الرياض تفرج عن رجل دين إيراني هاجم إدارة السعودية للبقاع المقدسة

تصريحات رجل الدين الإيراني تعكس موقفًا متطرفًا تتبناه بعض المرجعيات والمؤسسات الدينية في إيران تجاه السعودية، رغم التقدم الملحوظ في العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة.

الرياض - أفرجت السعودية عن رجل دين إيراني أوقف الاثنين بعدما وجه انتقادات قوية للمملكة على ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية إيسنا.
وتعكس تصريحات رجل الدين الإيراني الموقوف، التي تضمنت انتقادات مباشرة لمكانة المملكة الدينية، موقفًا متطرفًا تتبناه بعض المرجعيات والمؤسسات الدينية في إيران تجاه السعودية، رغم التقدم الملحوظ في العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة. مثل هذه التصريحات تكشف عن استمرار خطاب ديني متشدد لا ينسجم مع التوجهات الرسمية الهادفة إلى التهدئة والانفتاح.
كما لا يمكن فصل تلك الانتقادات عن مطالب بعض رجال الدين الإيرانيين الداعية إلى إشراف دول إسلامية على إدارة البقاع المقدسة، قوبلت برفض واسع على المستويين الشعبي والرسمي في العالم الإسلامي، باعتبارها تمس بسيادة المملكة ودورها المحوري في خدمة الحجاج والمعتمرين. وتجاهل هذه الجهود المتواصلة يعكس إصرار بعض الأصوات المتشددة في إيران على تبني مواقف تصعيدية لا تخدم وحدة الصف الإسلامي.
وأوضحت الوكالة "أفرج عن غلام رضا قاسميان وهو في طريقه إلى إيران بعد متابعة من المسؤولين الإيرانيين". من ناحيتها نشرت وكالة فارس للأنباء مشاهد لوصول رجل الدين إلى مطار طهران.
وفي شريط مصور انتشر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اتهم قاسميان الحكومة السعودية بتحويل مكة إلى "مكان للقمار ومراكز فجور وحفلات فاحشة"، في تصريحات أثارت ردود فعل غاضبة واعتبرت إساءة مباشرة لمكانة الحرمين الشريفين. وتُعد هذه الاتهامات باطلة وغير مدعومة بأي دليل، وتهدف بشكل واضح إلى تشويه صورة المملكة ودورها الديني، في محاولة لتقويض مكانتها الروحية في العالم الإسلامي. 
ويأتي هذا الخطاب ضمن سياق دعائي يتبناه بعض رجال الدين المتشددين في إيران، الذين يصرون على مهاجمة السعودية رغم جهودها المستمرة في رعاية ضيوف الرحمن وتوفير أفضل الخدمات لهم. ولم تؤكد السلطات السعودية رسمياً عملية التوقيف، بينما تواصل طهران متابعة القضية إعلامياً.
وكان المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران أصغر جهانقير طالب الثلاثاء بإطلاق سراحه، معتبرا توقيفه "غير مبرّر وغير قانوني"، ومشيرا في الوقت ذاته إلى أنّ تصريحاته تعكس آراءه الشخصية.

لكن وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي كتب على إكس الثلاثاء "نحن مصرون على عدم السماح لأي أحد بالمس بعلاقاتنا الأخوة مع جيراننا"، بما في ذلك المملكة العربية السعودية في اشارة لرفض الحكومة لما قاله رجل الدين.

واستأنفت إيران والمملكة العربية السعودية علاقاتهما في آذار/مارس 2023 بموجب اتفاق أتى بوساطة صينية أنهى قطيعة دبلوماسية بدأت في كانون الثاني/يناير 2016.
وقطعت الرياض علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية بعد تظاهرات أدت الى إحراق السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، عقب إعدام السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر.
والشهر الماضي، زار وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان شقيق ولي العهد الأمير محمد، إيران، في زيارة نادرة لأحد أفراد العائلة المالكة السعودية والتقى بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، وهو لقاء نادرا ما يخصص أيضا لزوار أجانب من غير الرؤساء.