السفير الأميركي في الأردن: لا مؤامرة ماسونية وراء الاتفاق مع اسرائيل!

هنري ووستر يشيد بما اسماه "ذكاء" الحكومة الأردنية في التعامل مع ملف المياه.

عمان – قال السفير الأميركي في عمّان هنري ووستر الاثنين ان اتفاق المياه مقابل الطاقة الذي وقعته المملكة مع اسرائيل قبل شهر ليس جزءا من "مؤامرة ماسونية"، مشيدا بما اسماه "ذكاء" الحكومة الأردنية في التعامل مع ملف المياه.
وقوبل الاتفاق برفض شعبي عام باعتباره تعزيزا للتطبيع مع اسرائيل. ومنذ أسبوعين، يناقش مجلس النواب الاردني "اتفاق النوايا" الذي قالت الحكومة انه مجرد اتفاق اولي غير ملزم لأي من الطرفين.
وبحسب مشروع الاتفاق الذي تم توقيعه في دبي بين الطرفين وبرعاية اماراتية، سينتج الأردن 600 ميغاوات من الطاقة المتجددة لصالح إسرائيل التي ستقوم بتحلية 200 مليون متر مكعب من المياه لصالح الأردن، وهو احد افقر بلدان العالم بالمياه.
ونقلت وسائل اعلام محلية عن السفير الأميركي قوله خلال لقاء صحفي في عمان ان التعاون الاقليمي بين دول المنطقة هو هدف للسياسة الأميركية الخارجية، مضيفا في ما يشبه السخرية "ليس هناك مؤامرة من الماسونيين أو المتنورين أو المخابرات الأميركية أو أي جهة أخرى تقف وراء هذا التعاون منذ زمن طويل".
وقال ووستر ايضا ان الولايات المتحدة لم تكن جزءا من المفاوضات حول اتفاق "المياه مقابل الطاقة لكنه "اعتبر أن من ذكاء الحكومة الأردنية قيامها باستكشاف الخيارات المتاحة لسده"، بحسب ما نقلت عنه وكالة عمون الاخبارية.
وخرجت مسيرات احتجاجية في الاردن اكثر من مرة منذ توقيع الاتفاق. وطالب المحتجون بالغائه والاتجاه الى مشاريع بديلة، ومنها تحلية المياه في العقبة ونقلها الى عمان واعادة تأهيل السدود.
وأكد ووستر ان الولايات المتحدة ترى انه لا يوجد مشروع واحد يمكنه أن يحل مشكلة الوضع المائي في الأردن، وان تنويع المشاريع يعد اساسيا في مواجهة شح المياه.
وخلال اللقاء الصحافي الذي عقده السفير الاثنين، قالت مديرة بعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو أس أيد) في عمّان شيري كارلين ان "ان المياه نفدت بالفعل".

وأضافت ان قطاع المياه في الأردن يحتاج إلى 500 مليون دولار، وهناك حاجة إلى 8 مليارات دولار لبناء البنى التحتية لسد العجز المائي خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة.
وتقدم الولايات المتحدة مساعدات مالية واقتصادية كبيرة للأردن وتمثل جزءا اساسيا من النفقات العامة، الى جانب المشاريع الممولة من المنظمات الاميركية واهمها "يو أس أيد".
ويعد الاردن ثاني اكثر بلد يعاني  من انعدام الأمن المائي في العالم، بحسب تقديرات بحثية غير رسمية اشارت ايضا الى ان الموارد المائية للأردن سوف تتجاوز احتياجاته بأكثر من 26 في المئة مع حلول العام 2025.