريف، بينما تتأثر بطبيعة المناخ في البلاد التي تزرع فيها.

ويعود أصلها إلى الأميركيتين الشمالية والجنوبية، حيث نشأت لأول مرة في وادي نهر "بالساس" جنوب وسط المكسيك، منذ أكثر من 9 آلاف عام.

ويقول أبوزيادة إنه تعرف على هذا النوع من الذرة منذ نحو عامين خلال جولة أجراها لعدة مدن صينية بغرض التجارة واستيراد البضائع.

وذكر أنه فضّل نقل هذه التجربة لسكان غزة الذين يعجزون عن التنقل إلى الخارج بحرية، وتردي أوضاعهم الاقتصادية بفعل الحصار الإسرائيلي منذ منتصف 2007.

ووفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن 61.6 بالمئة من سكان القطاع البالغ عددهم مليونين و300 ألف نسمة يعيشون حالة فقر، بينما بلغت نسبة البطالة مع نهاية 2022 حوالي 47 في المئة.

وأوضح الشاب الثلاثيني أنه تعاقد مع مزارع فلسطيني في أبريل/نيسان الماضي، ليشرف على عملية زراعة بذور الذرة الحمراء ونضج ثمارها.

وتابع "تعديد مصادر الدخل شكل حافزا ودافعا بالنسبة لي من أجل استيراد هذه البذور، خاصة وأن مهنتي التجارة فأهتم بإدخال ما هو جديد للقطاع"، مشيرا إلى أن المحصول الذي سينتج عن التجربة الأولى من زراعة الذرة الحمراء، سيتم توزيعه مجانا على كل من يرغب بتجربته.

وأفاد أبوزيادة بأنه سيعكف في الفترة المقبلة على استيراد كميات جديدة بغرض التجارة وبيعها للمزارعين، حيث يحتاج الدونم الواحد نحو 3-4 كيلوات من البذور، لافتا "نحن تجار نسافر للبحث عن البضاعة، حينما نرى منتجا جديدا نجلب كميات قليلة منه للتجربة فقط، وذلك لتفادي الخسارة في حال فشل المشروع".

ولاقت الذرة الحمراء رواجا واسعا في قطاع غزة سواء بين السكان أو على وسائل التواصل الاجتماعي، وفق التاجر الفلسطيني، مشيرا إلى استقباله عشرات الرسائل التي تطلب حجزا لهذا النوع من الذرة لتجربتها.

وعن مميزات الذرة الحمراء، يقول أبوزيادة إنها لا تحتاج لكميات كبير من المياه أو المبيدات أو الأسمدة.

كما تضفي هذه النباتات الموسمية مظهرا جماليا للحقل، بحسب أبوزيادة، وذلك لارتفاع ساقها وورقها العريض.

وفيما يتعلق بالقيمة الغذائية لهذه الثمرة، يكشف أبوزيادة أن الحبات الملونة تحتوي على مركب "الأنثوسيانين" (مواد عضوية لونية قابلة للذوبان في الماء)، والذي له خصائص مضادات أكسدة.

وبحسب مواقع علمية، فإن هذه الذرة تعد مصدرا للألياف تعمل على تنظيم الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى أنها مصدرا لفيتامين "أ" الذي يساهم في الحفاظ على صحة الأعضاء، كما تحتوي على عدد من العناصر الغذائية الأخرى مثل "الكالسيوم وفيتامين سي والحديد والبوتاسيوم والزنك والنحاس والفوسفور والمغنيسيوم".