الشركات المغربية تتعهد بالتصدي لاستهداف الشاحنات المتجهة لأوروبا

الكاتب العام للكونفدرالية المغربية للفلاحة يؤكد أنه لا يوجد أي مبرر لعرقلة مرور شاحنات المملكة المحملة بالخضر إلى الاتحاد الأوروبي طالما تستجيب لكافة المعايير.

الرباط - أكدت الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الهجمات التي تتعرض لها شاحنات الموردين في طريقها إلى أوروبا عبر الحدود بين إسبانيا وفرنسا، رغم أنها مستوفية الشروط القانونية والصحية.

وشدد يوسف العلوي الكاتب العام للكونفدرالية في مقابلة تلفزيونية مع قناة "فرانس 3" أن الشركات الفلاحية المغربية ستتصدى لأي أعمال تهدف إلى منع الشاحنات المحملة بالخضر من المرور إلى الفضاء الأوروبي أو نهب بضائعها.

وتعرضت المنتوجات المغربية خلال الآونة الأخيرة إلى الاستهداف في إطار ما يعرف بـ"ثورة المزارعين" في أوروبا، لكنها كشفت في الواقع عن حملة ممنهجة تستهدف صادرات المملكة بسبب جودتها وكثرة الطلب عليها في الأسواق الأوروبية.

ويتذرع المزارعون الأوروبيون المحتجون بأنهم يخوضون تحركهم للمطالبة بإيجاد حلول لمشاكل القطاع، لكن اعتراضهم للشاحنات المغربية يكشف عن هواجسهم من عدم قدرتهم على منافسة جودة المنتوجات التي تصدرها المملكة إلى الاتحاد الأوروبي. 

ويعدّ المغرب من أهم مصدّري الخضر والفواكه إلى الاتحاد الأوروبي في إطار اتفاقية التبادل الحر الموقعة بين المملكة والتكتل، فيما تمتاز الصادرات المغربية بجودة عالية وتستجيب بشكل دقيق لكافة المعايير القانونية.

ونقل موقع "الصحيفة" المغربي عن العلوي قوله "لن نسمح بعرقلة الشاحنات أو نهبها أو إعادتها"، مضيفا "هل تعتقدون أننا سنقف مكتوفي الأيدي إذا ما تم المساس بمنتجاتنا؟"، مشددا على أنه لا وجود لأي مبرر لعرقلة مرورها إلى الاتحاد الأوروبي طالما تحرص الشركات المغربية على احترام الشروط التجارية والصحية والبيئية.

ووصف عدد من المزارعين الأوروبيين خلال الآونة الأخيرة المنتوجات المغربية بـ"الرخيصة" وقاموا بقطع الطريق الرئيسية "أ 9 " في جبال البيريني كما أنشؤوا حواجز في سيردانيا بإسبانيا وعند ممر آريس في هوت فاليسبير بفرنسا بهدف منعها من الوصول إلى وجهتها الأوروبية.

وفي فبراير/شباط الماضي تعرضت عشرات من الشاحنات المغربية المحملة بالمنتجات الفلاحية للتخريب وإتلاف السلع والبضائع من طرف المزارعين الإسبان وهو ما رفضته المملكة بشدة متمسكة بحقها في تصدير منتوجاتها في إطار اتفاقية التبادل الحر.

وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد طرح هذه المسألة خلال لقائه الأخير مع نظيره الفرنسي سيتفان سيجورني، واصفا استهداف الشاحنات المغربية المتجه إلى أوروبا بـ"غير منطقي"، لافتا إلى أن إجمالي وارادت المملكة من التكتل الأوروبي يتجاوز صادراتها.

وشنت مواقع مشبوهة خلال الفترة الماضية حملة تشوية استهدفت المنتوجات المغربية بعد الارتفاع الذي شهدته صادرات المملكة إلى الاتحاد الأوروبي، ما أثار حفيظة بعض القوى المعادية للمصالح المغربية.

وصدر المغرب خلال الفترة بين يوليو/تموز 2022 ويونيو/حزيران 2023 نحو 716 ألف و700 طن من الطماطم إلى الأسواق الأوروبية، ما حقق عائدات مالية تحاوزت 10 ميارات درهم (نحو مليار دولار) كما ارتفعت صادرات الطماطم المغربية بأكثر من 25 في المائة في الأعوام الخمس الماضية، وفق  منصة "إيست فروت".

وكانت منصة "سان شارل" الفرنسية قد استنكرت حملة التشكيك في سلامة بعض المنتجات والسلع المغربية، منددة بالادعاءات الكاذبة التي تزعم بأن "المنتجات الأجنبية التي تُسوّق في الأراضي الفرنسية لا تلتزم بنفس المعايير والمتطلبات التي يلتزم بها المزارعون الفرنسيون".