السوداني قريبا إلى واشنطن مثقلا بملف ميليشيات إيران

رئيس الوزراء العراقي يؤكد خلال لقائه السفيرة الأميركية على ضرورة استمرار جولات الحوار لإنهاء مهام التحالف الدولي.

بغداد - ذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم الأربعاء في بيان على حسابه على موقع فيسبوك أنه استقبل ألينا رومانوسكي السفيرة الأميركية لدى بغداد وبحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية قبل زيارة من المقرر أن يجريها إلى واشنطن.

وتأتي الزيارة المقررة وسط توتر في العلاقات الأميركية العراقية بسبب هجمات تشنها فصائل عراقية شيعية موالية لإيران بدعوى نصرة غزة بينما تتعالى أصوات طهران وبغداد لإنهاء الوجود الأميركي على خلفية ردّ الولايات المتحدة على تلك الهجمات.

وأفاد مكتب السوداني بأن رئيس الحكومة "بحث مع السفيرة الأميركية العلاقات بين البلدين وتأكيد استمرار جولات الحوار الثنائية واللجنة العسكرية العليا المشتركة المعنية بتنظيم إنهاء مهام التحالف الدولي في العراق".

كما ناقشا "الملفات التي ستُطرح خلال الزيارة المرتقبة للسوداني إلى واشنطن وآلية التعاون ضمن اتفاقية الإطار الستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة واللجان المشكلة بهذا الخصوص".

وكان السوداني قد تلقى دعوة من الرئيس الأميركي جو بايدن لزيارة البيت الأبيض وذلك خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر/أيلول الماضي.

وأعرب في تصريح حينها عن رغبته في تطوير علاقات الشراكة مع الولايات المتحدة في العديد من المجالات ومن بينها الاستثمار في قطاع الطاقة، داعيا الشركات الأميركية إلى الاستثمار في العراق.  

وكان مسؤول في وزراة الخزانة الأميركية قد صرح منذ أسبوع بأن الولايات المتحدة تراهن على تعاون العراق لمحاصرة الميليشيات الموالية لإيران، فيما تستعد واشنطن لفرض عقوبات جديدة على عدد من المصارف العراقية التي تحولت إلى واجهة لتهريب الدولارات إلى طهران.

ودعت رابطة المصارف العراقية الأسبوع الماضي الحكومة إلى إيجاد حلّ لتتالي العقوبات الأميركية، محذرة من تداعياتها على اقتصاد البلاد.

والشهر الماضي انطلقت أولى جولات الحوار بين العراق والولايات المتحدة لإنهاء مهمة التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية 'داعش' والذي تقوده واشنطن وتتطلع بغداد إلى أن تفضي المحادثات إلى خفض تدريجي لقوات التحالف على أراضيها.

ومنذ نحو أسبوعين اغتالت واشنطن أبو باقرالساعدي، أحد قياديي كتائب 'حزب الله' التي تصنفها الولايات المتحدة كتنظيم إرهابي على الرغم من أنها شاركت في الحرب ضد تنظيم 'داعش' في العام 2014، كما أن الحكومة العراقية صنفت 'الحشد الشعبي' في العام 2016 على أنها تشكيل عسكري مستقبل داخل القوات المسلحة.

ويبدو السوداني عالقا بين عدم إثارة غضب طهران وإرضاء الولايات المتحدة، فيما أعرب في العديد من المناسبات عن رغبته في تعزيز التعاون مع واشنطن في مختلف المجالات، لاسيما الاقتصادية. 

وتنظر الإدارة الأميركية إلى تنامي النفوذ الإيراني في العراق على أنه تهديد مستمر لمصالحها في المنطقة، لا سيما في ظل استمرار أنشطتها المزعزعة للاستقرار.

ويعدّ العراق شريكا وثيقا للولايات المتحدة منذ الغزو الأميركي عام 2003، ويؤكد البلدان أنها يسعيان إلى توسيع علاقتهما من التركيز على الدفاع ومكافحة الإرهاب إلى التعاون الاقتصادي.