الشباب هم الأمل

من يتتبع النموذج السعودي الحازم يدرك أن السبيل الى صون الدولة هو الاهتمام بالشباب وتوفير الفرص لهم والابتعاد عن الإرث السلبي الذي أعاق مسيرة التقدم والانجاز.
لا يكفي أن يكون الحاكم ذا ضمير حي بل لا بد من الحزم
الشباب العربي قادر على مجاراة الشعوب الأخرى لكنه بحاجة الى فرص وهنا يكمن السر والتحدي

ذات يوم، شاهدت على اليوتيوب خبر عودة الفريق الإسرائيلي الفائز في ماراثون الرياضيات وشعرت بالحزن لأن المحتل الفاجر يعرف درب النجاح والتطور والقوة، بينما جيرانه العرب يتعرقلون بأرجلهم وينهشون بعضهم وشبابهم ضائعون، حتى يوم أمس، شعرت بدفقة أمل تجري في عروقي عندما شاهدت فوز الفريق السعودي في معرض آيسف الدولي 2022 المختص بالابتكارات العلمية، وهذا الخبر يكفي ولا داع لشرح ما تحتاجه الشعوب العربية للتطور ولا بد من تكثيف النشر وتوسيع نطاقة في العالم العربي، لأنه يقول الكثير دون الحاجة لكتابة سطر واحد.

حين تفتح الفرص أمام الشباب العربي فإنهم قادرون على مجاراة الشعوب الأخرى وهنا يكمن السر والتحدي، فمن يفتح لهم الفرص والدول العربية ينخرها الفساد ويتولى أمرها من لا يقلقون بشأنها! ويبدو أن السعودية بدأت تشق طريق التقدم وتصويب المسار ونشر ثقافة العلم والإنجاز وكفت يد العابثين بأفكار الشباب وقدمت لهم بديلا يستثمر طاقاتهم وذكاءهم وإبداعهم. وفي الواقع أن الجامعات السعودية تحتل رتبة رفيعة في الترتيب العالمي منذ عقود وليس الآن، ولكنها لم تتجرأ على الحزم مع من يعبثون بفكر الشباب إلا مؤخرا، وقد أثمرت هذه الجهود في وقت قصير جدا، وهذا دليل على أن العرب لديهم إمكانيات عقلية تضاهي الأميركيين والأوروبيين اذا ما خاف الله حكامهم بهم ووفروا لهم الفرصة المناسبة لاستثمارها.

لا شك أن الإدارة تحتاج الى القوة، فلا يكفي أن يكون الحاكم ذا ضمير حي بل لا بد من الحزم والشدة، وحين يقول للفاسدين كفى فهو يعني أن السجن بانتظار من لا يخاف الله ويعيد الأموال التي نهبها، وحين يقول الحاكم لمخربي العقول "كفى" فهو يعني أن السجن بانتظار من يطلق وابلا من رصاص الفتاوى التي تجعل الانسان بهيمة تمشي على قدمين. وحري بالقائد الضعيف أن يخجل ويترك مكانه لغيره ليدير البلاد بشكل أفضل، وحري بالحاكم الذي سرق بلاده أن يحسب حسابا للقبر ويعيد ما سرقه، لأن التخلف والفساد مرتبطان ببعضهما وحالما تبدأ مسيرة الإصلاح فإن النتائج الايجابية تبدأ بالظهور فورا.

شعر جميع العرب الذين شاهدوا انجاز السعودية بالاعتزاز وامتلأ تويتر بتغريدات الفرح والتهاني من جميع البلاد العربية وكأنهم هم الذين فازوا، ولا عجب، فدمهم واحد ومشاعرهم تفيض بشكل عفوي، وهم بالفعل بحاجة الى قيادات توحدهم وتتبع النموذج السعودي الحازم والذي أدرك أن السبيل الى صون الدولة هو الاهتمام بالشباب وتوفير الفرص لهم والابتعاد عن الإرث السلبي الذي أعاق مسيرة التقدم والانجاز.