الشرع في أنقرة على وقع ضغوط تركية لطي صفحة التمرد الكردي

تركيا تستثمر علاقاتها الوثيقة مع إدارة الشرع لتسريع سحب سلاح 'قسد' ودمجها في المؤسسة العسكرية السورية.

أنقرة - التقى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في زيارة بدأها اليوم السبت إلى تركيا الرئيس رجب طيب أردوغان في إسطنبول، وبينما لم يتم الكشف عن تفاصيل المحادثات، يرجح أنها تركزت على سحب سلاح الجماعات الكردية التي تشن عليها أنقرة بين الحين والآخر هجمات بذريعة مكافحة الإرهاب، في وقت تضغط تركيا على إدارة الشرع لتسريع اندماج القوات الكردية في مؤسسات الدولة.

وخلال اللقاء الذي لم يعلن عنه مسبقا، تحادث الزعيمان لأكثر من ساعتين ونصف ساعة، وفق قناة "إن تي في" الإخبارية التركية الخاصة.

وفي المشاهد التي نشرتها وكالة الأناضول، ظهر الرئيس التركي وهو يستقبل الشرع عند مدخل المكتب الرئاسي في قصر دولمه بهجة في اسطنبول.

من جهتها، قالت الرئاسة السورية عبر قناتها على تطبيق تيليغرام "وصل الرئيس السوري أحمد الشرع على رأس وفد حكومي ضم وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبوقصرة إلى قصر دولمه بهجه في إسطنبول، حيث التقى الرئيس رجب طيب إردوغان لبحث عدد من الملفات المشتركة".

وحضر الاجتماع أيضا وزيرا الخارجية والدفاع التركيان هاكان فيدان وياشار غولر، ورئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن، ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية خلوق غورغون.

وتسعى أنقرة إلى إجبار الحكومة السورية في دمشق على نزع سلاح قوات سوريا الديمقراطية ''قسد''، والتي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري وترى تركيا هذه القوات امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المحظور لديها وتصنفه منظمة إرهابية تهدد أمنها القومي.

وتنظر تركيا إلى وجود قوة كردية مسلحة على حدودها الجنوبية على أنه تهديد مباشر لأمنها واستقرارها، خشية من دعمها للحركات الانفصالية داخل تركيا.

وتسعى أنقرة إلى إفشال أي مشروع للإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا، متوجسة من أن يشجع ذلك الأكراد في تركيا على المطالبة بحقوق مماثلة.

ولا يزال الغموض يلف مصير الاتفاق الأخير على دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري، حيث تفضل ''قسد" الحفاظ على قيادة محلية لوحداتها، وهو ما ترفضه دمشق.

ويتوقع أن يؤدي الضغط لنزع السلاح والاندماج إلى تفاقم الانقسامات داخل المشهد السياسي الكردي في سوريا، بينما تحتاج دمشق إلى موازنة علاقاتها مع أنقرة مع الحفاظ على الاستقرار وحقوق الأكراد، المعترف بهم كجزء لا يتجزأ من الدولة السورية.

وسيؤدي إضعاف قسد إلى تغيير موازين القوى في شمال شرق سوريا لصالح تركيا والحكومة السورية وهو ما ترفضه القوى السياسية الكردية التي تدفع باتجاه إقرار حكم ذاتي.

وتعول تركيا على علاقتها الوثيقة مع إدارة الشرع في تحقيق أهدافها المتعلقة بطي صفحة القضية الكردية. وأنقرة من الداعمين البارزين للحكومة السورية الجديدة، ودعت مرارا المجتمع الدولي إلى رفع العقوبات التي فرضت على دمشق في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وشارك الرئيس التركي عبر الإنترنت في اجتماع في الرياض بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والشرع في منتصف مايو/أيار. 

وأعرب الرئيسان عن عزمهما على مكافحة التهديدات الإرهابية في سوريا بشكل مشترك. وتطالب أنقرة بطرد المقاتلين الأكراد الأجانب من شمال شرق سوريا وتقول إنها تريد مساعدة جارتها في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.