الرباط وواشنطن تطلقان مناورات 'الأسد الإفريقي 2022' في أكادير

أكثر من 7 آلاف جندي من عشرة بلدان بينها البرازيل وتشاد وفرنسا والمملكة المتحدة يشاركون في مناورات 'الأسد الافريقي 2022' وهي اوسع مناورات عسكرية في افريقيا تجري بحضور مراقبين عسكريين من حلف الناتو ومن 15 بلدا شريكا، بينها إسرائيل التي تحضر للمرة الأولى.

أكادير (المغرب) - انطلقت مساء الاثنين التدريبات العسكرية "الأسد الإفريقي 2022" في نسختها الثامنة عشر وهي المناورات الأوسع في إفريقيا التي يطلقها المغرب والولايات المتحدة.

وتعد مناورات هذا العالم الأوسع من نوعها في القارة الإفريقية وتأتي هذه الدورة الجديدة، التي تحتضنها المملكة، في سياق إقليمي يطغى عليه استمرار التوتر مع الجارة الجزائر بسبب ملف النزاع في الصحراء المغربية.

ومالت كفة الدعم الدولي بشدة لمقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية كأساس لحل النزاع وكحل هو الأكثر واقعية لتسوية عقود من الصراع، لكن الجزائر الداعمة لجبهة البوليساريو الانفصالية لا تزال تؤجج النزاع من خلال رفضها وتحفظاتها على الاعترافات الدولية والإقليمية بمغربية الصحراء.

وإلى جانب المغرب يقام جزء من هذه التمارين أيضا في تونس والسنغال وغانا وتستمر حتى 30 يونيو/حزيران، بحسب ما أعلنت القيادة العسكرية الأميركية لإفريقيا (أفريكوم).

ويشارك في هذه التمارين أكثر من 7 آلاف جندي من عشرة بلدان، بينها البرازيل وتشاد وفرنسا والمملكة المتحدة بحضور مراقبين عسكريين من حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومن 15 "بلدا شريكا"، بينها إسرائيل التي تحضر للمرة الأولى.

وتهدف هذه التدريبات إلى "تقوية القدرات الدفاعية المشتركة في مواجهة التهديدات العابرة للبلدان والمنظمات المتطرفة العنيفة"، وفق ما أوضحت قيادة أفريكوم في بيان.

من جهته أشار المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية الجنرال بلخير الفاروق إلى "تضافر المقاربات" في مواجهة "التحديات الأمنية"، خلال افتتاح التدريبات في مدينة أكادير (جنوب).

ويتضمن برنامج "الأسد الإفريقي 2022" مناورات عسكرية برية وجوية وبحرية وتمارين للتطهير البيولوجي والإشعاعي والنووي والكيميائي. وتحتضنها مدينة القنيطرة، شمال الرباط، بالإضافة إلى عدة مواقع في الجنوب بينها منطقة المحبس عند الحدود مع الجزائر، بحسب ما أفادت القوات المسلحة الملكية في بيان.

وعلى غرار دورة العام الماضي يتضمن برنامج هذه الدورة تدريبات في القفز بالمظلات وإطلاق قذائف في مواقع، بعضها قريب من منطقة تيندوف الجزائرية قاعدة جبهة البوليساريو التي تنازع المغرب السيادة على الصحراء المغربية.

وتعد الولايات المتحدة حليفا رئيسيا للمغرب في هذا النزاع حيث تعترف منذ أواخر العام 2020 بسيادته على صحرائه، في إطار اتفاق ثلاثي تضمن أيضا استئناف المملكة لعلاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بعد أكثر من عقد من الجمود.

وتلى هذه التطورات إعلان الجزائر صيف العام الماضي قطع علاقاتها مع المغرب في اغسطس/اب متهمة المملكة بالقيام "بأعمال عدائية"، معبرة عن رفضها للتعاون الأمني بين المغرب وإسرائيل. و أعربت الرباط عن أسفها للقرار الجزائري و"رفض مبرراته الزائفة".

ويدور نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر حول الصحراء المغربيّة، التي تسيطر المملكة على نحو 80 بالمئة من مساحتها وتقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها كحل وحيد النزاع، بينما تطالب جبهة بوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير.

ويدعو مجلس الأمن كلا من المغرب وجبهة بوليساريو والجزائر وموريتانيا إلى استئناف المفاوضات المتوقفة منذ 2019، "بدون شروط مسبقة" من أجل "حل سياسي عادل ودائم ومقبول".