الرفاعي: السياحة الأردنية كنز هام وبحث دائم عن التطور

عمان - من عبد المجيد ابو خالد
الرفاعي مرتاح للنتائج، والاردن يجتذب المزيد من الاستثمارات (فندق لو رويال عمان يفتتح الشهر القادم)

أعرب وزير السياحة والآثار الدكتور طالب الرفاعي عن ارتياحه لارقام الحركة السياحية في الاردن برغم الاحداث السياسية الساخنة التي تعيشها المنطقة وتحديدا بعد احداث 11 ايلول العام الماضي.
وقال الوزير ان الايرادات السياحية العام الماضي بلغت اكثر من 500 مليون دينار واقتربت نسبتها من 10 بالمائة من الناتج القومي الاردني.
وأوضح ان ترتيب السياحة في رفد خزينة الدولة والوطن بالعملات الصعبة جاء ثانيا بعد تحويلات العاملين بالخارج مشيرا الى ان 40 بالمئة من الصادرات الوطنية سياحية.
وبين الدكتور الرفاعي ان العمالة في القطاع السياحي لم تضرر من الظروف الصعبة التي تشهدها السياحة في العالم بعد احداث 11 ايلول، وأوضح ان هناك27 الف شخص يعملون في هذا القطاع بالمملكة بشكل مباشر و115 ألف يستفيدون بشكل غير مباشر منه وبنسبة اجمالية تزيد عن10 بالمائة من القوى العاملة الاردنية.
واستنادا الى ارقام ذكرها الوزير فان عدد القادمين الى الاردن العام الماضي بلغ 3.5 مليون شخص منهم مليون و400 الف سائح تقريبا مبينا ان عدد القادمين من الدول العربية ارتفع بنسبة 25 بالمائة حيث زار الاردن حوالي963 الف زائر منهم 873 الفا من دول الخليج العربي و90 الفا من لبنان.
ووصف هذه الارقام بأنها جيدة رغم الانخفاض الكبير في عدد القادمين من اوروبا وامريكا.
وفي مقارنة مع الشهور الستة الاولى من العام الماضي التي بلغ فيها عدد السياح 641 الف سائح قال الوزير ان شهور نفس الفترة من هذا العام شهدت انخفاضا بنسبة 7 بالمائة حيث بلغ عدد السياح 594 الف سائح لافتا الانتباه الى ارتفاع عدد السياح القادمين من دول الخليج للفترة ذاتها من هذا العام بنسبة 14 بالمائة وتراجع عدد زوار البتراء وجرش وقطاع النقل السياحي مع بقاء معدلات الاقامة على ما هي عليه 3 و4 ليالي.
واعرب وزير السياحة عن ارتياحه لنسبة الاشغال الفندقي الشهر الماضي التي شهدت ارتفاعا ملحوظا في بعض الفنادق بلغت90 بالمائة فيما تراوحت في الفنادق الاخرى بين 70 الى 75 بالمائة.
وشدد على ان السياحة اضحت قطاعا اقتصاديا واساسيا محركا لعجلة الاقتصاد وعجلة التنمية و ثالث اهم قطاع بالعالم من حيث النمو بعد قطاع صناعة الافلام والدعاية والاعلان وقطاع الصناعات العسكرية.
وقال الرفاعي أن حكومة بلاده تبذل جهدا كبيرا لتثبيت دور السياحة كقطاع اقتصادي بشكل رئيسي مستفيدة من التجربة الايرلندية التي يمكن ان تكون مثالا يحتذى به للنهوض السياحة الاردنية كقوة اقتصادية قادرة على تغيير حياة الناس ورفع مستواهم المعيشي والاقتصادي.
واكد ان ذلك يتطلب من عناصر المجتمع حكومة ومؤسسات وافراد التعامل مع السياحة بالجدية التي تستحقها.
واستنادا الى احصائيات منظمة السياحة العالمية اشار الرفاعي الى ان هناك 700 مليون سائح يتحركون في العالم سنويا ينفقون ما قيمته 460 مليار دولار، لا تتجاوز حصة الشرق الاوسط منها 3 بالمئة.
وزاد ان ايراد العالم العربي من مجموع الدخل السياحي العالمي اقل من 2.5 بالمائة وان عدد السياح الذين يزورون العالم العربي لم يتجاوز ايضا 22 مليون سائح من اصل 700 مليون سائح يوفرون حوالي 132 مليون فرصة عمل في العالم.
واوضح ان الانفاق العربي السياحي خارج الوطن العربي يبلغ 27 مليار دولار سنويا.
واستعرض الوزير في هذا السياق السياحة البينية بين الدول العربية ملاحظا انها لم تتعد نسبة40 بالمائة مقارنة بدول العالم الاخرى التي تجاوزت نسبتها 80 بالمائة ليلفت الانتباه الى ان السياحة البينية العربية لو وصلت الى60 بالمائة لارتفع دخل السياحة العربية 13 مليار دولار.
وتابع ان المتوقع وفق احصائيات منظمة السياحة العالمية ان يشهد عام 2020 ثورة سياحية اقتصادية هائلة وان يتحرك في العالم 1.6 مليار سائح وان يبلغ حجم الايرادات السياحية العالمية الفي مليار دولار.
وفي رده على سؤال حول غلاء الاسعار في بعض الفنادق والمطاعم دعا الرفاعي القطاع الخاص الى تنظيم السوق السياحي الداخلي لاسيما وكلاء السياحة والسفر والبدء بتنظيم رحلات للمواطنين على اعتبار انها الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تخفيض اسعار الفنادق والمطاعم.
واوضح في هذا الصدد ان اي تدخل من قبل الحكومة في موضوع تحديد الاسعار قد يخلق تشوهات غير محمودة وان المنافسة وحدها القادرة على ذلك.
وحول ميزانية هيئة تنشيط السياحة ذكر انها بلغت اربعة ملايين دينار العام الماضي وتم رفعها هذا العام الى خمسة ملايين لتوظيفها في عملية الترويج السياحي مشيرا الى ان هناك حملة اعلانية لتسويق الاردن سياحيا من خلال بعض الفضائيات والصحف العربية.
واكد ان البرنامج التلفزيون السياحي "ديسكفري" الذي قام به الملك عبد الله الثاني لم يكلف الاردن شيئا في الوقت الذي تقدر قيمته الاعلانية بحوالي 35 مليون دولار.
ومضى قائلا انه باعتراف منظمة السياحة العالمية فان الاردن فيه اربعة مواقع سياحية مهمة يشكل كل موقع منها صناعة سياحية منفصلة وهي البتراء ووادي رم والبحر الميت والمغطس مبينا اهمية المغطس وقدرته في المستقبل على جذب مليوني سائح سنويا.
وتحدث عن تطلعات مستقبلية لتطوير صناعة السياحة على المستوى الاقليمي بان يشكل الاردن وسوريا ولبنان الذي يتميز كل منهم بخصائص سياحية خاصة اقليما سياحيا متكاملا قادرا على احداث نهوضا سياحيا متميزا في المنطقة.
وعن الثمار التي قطفها الاردن من خلال انشاء مكاتب وممثلين لهيئة تنشيط السياحة في العواصم والدول الاوروبية وفي دول الخليج قال ان هذه التجربة جديده وعمرها لم يتجاوز العامين وقد اكدت عملية تقييم اعمالها التي تجري كل عام بأنها ناجحة جدا حتى الان.
اما فيما يخص الاجراءات المتبع بمنع المتاجرة بالآثار وقامت الحكومة على ضوئه بشراء القطع الاثرية التي كانت موجودة عند بعض المواطنين فيما بقيت مقتنيات اخرى بحوزة مالكيها ولكنهم منعوا من التصرف بها او اخراجها او بيعها اضافة الى ان كل قطعة اثرية في الاردن مسجلة في الدائرة.
وكشف ان دائرة الآثار اشترت الشهر الماضي بعض المقتنيات الاثرية من احد المواطنين بحوالي مليون دينار.