الشكّ يٌخيّم على التزام الحوثيين بخارطة طريق لحلّ الأزمة اليمنية

الأطراف المتحاربة في اليمن تلتزم بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.

صنعاء - أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ اليوم السبت أنّ الأطراف المتحاربة في اليمن التزمت بوقف جديد لإطلاق النار والانخراط في عملية سلام تقودها الأمم المتحدة كجزء من خارطة طريق لإنهاء الحرب، فيما يخيم الشكّ حول التزام المتمردين بهذا الاتفاق في وقت يستهدفون فيه الملاحة في البحر الأحمر بحجة دعم غزة، ضمن مساعيهم للبحث عن شرعية مفقودة. 

وبعد سلسلة من الاجتماعات مع الأطراف في السعودية وسلطنة عُمان أفاد بيان صادر عن مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة بأنه "يرحّب بتوصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية المنظمة الأممية".

وتشمل خارطة الطريق التي ترعاها الأمم المتحدة "دفع جميع رواتب موظفي الخدمة المدنية وفتح الطرق المؤدية إلى مدينة تعز التي يحاصرها المتمرّدون وأجزاء أخرى من اليمن واستئناف صادرات النفط".

وقال غروندبرغ "ثلاثون مليون يمني يراقبون وينتظرون أن تقود هذه الفرصة الجديدة لتحقيق نتائج ملموسة والتقدّم نحو سلام دائم"، مضيفا "لقد اتخذت الأطراف خطوة هامّة"، مشيراً إلى أنّ "التزامهم هو، أولاً وقبل كلّ شيء، التزام تجاه الشعب اليمني".

واستضافت الرياض في سبتبمر/أيول الماضي عددا من المسؤولين في جماعة الحوثي مرفوقين بوفد عماني وسيط، في زيارة تاريخية إلى المملكة التي تقود منذ مارس/آذار 2015 تحالفا عسكريا دعما للحكومة في مواجهة الجماعة الموالية لإيران.

وأبدت مصادر سعودية حينها تفاؤلا بالوصول إلى اتفاق لإنهاء الأزمة، في ظل إحراز تقدم في المفاوضات بشأن عدد من النقاط الشائكة ومن بينها الجدول الزمني لخروج القوات الأجنبية من اليمن وآلية دفع أجور الموظفين الحكوميين.

وتركزت المباحثات بين الوفد الحوثي والمسؤولين السعوديين على إعادة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء بشكل كامل ودفع أجور الموظفين الحكوميين وجهود إعادة البناء.

ومنذ أكثر من عام، يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 9 سنوات، بينما لا تزال البلاد تعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم إذ تقول الأمم المتحدة إن حوالي 21.6 مليون شخص، أي ما يعادل ثلثي السكان تقريبا، يعتمدون على المساعدات.

ومنذ اندلاع الحرب على غزة يشن الحوثيون هجمات استهدفت عددا من السفن والناقلات في البحر الأحمر بذريعة دعم القضية الفلسطينية بعد أن فشلت ضرباتهم باتجاه إسرائيل في إصابة أهدافها.

ونفّذ المتمردون أكثر من 100 هجوم بمسيّرات وصواريخ، استهدفت عشر سفن تجارية على ارتباط بـ35 دولة، وفقاً لوزارة الدفاع الأميركية 'البنتاغون'.

بدوره أكد محمد الباشا الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مجموعة نافانتي ومقرّها الولايات المتحد أنّ "الأعمال العسكرية التي يقوم بها الحوثيون تعيق التقدّم نحو حلّ سلمي"، مضيفا أن "الحوثيين تحوّلوا إلى معتدين يستهدفون الأصول المدنية".

ويتزامن الاتفاق مع سعي السعودية إلى إخراج نفسها من الصراع، على الرغم من الآمال الضئيلة في تحقيق سلام دائم، فيما يبدي محلّلون كثر تشاؤما إزاء آفاق إنهاء الحرب في اليمن.