'الشارقة الثقافية' تتجول في حلوان وأم قيس

المجلة في عددها الجديد تكرم أربعة أدباء من الأردن.

صدر العدد 105 لشهر يوليو/تموز 2025 من مجلة "الشارقة الثقافية"، وقد تضمن مجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح.

وقد جاءت الافتتاحية تحت عنوان "جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي"، مؤكدة أن رعاية الشارقة للشعر العربي لا تقتصر على الدعم والاهتمام، بل تبني جسوراً من الأمل والعطاء والتعاون، وترسم آفاقاً رحبة للشعر، حيث أعادت الشارقة الاعتبار للشعر والشعراء والنقاد، ووفرت فضاءات للإبداع والبحث والدراسة والقراءة، إضافة إلى التلاقي والتبادل الثقافي والتكامل بين الفعل الإبداعي والنقدي. من هنا يمكن القول إن تتويج هذا الحراك الشعري بجائزة للنقد يؤكد الدور الريادي الذي تضطلع به الشارقة، بقيادة حاكم الشارقة، في دعم الثقافة وإثراء اللغة والأدب والشعر والفن.
أما مدير التحرير نواف يونس، فتساءل في مقالته "الذكاء الاصطناعي.. والإبداع الإنساني" عن مــدى إمكانيتنــا فــي مجــال الإعلام والفنون والعلوم الإنسانية عموماً، التعايش مع تطور الــذكاء الاصطناعي، في شــتى مجــالات العلــوم التجريبيــة، ونعمل على مواكبــة هــذا التطور المتســارع وتوظيفه لخدمــة الإبداع الإنســاني، في اســتكمال البنيــة التحتية العصرية، وما تتيحه لنا من آفــاق التوســع والنمو الدائــم، من خلال اســتثماره في تنمية المواهب الشابة أدبياً، وإعلامياً وفنياً، حتى لا تصبح هذه الطفرة التكنولوجيــة بذكائها الاصطناعي بديلاً لنا في مجال الإبداع، وليظل الوجود البشــري وروحه وموهبته، العنصر الأهم في التعبير عن الإنســان ومشاعره وأحاسيسه في هذا العالم المأزوم.

وفي تفاصيل العدد؛ كتب أنور الدشناوي عن الأخطل الصغير شاعر الطبيعة والجمال، وحاورت نسرين البخشونجي الأكاديمية الإيطالية كورينا روسي التي اهتمت بالثقافة العربية، فيما توقف خالد عواد الأحمد عند معالم مدينة "أم قيس" التي تتزين بالشعراء وقصائدهم، وألقى عمر إبراهيم الضوء على تاريخ مدينة "حلوان" التي تتميز بالعيون والينابيع.
أما في باب "أدب وأدباء"، فنقرأ: تغطية للنسخة الثانية والعشرين من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي الذي احتفى بـ4 أدباء أردنيين ــ مجد حيدر، رصد لفضاءات المكان ودلالاته في أدب نجيب محفوظ ــ مجدي يونس، إضاءة على رواية (المدار) للكاتبة البريطانية سامانثا هارفي والتي تقود القارئ نحو الصمت والتأمل، كما كتبت نجوى بركات، إطلالة على إرث الشاعر الكويتي محمد الفايز في الشعر والقصة، حيث انفرد بتصوير حياة البحرـــ د. هانئ محمد، إضافة إلى وقفة مع الأديبة رزان نعيم المغربي التي ترمي إلى إعادة تعريف العلاقة بين الأدب والواقع ـــ عزت أشرف، ومداخلة حول سرديات إبراهيم الكوني، حيث الصحراء ليست مجرد خلفية جغرافية بل كائن أسطوري نابض ـــ نسرين أنطونيوس، وفي هذا الباب أيضاً كتب وفيق صفوت مختار عن تجربة الأديبة هدى بركات التي تبحث عن المعاني الإنسانية المفقودة، وتناولت أميرة المليجي أحد المؤثرين في المشهد الأدبي السوداني هو الشاعر مصطفى سند الذي تبوأ مكانته في ساحة الشعر، وسلط مصطفى عبدالله الضوء على دراسة "المشترك الأدبي والسلم الاجتماعي والفكري" للناقدة الدكتورة سعدية بن سالم، فيما استعرضت ذكاء ماردلي الروايات التي غيّرت مجرى الأدب العربي، وكتب محمد حمودة عن عباس محمود العقاد أحد القامات الشامخة في الثقافة العربية، وتوقفت وراد خضر عند الشاعر ريكاردو ميرو دينيس أبرز شعراء التطوير في بنما، وحاور أحمد اللاوندي الناقد محمود وجيه الذي اعتبر أن الجوائز حالة ثقافية مؤثرة عربياً، وكتب هاني بكر عن الأدباء الذين أبدعوا بفضل زوجاتهم، واستعرض حسن م. يوسف المجموعات القصصية الثلاث التي كتبها عبدالله عبد للأطفال، وهو صاحب نزعة إنسانية غامرة، وقدمت رؤى إبراهيم قراءة في المجموعة القصصية "نساء العائلة" للكاتبة بتول أبوعلي، التي أرادت أن تكون صوتاً لمن لم تنصفهن الحياة، بينما كتب عماد الدين موسى عن رواية (دار خولة) للكاتبة بثينة العيسى، التي تتناول قضايا الهوية واللغة والثقافة، وأخيراً حاور أحمد حسين حميدان د. سلوى جودة التي ترجمت موسوعة أعلام العرب.

وفي باب "فن. وتر. ريشة"، كتب ظافر جلود عن مسيرة الفنان العراقي ضياء العزاوي الذي وظف الثقافة العربية في لوحاته، ورصد محمد العامري المناخات الفنية التي يمتلكها الفنان هيمت محمد علي وتمثل وجوده الإنساني، أما حجازي حسن أحمد فتابع مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي، الذي تضمن نماذج مشرفة في الإعداد والتنظيم والعروض، واستعرض لؤي شانا من ملامح فن الزمن الجميل ثنائية أشعار أحمد رامي وصوت أم كلثوم، وتوقف عزالدين الأسواني عند أعمال المخرج رضوان الكاشف، الذي ترك علامة مميزة في السينما المصرية، وسلط حسام نورالدين الضوء على تجربة المخرج الفنلندي يوهوكوسمانين الذي حصل على جائزة (كان) الكبرى، بينما كتب أسامة عسل عن رحيل المخرج الجزائري محمد لخضر الذي كان أول عربي يفوز بـ"السعفة الذهبية".

وفي باب "تحت دائرة الضوء" قراءات وإصدارات: تحديث الثقافة العربية – نجلاء مأمون، تلاقي الأجناس الأدبية – أماني إبراهيم ياسين، "الأدب وفنونه" دراسة في أصول الكتابة والنقد – ناديا عمر، لغة موسيقية قابلة للغناء – محمد نجيب قدورة، ثيمة الألم والحنين إلى الوطن في "غصن للحرب" – أسماء المصفار، البلاغة وأسئلة الخطاب – أبرار الآغا، وشوشات في منازل الغيم للشاعر مأمون عزت العلواني – علا فؤاد.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات وهي: الأدب المترجم وخصائصه الفريدة – منال محمد يوسف، حين تهب نسائم الأدب الكاريبي علينا – نبيل سليمان، المفاضلة والموازنة والمقارنة في ميزان النقد – د. مصطفى القزاز، فرج مجاهد ينتصر للحياة في مجموعته "ألوان الوجع" – رابعة الختام، الإنسان في مرآة المعري – يونس محمد إبراهيم، الترجمة بين "المثاقفة" و"الذائقة اللغوية" – علاء عبدالهادي، محمد عيسى موسى قدم وثيقة أدبية – انتصار عباس، معايير الإبداع – الأمير كمال فرج، إنعام كجه جي وعالمها المختلف والثري – محمد حسين طلبي، عادات بددتها الأحوال – أنيسة عبود، العمى ودلالاته عند "ساراماغو" – مالك صقور، علاقة الشعراء بالأمكنة – د. عبدالرزاق الدرباس، شعراء وادي الرافدين أثروا الحركة الأدبية العربية – علي صكر، زمن الشعر ضرورة إنسانية في بناء العقل الجمالي – د. يحيى عمارة، المرأة في الشعر العربي – د. راشد عيسى، صنعة البطولة – روز مخلوف، عبدالله الطحان من مؤسسي الصحافة العربية في المهجر – يوسف علي، تعريب العلوم.. حماية للغتنا العربية – د. نبيل سليم، بنى الصياغة التشكيلية – نجوى المغربي، مفهوم الإبداع – دانيال الخطيب، سليمان جميل رائد التراث الموسيقي الشعبي – د. أحمد سعد الدين عيطة، الحلم والخلاص في "ميهي والبلورة السحرية" – إبراهيم أحمد أردش.

وقد أفرد العدد مساحة لمجموعة من القصص القصيرة والترجمات، لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: بوشعيب عطران "أفكار مشوشة" قاص وناقد، الألعوبة السردية "أفكار مشوشة" – د. سعيد يقطين، وليد الزيادي "روح خفية" قصة قصيرة، منى بدوي يعقوب "أبسط الأشياء" قصة قصيرة، عادل عطية "قصص قصيرة جداً"، علي الراعي "لا سؤال ولا جواب" قصة قصيرة، د. بن الطالب دحماني "أين تقيمين" قصيدة مترجمة، إضافة إلى تراثيات عبدالرزاق إسماعيل "سخاء يفوق الخيال"، وأشعار لها أصداؤها "أبوالبقاء الرندي.. ورثاء الأندلس" - وائل الجشي، و"أدبيات" فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة ودوحة الشعر، كذلك تضمن هذا العدد وقفة مع شاعر وقصيدة "سليمان أحمد معلا يشدو بمناقب والده" – د. أكرم قنبس.