السجائر الإلكترونية المنكّهة تشجع الشباب على التدخين التقليدي

دراسة أميركية تجد أن تجربة نكهات السجائر الإلكترونية ترتبط ارتباطا وثيقا بتدخين التبغ في وقت لاحق.
لا يوجد دليل على أن السجائر الإلكترونية كانت مفيدة في محاولة الإقلاع عن التدخين
السجائر الإلكترونية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أمراض القلب واضطرابات الرئة
النيكوتين يضيق الأوعية الدموية ويؤدي بمرور الوقت إلى الإصابة بأمراض القلب

لندن - تفيد دراسة أميركية جديدة أن استخدام السجائر الإلكترونية المنكهة يشجع الشباب على التدخين التقليدي.
وبينما تحتوي السجائر الإلكترونية على مواد كيميائية سامة أقل من السجائر التقليدية، فإنها تحتوي عادة على النيكوتين، وهي مادة كيميائية تسبب الإدمان.
ومن المعروف بالفعل أن النيكوتين يضيق الأوعية الدموية ويؤدي بمرور الوقت إلى فقدان المرونة، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وتعد السجائر الإلكترونية خطرة بشكل خاص على الأدمغة النامية للمراهقين ويمكن أن تلحق الضرر أيضا بالأطفال في الرحم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وعلى الرغم من ذلك، تقول جهات صحية عالمية إن آلاف الأشخاص توقفوا بالفعل عن التدخين بمساعدة السيجارة الإلكترونية، وهناك أدلة متزايدة على أنها يمكن أن تكون فعالة.
ويُعتقد أن التحول إلى السجائر الإلكترونية يوفر بديلا أكثر أمانا للسجائر التقليدية مع الاستمرار في توفير جرعة من النيكوتين.
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا وفقا لصحيفة "ديلي ميل" إن السائل والبخار في السجائر الإلكترونية يحتويان على بعض المواد الكيميائية الضارة المحتملة الموجودة أيضا في دخان السجائر ولكن بمستويات أقل بكثير، ويُقدر أن السجائر الإلكترونية أقل ضررا بنسبة 95 في المائة على الأقل من السجائر التقليدية.
وتلمح الدراسة الجديدة إلى احتمال وجود شيء ما يتعلق بنكهات السجائر الإلكترونية يجعلها بوابة محتملة لتدخين السجائر التقليدية.
يقول مؤلفو الدراسة: "قد يكون استخدام الشباب للسجائر الإلكترونية المنكهة شائعا ومرتبطا بشكل إيجابي باستخدام التبغ القابل للاحتراق، وتكرار تبخير النيكوتين والاعتماد على السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة واستخدامها".

المواد الكيميائية التي تنتجها السجائر الإلكترونية تتحد داخل رئة الإنسان لتكوين مركبات جديدة تماما تكون سامة للخلايا الحية

يقول الباحثون: "تظهر الدراسات المعملية السريرية السابقة أن نكهات الفاكهة والمنثول تزيد بشكل مستقل من جاذبية السجائر الإلكترونية وتقمع الصفات البغيضة للنيكوتين لدى الشباب من خلال خلق تصورات عن الحلاوة والبرودة، على التوالي".
وتمثل نكهات الثلج مزيجا قد يحتوي على مكونات نكهة التبريد والفاكهة، وهناك ما يبرر إجراء مزيد من الدراسات حول عوامل التبريد المحددة والمكونات الكيميائية في المنتجات المنكهة بالثلج والتأثيرات الصحية لاستخدام السجائر الإلكترونية بنكهة الثلج.
وفي وقت سابق من هذا العام، حذرت دراسة من أن استخدام السجائر الإلكترونية يزيد من احتمالية أن ينتهي الأمر بالشباب إلى تدخين السجائر التقليدية يوميا بثلاثة أضعاف.
وقال المؤلفون من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو: "إن تجربة السجائر الإلكترونية والعديد من منتجات التبغ الأخرى قبل سن 18 عاما يرتبط ارتباطا وثيقا بتدخين السجائر اليومية في وقت لاحق".
في العام الماضي، وجد تقرير بريطاني أن السجائر الإلكترونية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أمراض القلب واضطرابات الرئة بينما لا تزال المخاطر التي يشكلها استنشاق مكونات النكهة غير معروفة.
وأضاف التقرير أنه يمكن أن يعاني الناس من زيادة معدل ضربات القلب نتيجة التعرض العالي للنيكوتين، إذا وقفوا بالقرب من شخص يستخدم السجائر الإلكترونية.
وفي الوقت نفسه، كشفت تجربة سريرية كبرى في المملكة المتحدة نُشرت في عام 2019 أن الأشخاص الذين استخدموا السجائر الإلكترونية للإقلاع عن التدخين كانوا أكثر عرضة للنجاح بمقدار الضعف مقارنة بالأشخاص الذين استخدموا منتجات بديلة للنيكوتين مثل اللاصقات أو العلكة.
وتوصل العلماء إلى أن المواد الكيميائية التي تنتجها السجائر الإلكترونية تتحد داخل رئة الإنسان لتكوين تركيبات جديدة تماما تكون سامة للخلايا الحية.
وقال الباحثون إنه "لا يوجد دليل على أن السجائر الإلكترونية كانت مفيدة في محاولة الإقلاع عن التدخين" في دراسة واسعة النطاق في الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من توقف البعض عن التدخين، يقول الباحثون إن عدد الذين أقلعوا عن التدخين لم يكن مختلفا على الإطلاق عن المدخنين الذين لم يستخدموا السجائر الإلكترونية.