السيول تهدد معالم باكستان الأثرية

ولاية السند جنوب البلاد الغنية بالمعالم التاريخية التي تعود لأكثر من خمسة آلاف عام هي الأكثر تأثرا بأضرار الفيضانات.
السند (باكستان)

أفادت الصحافة الباكستانية أن الدمار الذي خلفته الفيضانات طال المعالم الأثرية في مختلف مناطق ولاية السند، حيث باتت أغلبها بحاجة إلى ترميم.
واجتاحت فيضانات عارمة مناطق واسعة من باكستان بسبب الأمطار الغزيرة المستمرة منذ منتصف الشهر الماضي.
وتحتل باكستان المرتبة الثامنة على قائمة مؤشر الخطر المناخي العالمي الذي تضعه مجموعة جرمان ووتش للبلدان الأكثر هشاشة في مواجهة الظواهر المناخية القصوى الناجمة عن التغير المناخي.
ولحقت الأضرار بمعالم أثرية بارزة بإقليم السند الجنوبي على غرار القلاع والأضرحة والمدن القديم جراء السيول الجارفة حيث بلغ معدل متوسط هطول الأمطار في الولاية في أغسطس/آب الجاري 8 أضعاف المعدلات العادية.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف لدى زيارته للسند إن "حجم الكارثة أكبر مما كان متوقعا".
وألحقت الفيضانات أضرارا كبيرة بمدينة موهينجو دارو الأثرية التي يعود تاريخها إلى ما قبل 5 آلاف عام.

السيول تتسبب في ميلان جدران مدينة موهينجو دارو الأثرية بولاية السند 

وتسببت الفيضانات في ميلان جدران موهينجو دارو التي تعد من أبرز مدن حضارة السند.
ويطلق على المدينة الأثرية اسم "تل الموتى"، وتعتبر إحدى أقدم المدن في باكستان. وتم تصنيفها في موقع التراث العالمي لليونسكو عام 1980.
ويُعتقد أن موهينجو دارو كانت تُعرف في الأصل باسم "مدينة الديك" التي وجدت منقوشة على ختم إندوس، وكانت تعتبر واحدة من أكبر مدن حضارة هارابان، حيث امتدت هذه الحضارة قديما إلى ما يعرف الآن بشمال الهند وباكستان، ووصلت غربا إلى إيران.
يتعرض الإرث التاريخي بولاية لاركانا لتهديدات جدية حيث طالت أضرار الفيضانات آثار ماكلي المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وحسب الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الباكستانية تجاوزت حصيلة ضحايا الفيضانات الألف قتيل فضلا عن تشريد العائلات التي غمرت السيول بيوتهم، بينما تتذمر السلطات الباكستانية من "ضعف المساعدات الدولية".