السوداني ينهي أزمة الكاردينال ساكو قبل أيام من زيارة واشنطن

رئيس الوزراء العراقي يرحب بعودة بطريرك الكلدان الكاثوليك، مشددا على أهمية وجوده ودوره.

بغداد - عاد بطريرك الكلدان الكاثوليك الكاردينال لويس روفائيل ساكو إلى بغداد بدعوة رسمية من رئيس الوزارء محمد شياع السوداني، منهيا بذلك أشهرا من مغادرته مقرّه، عقب أزمة أثارت توترا بين بغداد وواشنطن، فيما تأتي هذه الخطوة قبل أيام من الزيارة المقررة للسوداني إلى الولايات المتحدة.

وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية اليوم الخميس أن "السوداني استقبل زعيم الكلدان في العراق والعالم البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو والوفد المرافق له".

وأشارت إلى أن "السوداني شدد على أهمية الدور التاريخي للمكون المسيحي في بناء الدولة العراقية وتعزيز أركانها"، لافتة إلى أن "الجانبين تطرقا خلال اللقاء إلى الأوضاع العامة في العراق وأجواء الاستقرار السائدة في عموم البلد التي ساعدت الحكومة على المضي في تنفيذ أولويات برنامجها وتطبيق رؤيتها المستقبلية في عراق قوي ومزدهر".

وأضافت أن "السوداني رحّب بعودة البطريرك إلى بغداد وأهمية وجوده ودوره"، مشددا على "حرص الحكومة على ترسيخ مبدأ التعايش والتآخي بين أطياف المجتمع العراقي للوصول إلى غاية المواطنة، التي تعد مفتاحاً للتقدم والازدهار وتحسين الواقع الاجتماعي لعموم العراقيين وقد أكدت ذلك في منهاجها الوزاري".

وأشار إلى الدور التاريخي للمكوّن المسيحي العراقي ومساهمته في بناء الدولة وتعزيز أركانها، مؤكداً أنّ البلد قوي ومتميز بأطيافه المتنوعة التي تعيش في رحاب خيمة العراق الأكبر، منوّهاً بمتابعته كلّ القضايا التي تتعلق بالمكوّن المسيحي وباقي مكونات العراق.

وختمت بأن "البطريرك هنّا رئيس مجلس الوزراء بمناسبة عيد الفطر، وأكد أهمية بذل المزيد من الجهود من أجل تمكين الحكومة في القيام بواجباتها تجاه أبنائها العراقيين والارتقاء بواقعهم وتلبية كامل احتياجاتهم ومتطلباتهم، فضلاً عن متابعة قضايا الأقليات وتأمين حقوقهم".

 

وكان الكاردنيال لويس روفائيل ساكو أعلن في وقت سابق عن "عودته إلى مقره في العاصمة بغداد بدعوة شخصية من رئيس الوزراء العراقي".

وأفادت الكنيسة في بيان بأنه "بدعوة شخصية من رئيس مجلس وزراء العراق محمد شياع السوداني، وصل مساء الأربعاء غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو برفقة المطران توماس ميرم الى بغداد"، وفق موقع "شفق نيوز" الكردي العراقي.

وأعلن ساكو في منتصف تموز/يوليو الماضي مغادرته المقر البطريركي في بغداد إلى أحد الأديرة في إقليم كردستان، إثر احتدام الخلافات بينه وبين ريان الكلداني زعيم حركة "بابيلون" المسيحية الممثّلة في البرلمان والحكومة.

وتعمّقت الأزمة بعد أن سحب رئيس العراق عبداللطيف رشيد مرسوما يمنح وظائف الكاردينال كرئيس للكنيسة الكلدانية وضعا قانونيا.

وندّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر حينها بما أسماها "مضايقات" يتعرّض لها الكاردينال ساكو، معربا عن أسفه لمغادرته بغداد، معتبر أن القرار الرئاسي يشكل"ضربة للحرية الدينية".

وتتزامن عودة الكاردينال إلى بغداد مع التحضيرات للزيارة التي سيؤديها السوداني إلى واشنطن في 15 أبريل/نيسان، فيما ينتظر أن يناقش خلالها مع المسؤلولين الأميركيين عددا من الملفات يتصدّرها ملف الميلشيات الموالية لإيران ومسألة العقوبات على المصارف العراقية التي تحولت إلى واجهة لتهريب الدولارات إلى طهران.