السعودية تعدم 5 أشخاص أدينوا بتنفيذ هجوم إرهابي على دار عبادة

الهجوم أوقع خمسة قتلى وعددا كبيرا من الجرحى في شرق المملكة حيث أكبر آبار النفط السعودي.
المملكة تولي أهمية بالغة لتعزيز الاستقرار الأمني لتنفيذ خطتها الاقتصادية الطموحة

الرياض - أعدمت السعودية خمسة رجال، هم أربعة سعوديين ومصري، بعدما أدينوا بتنفيذ هجوم على دار عبادة في محافظة الأحساء، وفق بيان لوزارة الداخلية أوردته وكالة الأنباء الرسمية "واس"، في أحدث مؤشر على الحزم الكبير الذي تظهره المملكة في مواجهة الإرهاب عبر تشديد الأحكام على المدانين في قضايا إرهابية، ضمن مساعيها لتعزيز الاستقرار الأمني وتوفير كافة الظروف الملائمة لتنفيذ خطتها الاقتصادية الطموحة "رؤية 2030".

وصدرت أحكام الإعدام بحق الرجال الخمسة بعدما أدينوا بارتكاب هجوم أوقع خمسة قتلى وعددا كبيرا من الجرحى في شرق المملكة حيث أكبر آبار النفط السعودي وحيث يقيم غالبية أبناء الأقلية الشيعية.

وأعلنت الوزارة في البيان "تنفيذ حُكم حدّ الحرابة بجانِ والقتل تعزيرا بأربعة جناة في المنطقة الشرقية"، فيما لم توضح السلطات السعودية لا متى وقع الهجوم ولا ماهية دار العبادة الذي استهدف.

 

وبتنفيذ الإعدامات هذه، ترتفع إلى 68 الحصيلة الإجمالية للذين أعدموا هذا العام في السعودية التي غالبا ما توجّه إليها منظّمات حقوقية انتقادات لتنفيذها عقوبة الإعدام بشكل كثيف.

وخلال مايو/أيار تم إعدام أكثر من 20 شخصا لإدانتهم بجرائم على صلة بالإرهاب، غالبيتهم العظمى من المنطقة الشرقية.

وفي أواخر الشهر نفسه أعدمت السلطات بحرينيين مدانين بالإرهاب في قضية قالت منظمة العفو الدولية إن "اعترافات تحت التعذيب" انتُزعت خلالها وهو ما تنفيه المملكة التي أكدت مرارا استقلالية القضاء السعودي.

وأعدمت السعودية خلال العام الماضي 147 شخصا، وهو عدد أكبر بضعفين مقارنة بالعام السابق حين بلغت حصيلة الذين أعدموا 69 شخصا.

وفي العام 2022 أعدم في مارس/آذار 81 شخصا مدانين بجرائم على صلة بالإرهاب، من بينهم سبعة يمنيين ومواطن سوري بعد صدور أحكام عليهم بتهم "الإرهاب" و"المعتقدات المنحرفة"، وكالة الأنباء السعودية.

وتصدت المملكة خلال السنوات الأخيرة لاعتداءات ومخططات إرهابية تقودها عناصر إرهابية ممن بايعوا تنظيم "داعش" أو تنظيم القاعدة.

وتعرّضت المملكة المحافظة لانتقادات من منظمات حقوق الإنسان بسبب ما تعتبره "ارتفاعا" في معدلات الإعدام ، لكن السلطات السعودية تؤكد أن المدانين استنفذوا جميع مراحل التقاضي، موضحة أنها "تنفذ القانون وأن القضاء مستقل لا يخضع للاملاءات الخارجية".

وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "ذي اتلاتنيك" إنّ المملكة تخلّصت من عقوبة الإعدام إلا في حالات القتل أو "إذا كان شخص يهدّد حياة كثير من الناس"، وفق نصّ للمقابلة نشرته وكالة الأنباء السعودية في مارس/آذار 2022.

وتسعى المملكة لتحصين نفسها من آفة الإرهاب والجريمة المنظمة وتشدد الأحكام بحق المدانين في قضايا إرهابية، في وقت تولي فيه السلطات السعودية أهمية بالغة لتعزيز الاستقرار الأمني، بينما تتسارع جهود الرياض لانفتاح اجتماعي وتعمل على إعادة ترتيب سياستها الدبلوماسية ضمن مسار تصفير المشاكل.